السياسية :

شارك عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور ومعه القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء العلامة محمد مفتاح، اليوم في افتتاح أعمال المؤتمر العلمي الدولي الثامن للمركز العسكري للقلب الذي ينعقد على مدى ثلاثة أيام بكلية الطب جامعة صنعاء.

وفي افتتاح المؤتمر عبر الدكتور بن حبتور عن الشكر والتقدير للجنتين العلمية والتحضيرية التي هيأت لانعقاد المؤتمر العلمي الثامن بأوراقه البحثية وكل ما يتصل بنجاحه والباحثين والباحثات المشاركين فيه وجهدهم العلمي الذي يشكل عصب نجاح المؤتمر.

وتوجه بالتحية للأطباء والطبيبات الذين اتحفوا الوطن طيلة هذه المدة من عمر العدوان والحصار على الوطن بإنجازات مهمة وعلى عطائهم العلمي والمهني وكذا جميع من يخدم في هذا القطاع الذي يمثل أحد أهم القطاعات المتصلة بحياة المجتمع.

وخاطبهم بالقول "جهدكم كبير تجاه المرضى الذي ينتظرون منكم دومًا العون، فأنتم تتحمّلون مسؤولية أخلاقية وإنسانية نبيلة، ونقدّر عاليًا ما أنجزتموه خلال فترة العدوان والحصار الحالية في مضمار تخصصكم النوعي، والذي لم يتم تحقيقه من قبل على مستوى كل الوطن".

وأضاف "نقدّر ونجل جهدكم المخلص لتطوير هذا التخصص في اليمن بصورة مستمرة، كما نشيد بالجهود المهنية والعلمية لمركز القلب العسكري لإقامة المؤتمر الذي يعد عملًا علميًا ووطنيًا متقدمًا وللمستشفى العسكري الذي استطاع أن يحول الطب من نسقه الخدمي إلى قضية علمية متفاعلة ومتطورة".

وأكد الدكتور بن حبتور، أن حضور الأطباء من كل محافظات اليمن يعد أمرًا في غاية الأهمية والعظمة، ينبغي أن يقدره الجميع، مكررًا الشكر باسم رئيس وأعضاء المجلس السياسي الأعلى على انعقاد المؤتمر خاصة المنظمين ولجامعة صنعاء التي تحتضن باستمرار الأعمال والمؤتمرات العلمية ولرئيس الجامعة وطاقمه المساعد ولعمداء الكليات ورؤساء الأقسام وأساتذتها على جهودهم في الحفاظ على هذا التأطير العلمي.

بدوره بارك القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء العلامة محمد مفتاح، للجميع انعقاد المؤتمر، معبرًا عن الأمل في أن تكون أوراق العمل المقدمة للمؤتمر، تضمنت بحث ومناقشة وطرح الحلول للمواضيع المهمة التي تواجه الجميع في هذا التخصص.

وأشار إلى أهمية أن يعمل الجميع مؤسسات مختصة وأطباء على إيجاد خدمة طبية لائقة بشعب كريم يمر بضائقة في ظروف معقدة وصعبة نتيجة العدوان والحصار، تراعي أوضاعه المعيشية وتخفّف الأعباء عن كاهله.

وأكد العلامة مفتاح، ضرورة أن يقف الجميع بمسؤولية عالية أمام الأخطاء الطبية إلى جانب العناية الفائقة بالتشخيص والسعي الجماعي لمعالجة الإشكالية التي ما تزال قائمة عند بعض الأطباء وذلك بمختلف الوسائل.

ولفت إلى أهمية أن تتطرق أوراق العمل إلى مثل هذه الإشكاليات وصولًا إلى وضع التوصيات المناسبة لمعالجتها والتي ستقوم الحكومة بدورها في النظر فيها وتحويلها إلى برنامج عمل، آملًا في الوقت ذاته أن تتضمن أوراق العمل أخلاق المهنة وآلية العمل الجماعي لمواجهة الممارسات المضرة من قبل البعض والمسيئة للمهنة والأطباء بصورة عامة.

وقال "نقدّر كل الأطباء العظماء الذين لهم بصمات وإنجازات علمية رائعة ويبذلون جهودًا كبيرة في خدمة المرضى ولهم منا جميعًا كل الاحترام والتقدير"، مشيرًا إلى أهمية العمل على ضبط التكاليف بحيث تكون منصفة للجميع وتراعي أحوال الضعفاء والفقراء والمساكين.

وتطرق القائم بأعمال رئيس الوزراء، إلى توجه الدولة لتوطين الصناعة بما في ذلك الدوائية وصناعة المستلزمات الطبية، داعيًا المستوردين العاملين في هذا المجال إلى إنشاء شركة متخصصة في تصنيع المستلزمات الطبية لتغطية احتياجات السوق المحلي واستثمار الإمكانات المتاحة للتصدير.

وفي الافتتاح الذي حضره رئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة علي العماد، أشاد وزير الصحة العامة والبيئة الدكتور علي شيبان، بالجهود المتميزة للقائمين على المركز العسكري للقلب وكافة كوادره الطبية والجراحية والتمريضية.. معتبرًا مركز القلب العسكري من أكثر المراكز نشاطاً في التدخلات القلبية على مستوى الجمهورية حسب الإحصائيات المقدمة.

وأكد أن الأسعار المتعلقة بأمراض القلب بالنسبة للقطاع الصحي مبالغ فيها وستتبنى وزارة الصحة الشراء الحكومي الموحد لقساطر الدعامات من مسؤولي الشركات وبانتظار إنزال المناقصة، والاستعداد لتوفيرها للقطاع الصحي الخاص.

وأشار الدكتور شيبان، إلى أن القطاع الحكومي يقوم بعمل 12 ألف قسطرة فيها دعامة وتدخل جراحي، مؤكداً عزم الوزارة استهداف خلال العام القادم الـ 12 ألف قسطرة، ويكون الشراء عبر وزارة الصحة وبتخفيض كبير في الأسعار.

ولفت إلى أنه تم الجلوس مع المستشفيات والاستشاريين وأطباء القلب مع مركز العسكري للقلب ومركز الثورة للقلب بهذا الخصوص، وتتطور وتنظم الأمور خلال العام المقبل.

وذكر وزير الصحة، أن الوزارة لديها برامج كثيرة ستركز على ضرورة التقدم والارتقاء في التعليم الطبي الخاص بالقلب، مقترحًا على القائمين على الزمالة اليمنية أن تصبح البُردات تخصصية ما بعد التخصص الدقيق.

وأوضح أنه تم تخطي الكثير من المعوقات، مضيفًا "أنصح أي شخص بعدم السفر إلى الخارج لعمل تدخلات قسطرة قلبية كون كافة المتطلبات وأحدة الأجهزة أصبحت موجودة ومتاحة في مختلف مراكز القلب بالجمهورية".

وأفاد الوزير شيبان، بأن كثيرًا من الإشكاليات والتحديات المتعلقة بأمراض القلب تم حلها وتجاوزها، ومنها كهربائية القلب، مجددّا التأكيد على أن العام القادم سيشهد سياسة موحدة في تنظيم المؤتمرات، تتبناها وزارة الصحة وكافة المراكز، بحيث تكون مخرجاتها كبيرة ومنفذة، ولها زخم علمي مثل المؤتمر العسكري للقلب.

وفي المؤتمر الذي حضره وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس محمد المهدي، اعتبر رئيس جامعة صنعاء الدكتور محمد البخيتي، المؤتمر العلمي الدولي الثامن للمركز العسكري للقلب، محفلًا علميًا مهما ًيستمد أهميته من عنوانه الخاص بأمراض وجراحة القلب التي تعد من أمراض العصر، وإقامته في أكبر صرح علمي وتعليمي على مستوى اليمن كلية الطب التي تخرج منها الآلاف من رواد الطب والتعليم في اليمن.

وحيا جهابذة وعلماء طب وجراحة القلب من مختلف محافظات الجمهورية المشاركين في المؤتمر العلمي النوعي الذي تحتضنه كلية الطب ومعظمهم تخرج منها وهم أعضاء هيئة تدريس فيها، لمناقشة آخر ما توصلت إليه العلوم الحديثة في علاج مرضى القلب.

وطالب الدكتور البخيتي، بضرورة تخفيض تكاليف أسعار عمليات القلب والدعامات والقساطر القلبية للمساهمة في تخفيف معاناة الناس الذين لم يمتلكوا تكاليف العلاج لاسيما وأمراض القلب كانت في السابق مرتبطة بكبار السن، فيما اليوم أصبح الكثير من الشباب يصابون بهذا المرض في ظل التحديات التي تواجه البلاد.

فيما أكد مدير دائرة الخدمات الطبية العسكرية الدكتور عبدالمحسن حجر، أهمية المؤتمرات العلمية لمواكبة كل جديد في العلوم الطبية والجراحية والتشخيصية والعلاجية في مجال أمراض وجراحة القلب، والمساهمة في بناء القدرات وتطوير الخبرات وصقل المهارات وبما يسهم في الارتقاء بمستوى الخدمات الطبية التي تقدم لمرضى القلب.

وأعلن باسم دائرة الخدمات الطبية العسكرية عن مبادرة لدعم الأبحاث العلمية والباحثين وفقاً للأسس والأولويات الطبية والوطنية، مؤكداً أن هذا الدور يتطلب تكاملاً وتضافراً لجهود قادة العمل في وزارتي الصحة والتربية والتعليم والجامعات والمؤسسات الأكاديمية والصحية.

وكشف الدكتور حجر عن تبني ورعاية دائرة الخدمات الطبية العسكرية للمؤتمر العلمي الأول لطب الطوارئ وإصابات الحروق، الذي سيعقد قريباً ويضم مجموعة من الأوراق العلمية التي تتحدث عن التجربة والتحديات والنجاحات اليمنية في هذا الخصوص.

من جهته أكد رئيس المؤتمر البروفيسور طه الميموني، أن المؤتمر الذي يشارك فيه أكثر من ثلاثة آلاف طبيب وطبيبة من داخل اليمن وخارجه، يناقش أكثر من 100 ورقة عمل وبحث علمي يسلط الضوء على آخر ما توصل إليه العلم الحديث في علاج طب وجراحة القلب والدعامات والقساطر القلبية.

وعدّ مؤتمر القلب العسكري الثامن، حدثًا طبيًا وعلميًا سيسهم في الارتقاء بالمستوى العلمي والعملي لأطباء وجراحي القلب وكذا إيجاد الحلول الناجعة لمعالجة الحالات المرضية الصعبة والمعقدة، مبينًا أن المؤتمر يشهد مناقشة أبحاث التخرج للدفعة الخامسة من زمالة القلب اليمنية، تتويجاً لسنوات العطاء والجد الاجتهاد.

ولفت الدكتور الميموني، إلى أن المؤتمر يشهد تخرج الدفعة الأولى لبرنامج الإرواء القلبي، على مستوى اليمن والمنطقة العربية، والذي تمثل محطة تاريخية إضافة نوعية لمسار التخصص الدقيق في بلادنا، ومشاركة نخبة من الخبراء من مختلف بلدان العالم.

وذكر أن أعمال المؤتمر تتضمن ورش عملية حديثة متخصصة كالذكاء الاصطناعي ودوره في تشخيص أمراض القلب، والموجات الصوتية على الإنعاش القلبي، والقسطرة التداخلية والرنين المغناطيسي للقلب، والمساهمة في نقل المعرفة التطبيقية ورفع كفاءة الأطباء وتعزيز المهارات العلمية وفق أحدث التقنيات والمعايير الدولية.

وفي افتتاح المؤتمر الذي حضره نائب وزير الصحة الدكتور ناشر القعود، ومساعد وزير الدفاع اللواء علي الكحلاني، ونائب رئيس جهاز الأمن والمخابرات، اللواء الدكتور عبدالقادر الشامي، اعتبر مدير المركز العسكري للقلب - أمين عام المؤتمر الدكتور علي الشامي، انعقاد المؤتمر رسالة حياة وتجدد، تعكس عزيمة وإصرار الكوادر الطبية اليمنية على مواصلة العلم والبناء.

وأوضح أن المؤتمر سيتخلله ثماني ورش عمل ومحاضرات علمية قيمة، يقدمها ويشارك فيها نخبة من أبرز استشاريي القلب والأوعية الدموية من محافظات حضرموت وعدن وتعز والجوف وغيرها، إضافة إلى البث المباشر عبر الإنترنت لخبراء من عدد من دول العالم في أوروبا وآسيا والوطن العربي.

وأشار الدكتور الشامي، إلى أن انعقاد المؤتمر يجّسد الوحدة الوطنية في أبهى صورها من خلال المشاركة الواسعة للاختصاصيين في أمراض وجراحة القلب والباحثين من مختلف المحافظات في شمال الوطن وجنوبه وشرقه وغربه.

رئيس اللجنة التحضيرية الدكتور نور الدين الجابر، استعرض الإنجازات التي حققها مركز القلب العسكري، وتمكنه من المحافظة على ريادته في تقديم أرقى الرعاية الصحية والتشخيص لأمراض القلب بما في ذلك إجراء العمليات الجراحية المعقدة وعمليات القلب المفتوح والقسطرة التداخلية لجميع أبناء الشعب اليمني.

تخلل الافتتاح عرض فيديوهات عن إنجازات المركز العسكري للقلب، خلال الفترة الماضية وتنظيم أول مخيم للقلب على مستوى اليمن بمحافظة صعدة وتشخيص أكثر من ألفين حالة وإجراء أكثر من 170 عملية جراحية وتركيب دعامات وقساطر قلبية مجانية لمرضى القلب بالمحافظة.

وفي ختام الافتتاح الذي حضره مدير المستشفى العسكري الدكتور عباس نجم الدين، ومدراء المستشفيات والمراكز الطبية، وقيادات وزارة الصحة والمجلس الطبي الأعلى، والمجلس اليمني للاختصاصات الطبية، وجامعة صنعاء، والجهات ذات العلاقة، تكريم خريجي زمالة القلب اليمنية، وكذا خريجي الدفعة الأولى من برنامج الارواء القلبي بدروع وشهادات تقدير.



سبأ