السياسية || تقـــــــرير *


باحتفالات واسعة تعكس عمق الارتباط بالإسلام، والاعتزاز بهويتهم الإيمانية المتجذرة ومواقفهم المشرفة في نصرة الإسلام منذ فجر الدعوة، يُحيي أبناء الشعب اليمني عيد جمعة رجب بحفاوة واهتمام وعلى أوسع نطاق.


ترتبط الجمعة الأولى من شهر رجب بذكرى دخول أهل اليمن في الإسلام طواعية على يد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، مبعوث الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.

وتكتسب جمعة رجب أهميتها من كونها محطة مفصلية في تاريخ اليمن ومن أهم المناسبات الدينية، التي أصبحت جزءًا من الهوية الإيمانية المتجذرة لدى الشعب اليمني، الذي يحرص على إحيائها ويعتبرها عيد الأعياد.

تمثل هذه المناسبة محطة إيمانية يستذكر فيها اليمنيون الدروس والعبر من مواقف أجدادهم الذين ناصروا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وساهموا في نشر الدين الإسلامي إلى أصقاع المعمورة وكانوا السباقين في حمل راية الإسلام والدفاع عن المظلومين.

كما تمثل محطة لتعزيز الصمود في مواجهة قوى الاستكبار والهيمنة التي تستهدف شعوب ومقدرات الأمة والمقدسات الإسلامية، وتأكيدا على ثبات الموقف المناصر لغزة في ظل خذلان الأنظمة العربية للشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة والحصار من قبل العدو الصهيوني.

فمنذ بداية شهر رجب تشهد العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات تحضيرات واحتفالات واسعة بهذه المناسبة الدينية بما يتناسب مع مكانتها العظيمة في وجدان اليمنيين، تعبيرا عن الحمد والشكر لله تعالى على نعمة الهداية والإسلام، وتأكيدا على التمسك بمبادئ الدين الإسلامي التي تحث على النصرة والتضحية والجهاد ضد الأعداء الذين يسعون للسيطرة على الأمة، ومنعها من الالتزام بمنهج الله وتعليماته.

يحرص أبناء اليمن على المشاركة الواسعة في إحياء جمعة رجب وكذا زيارة الأقارب وصلة الأرحام وتعزيز التكافل الاجتماعي والإحسان للفقراء والمحتاجين، في تجسيد عملي لتمسكهم بالإسلام وهويتهم الإيمانية الأصيلة وارتباطهم الوثيق بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذي وصفهم بأنهم أهل الإيمان والحكمة، والذي مثّل دليلا على تجذر الانتماء الإيماني للشعب اليمني.

وتجسد الاحتفالات الواسعة بعيد جمعة رجب، تميز أهل اليمن وما يحملونه من قيم وهوية وانتماء للدين الإسلامي، وترجمة عملية لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن"، والذي يدل على فضائلهم ودورهم في نصرة الإسلام.

لا يقتصر إحياء هذه المناسبة على الجانب الديني، بل يمتد إلى الفعاليات والمهرجانات والندوات والأمسيات الثقافية لاستحضار التاريخ المشرف لليمنيين في نصرة الإسلام والمستضعفين من أبناء الأمة، في أجواءً روحانية ابتهاجا بهذه المناسبة التي تجمع بين التاريخ والهوية والانتماء.

يجدد أبناء الإيمان والحكمة في هذه المناسبة العظيمة العهد بالمضي على نهج أجدادهم الأنصار في نصرة الدين، والدفاع عن المقدسات الإسلامية وفي مقدمتها القرآن الكريم، والثبات على الموقف المناصر للشعب الفلسطيني، والمظلومين من أبناء الأمة.

كما تؤكد هذه المناسبة على وحدة اليمنيين وتمسكهم بهويتهم الإيمانية التي تتوارثها الأجيال وتشكل الحصين المنيع من مخاطر الحرب الناعمة والثقافات المغلوطة التي تسعى للنيل من أصالة وتاريخ وهوية شعب الإيمان والحكمة.

وتتجلى أهمية الاحتفاء بجمعة رجب في كونها ترتبط بصفحة من أنصع الصفحات في تاريخ الشعب اليمني المشرف، بما تحمله من اعتزاز بالانتماء للإسلام، وحرص على ترسيخ الهوية الإيمانية والانتماء الإيماني لهذا الشعب الأصيل.

سبأ