السياسية:

ركزت الصحف الإيرانية، اليوم الاثنين 30 حزيران/يونيو 2025، على التطورات الداخلية لفترة ما بعد الحرب، مشيرةً إلى الدروس المستفادة على الصعيدين الاجتماعي والسياسي.

"رسالت": إنجازات حرب الـ12 يومًا

بداية مع صحيفة "رسالت" التي قالت إن الحرب المفروضة التي استمرت 12 يومًا، وعلى الرغم من استشهاد مجموعة من كبار القادة والعلماء النوويين في كمين مفاجئ نفذه العدو الصهيوني تحت ستار المفاوضات السياسية، وأسفر عن أضرار جسيمة لا يمكن إصلاحها لأمة إيران العظيمة، قد أسفرت عن إنجازات ثمينة تأمل الصحيفة أن يُحافَظ عليها بكل قوة واقتدار.

وأوضحت الصحيفة أن الإنجازات، في الساحة العسكرية، شملت تدمير بنية العدو التحتية الاستراتيجية على نطاق واسع، في جميع مدنه وموانئه، بطريقة لا يمكن تصورها أو تحملها بالنسبة إليه. وأشارت إلى أن طبقات الدفاع المختلفة، المنشأة بتكلفة باهظة وبمشاركة أحدث التقنيات الأمريكية، لم تتمكن من منع الصواريخ الإيرانية – الباليستية، والأسرع من الصوت، وصواريخ خيبر – من الوصول إلى أهدافها، مؤكدة أن القوات المسلحة تمكنت من تدمير أي نقطة تريدها بدقة متناهية. وأضافت أن هيكل القوات المسلحة والحرس الثوري أثبت قدرته في تعويض القادة الشهداء، في أقل من 24 ساعة.

وفي الساحة السياسية، لفتت الصحيفة إلى أن الخطاب المعادي لإيران تحوّل إلى خطاب داعم لها، وقالت إن شعوب أمريكا وأوروبا وحكومات الدول الإسلامية والعربية، بالإضافة إلى الصين وروسيا وباكستان وكوريا الشمالية وإندونيسيا، أعلنت تضامنها ودعمها لإيران في مواجهة العدوان السافر. ورأت أن التجربة كشفت مجددًا زيف نوايا الولايات المتحدة وأوروبا على طاولة المفاوضات، وهو ما يجب أن يكون درسًا للمسؤولين داخل إيران وخارجها.

وشددت الصحيفة على أن إيران أثبتت أنها تتصرف بقوة وكرامة على الصعيد السياسي، وقالت إن الوزير الإيراني لن يوقع على أي وثيقة لا تضمن مصالح بلاده، مشيدةً بديناميكية الدبلوماسية الإيرانية وقدرتها على الدفاع عن المواقف المشروعة في مجلس الأمن ومجلس المحافظين. وأكدت أن البرلمان وافق بشجاعة على خطة تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

أما على الصعيد الاجتماعي والثقافي، فرأت الصحيفة أن التضامن الذي نشأ بين مكونات المجتمع الإيراني، خلال الحرب، كان غير مسبوق ويستحق الإشادة، ورأت أن هذه الوحدة الوطنية كانت سندًا حاسمًا للقوات المسلحة في مواجهة العدو. وأضافت أن حتى الحركات المعارضة والناقدة للجمهورية الإسلامية عبّرت عن دعمها لوحدة أراضي البلاد، وأشادت بقيادة النظام. كما رأت أن الثقة بين الشعب والنظام والمسؤولين ازدادت، وارتفعت شعبية قائد الثورة إلى مستوى غير مسبوق.

كما رأت الصحيفة أن صمود الشعب الإيراني في وجه هجمات العدو واستشهاد مجموعة من أبنائه كان أمرًا يستحق الثناء، مؤكدة أن إيران من الآن فصاعدًا ستعلن بحزم حقها في امتلاك المعرفة النووية السلمية، وأن تهديدات الولايات المتحدة وإسرائيل أصبحت عديمة الجدوى، ولن تتمكن أي جهة داخلية من التنازل عن هذا الحق.

"وطن أمروز": تفكيك هوية إيران إنكار لها

بدورها، قالت صحيفة "وطن أمروز" إن محاولة فصل إيران عن النظام الإسلامي الحاكم تمثل استراتيجية انبثقت من مراكز الفكر الأميركية الصهيونية.

وتساءلت الصحيفة، على سبيل المثال، عما إذا كانت الصواريخ التي تركز عليها الثورة الإسلامية تعبّر عن مصلحة كل إيراني، لتوضح أن المشروع المطروح، والذي يُقدَّم تحت شعارات شعبية ومصطلحات محايدة، يسعى في حقيقته إلى خلق ثنائية مصطنعة في العقل الإيراني.

وأضافت الصحيفة أن هذا المشروع يصوّر إيران كيانًا ثقافيًا وتاريخيًا وعاطفيًا، ويصوّر الجمهورية الإسلامية نظامًا سياسيًا مؤقتًا ومفروضًا، في حين أن الفلسفة السياسية لا تسمح بفصل أي هوية سياسية عن سياقها التاريخي والثقافي. ورأت أن النظام السياسي هو نتاج إرادة الأمة للبقاء.

وشددت الصحيفة على أن هذا الفصل يعني إنكار الوعي الذاتي التاريخي الإيراني، ويمثل تشويهًا لإرادة الشعب، مؤكدة أن من يرفعون شعار "لا للجمهورية الإسلامية، نعم لإيران" يحاولون فصل التاريخ إلى أجزاء مستقلة، ما يؤدي إلى انهيار الهوية الجماعية وإنكار الاكتفاء الذاتي السياسي.

وأكدت الصحيفة أن الجمهورية الإسلامية ليست مجرد تسمية، بل امتداد منطقي للثقافة الإسلامية الإيرانية، وأن أي مشروع يسعى لكسر هذا الامتداد إنما يهدف إلى إعادة استعمار العقل والجسد الإيراني. ورأت أن هذا المشروع، على الرغم من تقديمه شعارات مثل الحرية والرخاء، لا يعدو كونه وسيلة لإعادة الإيرانيين إلى ما قبل القومية والاستعمار.

واختتمت الصحيفة بالقول إن المسألة المطروحة اليوم وجودية: هل تبقى إيران أمةً حية في التاريخ أم تتحول إلى وجهة سياحية في كتالوج العالم؟ وأكدت أن فصل إيران عن النظام ليس مشروعًا سياسيًا فقط، هو محاولة لإنكار الوجود التاريخي للأمة الإيرانية، فبرأيها أن الحفاظ على هذه الوحدة واجب سياسي وفلسفي وأخلاقي على كل إيراني.

"إيران": العودة إلى الشعب

أمّا صحيفة "إيران" فأشارت إلى أن الحرب كشفت مظاهر غنية ومهمة للرابطة الوطنية والإيرانية بين أفراد الشعب، وقالت إن هذه الرابطة شكلت، إلى جانب قوة القوات المسلحة، رادعًا قويًا للعدو.

وأضافت الصحيفة أن الرئيس وهيئات الحكومة وضعوا على جدول أعمالهم أهمية انعكاس هذا الحدث التاريخي في المجال التنفيذي والسياسي. ورأت أن تجسيد هذا العمل التاريخي ضرورة وطنية، لأن رابطة الإيرانيين تمثّل الأداة الأكثر فعالية لتحقيق الاستقرار في مواجهة العدو.

وأوضحت الصحيفة أن هذا يعادل استعادة أو إعادة تعريف العلاقة التاريخية بين الدولة والأمة، وأكدت أن الحكومة الرابعة عشرة بدأت بالفعل هذه العملية.

ولفتت الصحيفة إلى أن تعزيز العلاقة بين الدولة والأمة لم يعد موضوعًا للنقاش الأكاديمي، هو أصبح ضرورة فرضتها الحرب، مشيرةً إلى أن تراجع المشاركة في الانتخابات الأخيرة أظهر هذه الحاجة، ولكن الحرب جعلت منها خيارًا لا بد منه.

وقالت الصحيفة إن العدو "الإسرائيلي" راهن، خلال الحرب، على بقايا الماضي، لكنّ الإيرانيين أثبتوا أن العلاقة بين الدولة والأمة لا مكان فيها للأجانب، خاصةً من جاؤوا لتدمير البلاد وقتل أبنائها.

وأضافت أن القادة السياسيين، اليوم، حين يؤكدون أن قبول العدو وقف إطلاق النار لا يعني الثقة، فهم يشيرون إلى ضرورة أن تتخذ العلاقة بين الدولة والأمة شكلًا جديدًا. وأكدت أن هذا الشكل الجديد ليس فقط من أجل ازدهار البلاد، هو من متطلبات الدفاع الوطني في ظل استمرار التهديدات.