السياسية - وكالات :


وسط حرب الإبادة الجماعية التي تدخل شهرها الـ23 على التوالي، تلقى الشاب عطا عبد الدايم (18 عامًا) خبر استشهاد والده "عثمان" (43 عامًا) كطعنة قاسية، بعدما فقد أثره لأيام خلال نزوحه القسري من مدينة غزة إلى مواصي خانيونس، المنطقة التي يزعم الكيان الصهيوني أنها "آمنة".


عثمان كان يبحث عن مكان يقيم فيه خيمة لأسرته، قبل أن يُعثر عليه جثة هامدة في مستشفى ناصر الطبي، بعد ساعات طويلة من البحث. يروي ابنه عطا أن والده كان يضطر للاقتراض في كل نزوح قسري جديد، قبل أن تنتهي رحلته بالقتل في المنطقة التي روّج لها العدو كـ"ملاذ إنساني" وفقا لموقع "فلسطين أون لاين"


وكان عطا قد نزح مع أسرته قسرا من بلدة بيت لاهيا في بداية حرب الإبادة الجماعية، على وقع العدوان المكثف ضد المدنيين والبنى التحتية والمنازل والمستشفيات، وصولا إلى رفح جنوب القطاع، ليكون ذلك حلقة في سلسلة تشريد لا ينتهي.


وعندما دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في يناير عادت أسرة عطا إلى مدينة غزة كمحطة أولى للعودة إلى بيت لاهيا وإعادة إعمار منزلها الذي دمره الكيان هناك. لكن مع انقلاب العدو على الاتفاق في مارس واستئنافه حرب الإبادة، بات عطا وأسرته تحت النار مجددا، جنبا إلى جنب التجويع والتعطيش والتشريد.


وفي الوقت الذي يواصل فيه العدو دفع مئات الآلاف من النازحين نحو "المواصي"، تتكشف الحقيقة هناك كمسرح لمجازر جماعية، وقصف متكرر للخيام والأسواق ومطابخ المساعدات، بحسب تقارير أممية وحقوقية، أسفرت عن مئات الشهداء والجرحى.


كما تحولت المنطقة إلى بؤرة مجاعة خانقة، إذ أكدت تقارير الأمم المتحدة إدخال آلاف الأطفال في برامج علاج سوء التغذية الحاد، فيما يموت عشرات الأطفال يوميًا بسبب الجوع وانهيار الرعاية الصحية.


ورفضت مصر على لسان وزير خارجيتها مزاعم الكيان بشأن ما يسميه "الهجرة الطوعية"، ووصفتها بـ"العبث"، مؤكدة أن ما يجري هو تهجير قسري مدفوع بالقصف والتجويع.


ليظل "المواصي" شاهدًا على مأساة الغزيين، حيث لا ملاذ آمن، بل خيمة كبرى للقتل والجوع والانهيار الإنساني.


وبدعم أمريكي وأوروبي، يواصل جيش العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتكاب جرائم إبادة جماعية وحرب حصار وتجويع في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد أكثر من 64 ألف مدنياً فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة عشرات آلاف آخرين، حتى اليوم، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.