السياسية :

شارك عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، في ورشة العمل التي تقيمها وزارة التربية والتعليم والبحث العلمي لمناقشة وإقرار مشاريع الخطط الدراسية الموحدة للتخصصات المتناظرة في الجامعات اليمنية تحت عنوان "نحو إطار وطني موحد للخطط الدراسية في الجامعات الحكومية والأهلية".

وأكد عضو المجلس السياسي على أهمية الورشة ومضمونها المهم الذي من شأنه معالجة المشكلات التي يواجهها الطلاب حين الانتقال من جامعة إلى أخرى أو من كلية إلى أخرى أو من تخصص إلى آخر.

ولفت إلى أن حرص أي جامعة على التميز أمر إيجابي خاصة في سنة التخرج في إطار التنافس على تقديم الأفضل والجديد الذي يخدم متطلبات الواقع ويستشف المستقبل.. مشيرا إلى أهمية مواكبة الأستاذ الجامعي للجديد في مجال تخصصه وتحديدا ما يتصل بالمواد العلمية والمعرفية وألا يقتصر في تدريسه على ذات المؤلف لأكثر من أربع سنوات.

وبين الدكتور بن حبتور أن عدم تطوير وتحديث الخطة الدراسية لا يخدم العملية الأكاديمية والتعليمية ويؤثر على نوعية ومستوى المخرجات.

وقال "ينبغي على المحاضر الجامعي أن يواصل البحث في وعاء المعرفة ويقدم الجديد وأحدث الطرائق والوسائل وليس الانكفاء على المعلومات القديمة والتي ربما تجاوزها الواقع العلمي".. مشيدا بالجامعات اليمنية التي تعد اليوم من بين أفضل الجامعات على المستوى العربي والذي يؤكده تميز طلابها عند الذهاب لاستكمال دراستهم العليا سواء في الجامعات العربية أو الآسيوية أو الغربية.

وأشار إلى أن هذا الكم النوعي من الأكاديميين يفسح المجال أمام مناقشة أي قضية ذات بعد مستقبلي استراتيجي بما في ذلك القضايا ذات الأولوية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والعدوان الإجرامي الذي يتعرض له أبناء غزة من قبل العدو الصهيوني والذي وصل حد استخدام التجويع كسلاح لقتل أبناء غزة على مرأى ومسمع من العالم كله.

وأفاد الدكتور بن حبتور بأن القضايا ذات البعد التربوي والأخلاقي وذات الطبيعة الاستراتيجية ينبغي أن يقف الجميع معها وفي مقدمتهم الأكاديميون.. وقال " يقتل أبناء غزة بمختلف أنواع الأسلحة يوميا وبالمئات وكأنهم ليسوا بشرا، ونجد أن الكثير من أبناء الأمة منشغلون ومنغمسون في حياتهم اليومية وكأن الأمر لا يعنيهم".

وأضاف "قدمت لنا الجمهورية الإسلامية الإيرانية النموذج المتقدم في نصرة القضية الفلسطينية برغم الحصار المفروض عليها منذ أكثر من 45 عاما، وكذا في ضرب العدو الصهيوني بالصواريخ المتطورة على ذلك النحو الذي لم يسبق وأن تعرض له العدو الغاصب".

وأوضح أن الفكرة الدينية والأخلاقية والإنسانية ينبغي أن لا يكون عليها خلاف خاصة من قبل الأكاديميين الذين ينبغي أن يكون لهم دور رئيسي في إيقاظ الوعي لدى الطلبة والمجتمع والتمييز بين الحق والباطل والذي أبرزته على نحو جلي معركة "طوفان الأقصى" المباركة وما يتعرض له أبناء غزة من طغيان.

وتوجه عضو السياسي الأعلى بالتحية والتقدير لقيادة الوزارة وكافة المشاركين في الورشة.. آملا أن تكلل أعمالها بالنجاح.

من جانبه أكد وزير التربية والتعليم والبحث العلمي حسن الصعدي، أهمية الورشة لمناقشة وإقرار مشاريع الخطط الدراسية الموحدة للتخصصات المتناظرة في الجامعات اليمنية في إطار توجه الوزارة لتصحيح الإشكاليات التي تواجه التعليم العالي.

وأشار إلى حرص الوزارة على استكمال كافة المعالجات لأوضاع الجامعات والعملية التعليمية بحكمة ورؤية منهجية وحرص وطني.. مؤكدا الحرص على نجاح المسيرة التعليمية في الجامعات اليمنية، وبما يحقق الأهداف التي أنشئت من أجلها، في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع.

ولفت الوزير الصعدي إلى أن توحيد الخطط الدراسية قد يكون كلي أو جزئي مع مراعاة خصوصية بعض الجامعات.. مبينا أن دراسة وتقييم الوضع القائم للخط الدراسية بالجامعات أظهرت وجود بعض الفجوات والإشكالات في كافة مراحل التعليم ابتداءً من الروضة والتعليم العام والجامعي والدراسات العليا بسبب الأوضاع والظروف التي تمر بها البلد.

وذكر أن هذا العمل يأتي بعد تقييم الوضع العام والبناء عليه ووضع المعالجات والحلول لكافة الإشكاليات.. موضحا أن إنجاز هذا العمل راعى متطلبات التنمية واحتياجات البلد وخصوصيات الجامعات من حيث الإبداع والتطوير المستمر.

كما أكد وزير التربية والتعليم والبحث العلمي أنه سيتم وضع معالجات وحلول لأي مخاوف وبما يرضي جميع الأطراف.. مشيرا إلى أن لدى الوزارة قطاع جديد سيعنى بالمناهج وتخطيط التعليم ويعمل بالشراكة مع الجامعات والمدارس والخبراء على تخطيط التعليم ومراعاة احتياجات البلد والسوق.

وفي الورشة التي حضرها نائبا وزيري التربية والتعليم والبحث العلمي الدكتور حاتم الدعيس، والإعلام الدكتور عمر البخيتي، استعرض وكيل قطاع التعليم العالي الدكتور إبراهيم لقمان، أعمال اللجان الرئيسية والفرعية، التي توزعت على ثلاث مراحل، لتحليل الوضع الراهن في الجامعات، والتصميم ووضع مسودات ومشاريع الخطط، والمناقشة والإثراء والإقرار.

وأكد أن أعمال اللجنة انطلقت من وجود تباين واختلاف كبير في الخطط الدراسية للبرنامج الواحد من جامعة لأخرى، وعشوائية في سير العملية التعليمية في التخصصات المتناظرة وما يرافقها من اختلالات نتيجة كثرة هذه التخصصات من جامعة لأخرى، وتنوع وتعدد أنظمة التعليم واختلاف درجات النجاح فيها، فضلاً عن الإشكاليات التي واجهت القطاع والطلبة عند عملية التحويل والانتقال من جامعة إلى أخرى عند إجراء المقاصصة.

وأشار الدكتور لقمان إلى المنهجية التي اتبعتها اللجنة والمعايير الفنية خصوصاً الالتزام بالمعايير المرجعية الأكاديمية الوطنية "نارز" وترك نسبة 20 بالمائة للجامعات للتميز، وتوحيد مسمى وعدد الساعات المعتمدة لكل مقرر، والتوازن بين الساعات النظرية والتطبيقات العملية بحسب نوع البرنامج ومقرراته وتوحيدها بناء على النموذج المعد.

بدوره أكد أمين عام مجلس الاعتماد الأكاديمي الدكتور محمد ضيف الله أنه لوحظ عند وضع الخطط الدراسية في مؤسسات التعليم العالي وجود اختلافات كبيرة من مؤسسة إلى أخرى، مما أدى إلى اضطراب فيما يتعلق بالخطط الدراسية، الأمر الذي حتم على المجلس الشروع في إعداد المعايير المرجعية الأكاديمية الوطنية لأكثر من 42 برنامجا أكاديميا، وتوحيد البرنامج بناءً على مخرجات التعلم، واستراتيجية التدريس.

وأشار إلى أهمية الامتحانات الوطنية الموحدة للبرنامج لضمان قياس مخرجات التعلم.. مؤكدا أهمية هذا العمل لمناقشة وإقرار مشاريع الخطط الدراسية الموحدة للتخصصات المتناظرة في الجامعات الحكومية والأهلية والعمل وفق مرجعيات وأساليب علمية لضمان النجاح وتحديثها.

فيما أشار عميد المعهد الوطني للعلوم الإدارية الدكتور محمد القطابري إلى أهمية الجهود التي تبذلها قيادة وزارة التربية والتعليم والبحث العلمي في توحيد الخطط الدراسية والتقارير ومناقشتها بدقة لضمان الارتقاء بمستوى العملية التعليمية وجودة المخرجات.

وأكد أن الاستثمار في رأس المال البشري من أهم الاستثمارات كونه العنصر والمفتاح الرئيس لتقدم وتطور المجتمعات.. مستعرضاً نماذج لدول متقدمة كان محور تقدمها يرتكز على العنصر البشري ما جعلها تحقق قفزات نوعية وتنافس الدول الكبرى.

حضر الورشة وكيل الوزارة لقطاع التعليم الثانوي الدكتور زيد الهدور، والمدير التنفيذي لمركز تقنية المعلومات الدكتور فؤاد عبد الرزاق، ورؤساء الجامعات الحكومية والخاصة.

وتناقش الورشة على مدى يومين بمشاركة أكثر من 278 كادراً أكاديمياً من مختلف الجامعات اليمنية، توحيد وإقرار الخطط الدراسية لبرامج "العلوم الإنسانية، والقانونية، والطبية، والإدارية، واللغات".
سبأ