انتصار إيران في فكر النُّخب
السياسية : تقرير || صادق سريع*
أكدت نُخب فكرية وسياسية وعسكرية وإعلامية يمنية وعربية، فشل العدوان "الإسرائيلي" - الأمريكي في إسقاط النظام الإيراني، وإنهاء مشروعه النووي، وكبح دور جبهات محور المقاومة في نصرة فلسطين ونصرة غزة.
وشددت على تماسك الجبهة الداخلية والعسكرية الإيرانية منذ اليوم الأول للعدوان "الإسرائيلي" إلى اللحظة الأخيرة من المواجهة العسكرية التي انتهت بإفشال المخطط الانقلابي لعملاء الموساد الصهيوني، وكشف مواقع وورش تصنيع المسيّرات، ومنصات الإطلاق التي استهدفت قادة عسكريين وعلماء نوويين، ما أجبر "إسرائيل" على طلب وقف الحرب.
وفق المفهوم السياسي والعسكري للنُخب المشاركة في الندوة التي نظمها "ملتقى كتاب العرب والأحرار" برعاية "الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي"، عبر تقنية "الزوم"، بعنوان انتصار إيران على "إسرائيل"، فقد سبب العدوان "الإسرائيلي" - الأمريكي أضراراً كبيرة على إيران، في المقابل تكبدت يافا المحتلة وواشنطن خسائر عسكرية واقتصادية فادحة بهجمات الصواريخ الإيرانية التي أربكت حساباتها، وألحقت دماراً هائلاً للبنى التحتية في عمق الكيان، وسببت فوضى هستيرية وفشل عسكري ذريع.
من وجهة نظر النُخب المشاركة في الندوة التي نسقها الناشط حسن مرتضى وأدارتها الإعلامية بدور الديلمي، فإن انتصار إيران على عدوان "إسرائيل" يعد حدثاً عسكرياً تاريخياً جاء في لحظة مفصلية من مراحل نضال جبهات المقاومة، غير المعادلات العسكرية والسياسية، وقلب موازين قوى المنطقة والعالم.
والمؤكد في نظرها، أن الرد الإيراني كسر شوكة دول الاستكبار (أمريكا وبريطانيا و"إسرائيل") والأنظمة العربية الحليفة والمطبّعة، فكان بمثابة رسالة حاسمة وتحول إستراتيجي في زمن الهيمنة الصهيونية، مفادها: إن زمن الهزائم قد ولى، وإن كيان "إسرائيل" حتماً إلى الزوال.
والمحسوم في قناعتها أن الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي درسٌ عسكري فرض معادلات سياسية وعسكرية ومفهوم الردع، وطالبوا إيران بالانسحاب من اتفاقية الملف النووي باعتبارها حبلاً مربوطاً على العنق، وعدم السماح لمفتشي وكالة الطاقة الذرية بالتدخل والتفتيش.
أما الحقيقة الثابتة في منظورها، فإن إعلان وقف إطلاق النار من طرف العدو أمريكا و"إسرائيل" دلالة على الهزيمة التي مُنيت بها، باعتبار الإعلان بمثابة تكتيك عسكري إستراتيجي لتلافي الهزيمة المنكرة والاستعداد لشن عدوان جديد على إيران.
الرسالة الأخيرة التي صاغتها النُخب أرسلتها لمؤسسات ومنصات الإعلام والإعلاميين وأحرار العالم الحر إلى الوقوف ضد الحملات العدوانية، وكشف المؤامرات التي تحيكها أنظمة الدول الاستعمارية لضرب جبهات محور المقاومة في اليمن وإيران ولبنان، الداعمة للقضية الفلسطينية وإسناد حركات المقاومة الفلسطينية في غزة.
ودعت في الكلمة الأخيرة أبناء الأمتين العربية والإسلامية إلى الوحدة والوقوف أمام التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية، والتي تفرضها دول الغرب الاستعمارية و"إسرائيل".
يشار إلى أن "إسرائيل" تكبدت خسائر عسكرية واقتصادية فادحة في عدوانها على إيران بفعل رد الأخيرة، تجاوزت أكثر من 20 مليار شيكل (6 مليارات دولار تقريباً)، ما سبب عجزاً في الموازنة، وفقاً لتقارير إعلامية عبرية.
وأقر مسؤول عسكري "إسرائيلي" سابق يدعى العميد احتياط ريم أميناخ، لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن الحرب مع إيران تكلف خزينة "إسرائيل" نحو مليار دولار يومياً على العمليات الهجومية والدفاعية، غير الخسائر الاقتصادية غير المباشرة التي لم تُحسب بعد.
وأعلنت الصحة الإيرانية استشهاد أكثر من 430 شهيداً، وإصابة 3500 جريح مدني منذ بدء العدوان الصهيوني على إيران في 13 يونيو الجاري 2025، وأستمر لمدة 12 يوما، في المقابل أعلنت "إسرائيل" مقتل 28 مستوطناً، وإصابة ألف و319 آخرين.
*شارك في جمع المادة الإعلامية: حنان ملاطف