السياســـية: تقرير || صادق سريع


"أصبحت إسرائيل تخشى جيش اليمن أكثر من أي جيش عربي تقليدي، كونه خصمًا لا يقبل الابتزاز ولا يعتمد على واشنطن"، هكذا قال المحلّل السياسي الأمريكي، باتريك هينينغسن.

وأضاف: "إن المفاجأة الكبرى لـ'إسرائيل' لم تكن من الجيوش العربية التقليدية، بل من اليمن وإيران، اللتين تمثّلان اليوم المصدر الحقيقي للقلق الأمني للكيان؛ لقدرتها على الردع والتحرّك خارج حسابات أمريكا".

وتابع لقناة "بريدج": "رغم فرض الحصار وشن الحروب العدوانية الطويلة على اليمن، استطاع جيشه بالعمليات العسكرية البحرية في البحر الأحمر أن يفرض معادلة ردع جديدة، غيّرت مسارَ التجارة الإسرائيلية".

وزاد: "ما يميِّزُ اليمنَ هو امتلاكه إرادةً سياسية مستقلة عن الهيمنة الغربية، ما جعله يحظى بدعمٍ واحترامٍ واسع من الشعوب العربية والإسلامية، في ظل خذلان الأنظمة العربية الرسمية عن نصرة غزة والقضية الفلسطينية".

وأعتبر أن اليمن هو الدولة العربية الوحيدة التي تحدّت وواجهت جيش الكيان 'الإسرائيلي' عسكريًا بشكل مباشر وفعّالًا ضد عدوانه الأخير على غزة.

وأشاد هينينغسن - وهو باحث ومحلّل سياسي أمريكي متخصص بالتحليلات الجيوسياسية في قضايا الأمن القومي والشؤون الدولية - بموقف الجيش اليمني الفعّال، واصفًا عملياته بالأكثر فعالية من كُلّ الجيوش العربية مجتمعةً ضد العدوان 'الإسرائيلي'.

وأقرّ رئيس الحكومة الصهيونية، بنيامين نتنياهو، بأن تهديد اليمن ليس تهديدًا نظريًا، بل متطور مع مرور الوقت وفق خطة استراتيجية لتدمير "إسرائيل".

وقال، في تصريح نقلته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، الأحد الفائت: "إن تهديد اليمن ليس شيئًا صغيرًا، بل تهديدًا كبيرًا جدًا، واليمنيين يمتلكون صواريخ باليستية وأسلحة أخرى، ولا نستبعد توجيه ضربات على اليمن للحد من خطرهم".

ونفّذت القوّات المسلّحة اليمنية (القوّة الصاروخية وسلاح الجوّ المسيّر) 1,835 عمليةً بالصواريخ والطائرات والزوارق المسيّرة في المعركة العسكرية (الفتح الموعود والجهاد المقدَّس)، التي أعلنتها صنعاء نهاية 2023 لإسناد غزّة ضد العدوان والإبادة والتجويع الصهيو - أمريكيّ.

واستهدفت في معركة الإسناد البحرية 228 سفينةً تجاريةً وحربيةً معاديةً، وأطلقت 1,300 صاروخ ومسيّرة على الكيان، وأغلقت ميناء "أمّ الرشراش"، وأغرقت أربع سفنٍ انتهكت قرار الحظر، وأسقطت ثلاث مقاتلاتٍ أمريكية من نوع F-18، و26 مسيّرةً من نوع MQ-9، منها 22 في معركة طوفان الأقصى، وأربع أثناء العدوان الأمريكي - السعودي.