الانتصار غير المسبوق على "إسرائيل"
السياسية : تقرير || صادق سريع*
تحوّل إغلاق ميناء أم الرشراش في الاراضي المحتلة بشكل كامل بفعل ضربات الصواريخ والمسيّرات اليمنية، وإخفاق بحريات أمريكا والغرب في مواجهة قوات صنعاء بمعركة البحر الأحمر المساندة لغزة، إلى حدث إعلامي تعدّى تصنيف الهام والمهم جداً في سرديات كبريات وسائل الإعلام الغربية.
حيث أكدت صحيفة "آيرش تايمز" الإيرلندية أن إغلاق ميناء أم الرشراش بشكل كامل، يعد انتصاراً واضحاً لليمنيين وهزيمة نادرة وغير مسبوقة لـ"إسرائيل".
وقالت: "يشكّل ميناء أم الرشراش نسبة أكثر من 7 بالمائة من حجم التجارة البحرية في "إسرائيل"، لأهميته الحيوية لبنيتها الأمنية والعسكرية، لكن منذ إن فرض اليمن الحظر البحري في البحر الأحمر، واستمر بعملياته العسكرية في ضرب الميناء، أثرت على حركته التجارية بشكل مباشر وتسببت في إغلاقه".
وأضافت: "سيترك إغلاق ميناء أم الرشراش أثراً سلبياً بتوقف عمليات وحدة سلاح البحرية الإسرائيلية، كونها تُستخدمه كقاعدة عسكرية لانطلاق الزوارق الأمنية وحماية ورش الصيانة البحرية".
وكانت هيئة الموانئ والملاحة الإسرائيلية قد أعلنت الأحد الفائت، وقف كامل لحركة الميناء الذي يشكّل الشريان الإستراتيجي والحيوي والبوابة الجنوبية لـ"إسرائيل"، إلى قارة آسيا، بسبب إفلاسه وتراكم الديون عليه بفعل استمرار هجمات الصواريخ والمسيّرات اليمنية.
وأعلن اليمن نهاية 2023 فرض حصارٍ بحري على سفن "إسرائيل" والمملوكة لها والمرتبطة بها، في بحار: الأحمر، والعربي، والأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، حتى رفع الحصار ووقف العدوان الصهيوني على غزة.
مغامرات التسلل الخطرة
في السياق ، قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية: "إن أي محاولة تسلل للسفن المرتبطة بـ'إسرائيل' عبر البحر الأحمر تُعتبر مغامرة محفوفة بالمخاطر وقد تُكلف البحارة حياتهم".
وأضافت: "ستكون أي شركة رست سفنها في موانئ 'إسرائيل' هدفاً لهجمات القوات المسلحة اليمنية، وتحذيرها واضح، وقد أغرقت سفينتين هذا الشهر".
وتابعت: "مالك سفينة 'إيترنيتي سي'، التي أغرقها اليمنيون الأسبوع الماضي في البحر الأحمر، تكبّد خسائر بعشرات الملايين من الدولارات بعد فشله في الحصول على تأمين مخاطر الحرب".
وأشارت إلى لجوء طواقم السفن العابرة من البحر الأحمر إلى استخدام أنظمة التتبع البحرية الدولية "إي أَي إس"، لإبلاغ قوات البحرية اليمنية بوجهاتها وجنسياتها وجنسيات طواقمها، خوفًا من الاستهداف.
وتواصل قوات صنعاء فرض الحظر الجوي بالصواريخ والمسيّرات على مطار اللد الدولي وميناء حيفا في "إسرائيل"، والحصار البحري في البحر الأحمر على سفنها، ما أدى إلى إغلاق ميناء أم الرشراش، وإغراق أربع سفن: "روبيمار" في 18 فبراير 2024، و"توتور" في 12 يونيو 2024، ثم "ماجيك سيز" في 8 يوليو 2025، والأخيرة "إيترنيتي سي" في 9 يوليو 2025.
والثلاثاء 22 يوليو الجاري، أعلنت القوات اليمنية استهداف مطار اللد الدولي في يافا المحتلة بعمق "إسرائيل" بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع "فلسطين2".
واستهدفت، يوم الاثنين 21 يوليو الجاري، عدة أهداف حيوية بخمس مسيّرات، هي: مطار اللد، وهدف عسكري آخر بيافا، وميناء أم الرشراش، ومطار رامون، وهدف حيوي في منطقة أسدود، مع تأكيد تحقيق العمليات لأهدافها بنجاح، بفضل الله.
تحطم بحرية أوروبا في اليمن
وتحت عنوان "اليمنيون يحطمون هيبة بحريات أوروبا"، قال المؤرخ البحري في جامعة كامبل، سلفاتوري ميركوليانو، في تقرير عسكري نشرته مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية: "إن اليمنيين قدّموا للعالم درسًا عسكريًا عمليًا في الحرب غير المتكافئة في البحر الأحمر، بتحقيق نتائج إستراتيجية كبيرة بموارد محدودة جدًا".
وأضاف محذرًا: "قد تحذو أي قوات أخرى في العالم حذو اليمنيين باستهداف النقاط والممرات البحرية، ما سيُجبر أمريكا ودول أوروبا وأخرى على مراجعة مفاهيم القوة والردع من الأساس".
وأكد فشل القدرات العسكرية والبحرية للبحريات الأمريكية والأوروبية، بعد تلقي تشكيلات قواتها البحرية صفعات متكررة وموجعة من قوات البحرية اليمنية في معارك البحر الأحمر.
وأشار إلى أن عدم تدخل قوات البحرية الأوروبية باسم عملية "أسبيدس" لمساعدة طواقم سفينتي "ماجيك سيز" و"إيترنيتي سي" قبل أن تغرقهما قوات بحرية صنعاء في البحر الأحمر، يُثبت فشل القوات الأوروبية في مهمتها البحرية.
يُشار إلى أن القوات المسلحة اليمنية أطلقت، بفضل الله وتأييده، في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، المساندة لغزة، أكثر من 1,250 صاروخًا ومسيّرة إلى عمق الكيان، واستهدفت أكثر من 245 قطعة بحرية تجارية وحربية تابعة لأمريكا وبريطانيا و"إسرائيل"، في البحرين: الأحمر، والعربي، والمحيط الهندي.