مسؤول أممي : غزة تواجه كارثة غذائية وفجوة تمويلية تهدد إعادة الإعمار
السياسية - وكالات:
حذر مدير مركز تنسيق نظم الأغذية بالأمم المتحدة، ستيفانوس فوشيو، اليوم الثلاثاء، من أن المنظومة الغذائية في قطاع غزة تواجه أضرارا غير مسبوقة بفعل الحرب، حيث تأثرت نحو 78% إلى 91% من الأراضي الزراعية والمزارع والبيوت الزجاجية، مما أدى إلى تراجع حاد في الإنتاج الزراعي المحلي، الذي كان يشكل ركنا أساسيا للأمن الغذائي في القطاع.
وأشار فوشيو، في تصريح لـقناة "الجزيرة" على هامش القمة العالمية للتنمية الاجتماعية في الدوحة، إلى أن نحو 37% من الأراضي الزراعية المتضررة يمكن إعادة تأهيلها، ما يوفر فرصة لإطلاق جهود عاجلة لإعادة بناء النظام الغذائي المحلي وضمان استدامة سلاسل الإمداد الغذائي داخل غزة.
وشدد المسؤول الأممي على أن استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والغذائية والوقود يمثل أولوية قصوى، مشيرا إلى ضرورة فتح المعابر بشكل كامل وتوفير الظروف الملائمة لوصول الإمدادات بانتظام، لضمان قدرة المنظمات الإنسانية على تنفيذ عملياتها دون انقطاع.
وأوضح أن ما يدخل إلى غزة حاليا لا يلبّي الاحتياجات الأساسية، إذ تقتصر المساعدات على الكربوهيدرات والمواد المصنعة، في حين يُمنع دخول البروتينات الحيوانية مثل اللحوم والأسماك، ما يزيد من حدة أزمة سوء التغذية ويهدد صحة السكان، خاصة الأطفال والمرضى.
وأكد فوشيو أن الأمم المتحدة، ممثلة في منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، تعمل مع شركائها الدوليين على إعداد خطة لإعادة تأهيل النظام الغذائي في غزة ضمن مرحلة ما بعد الحرب، لكنها تواجه فجوة تمويلية كبيرة، حيث تم توجيه نداء دولي لتوفير 75 مليون دولار لدعم خطة 2025، ولم يتم تأمين سوى 10% من هذا المبلغ حتى الآن.
وشدد المسؤول على أن سد هذه الفجوة التمويلية شرط أساسي لإطلاق مرحلة جديدة من التعافي الزراعي في غزة، مؤكدا أن مضاعفة الموارد ستسهم في تسريع مشاريع الإغاثة وإعادة البناء، وضمان استدامة النظام الغذائي في واحدة من أكثر المناطق تضررا بالأزمات الإنسانية في العالم.

