تصنيف أنصار الله كمنظمة إرهابية سوف يطيل أمد الحرب في اليمن
د. فضل الصباحي*
من يستهدفون مبنى الكونغرس الأمريكي أكبر هرم للديمقراطية في العالم، لا يحق لهم توسيع مظلة الإرهاب، وهم محل إتهام مباشر في إرهاب نخبة المشرعين في بلدهم!
بيان وزير الخارجية الأمريكي مايكل بومبيو حول إدراج حركة أنصار الله اليمنية كمنظمة إرهابية، وفي مثل هذا التوقيت؛ سوف يعقد الأمور أكثر وتعود الأوضاع إلى نقطة البداية، وربما يمهد القرار في حال تم اعتماده لحرب طويلة.
المندوب الأممي إلى اليمن مارتن غريفت في إحاطته بمجلس الأمن الدولي دعا جميع أعضاء المجلس لرفض القرار الأمريكي بتصنيف جماعة انصار الله منظمة إرهابية وأكد انه وفريقه ضد هذا القرار ويجب عدم الاعتراف او العمل به، وسوف يواصل جهوده مع جميع الأطراف اليمنية بما فيهم أنصار الله من أجل إنقاذ الشعب اليمني من الكارثة الإنسانية التي يعاني منها، والوصول إلى تحقيق السلام الشامل ووقف الحرب.
مشاركة الجميع في الحوار هو الحل..
الحوار الصريح بين مكونات المجتمع اليمني، وحكومة صنعاء كفيل بالوصول إلى إتفاق مشترك يضمن للجميع الأمن والإستقرار، والعدالة، بعيداً عن تجاوز أي جماعة تحكم خارج سلطة القانون والنظام، الجميع يعلم بأن 90/% من الذين يديرون مؤسسات الدولة في صنعاء هم من أبناء الشعب اليمني الذين تربوا في حضن الدولة، وجماعة أنصار الله مكون يمني انخرطوا ظمن الهيكل الوظيفي للدولة، وليسوا من كوكب آخر ، وفي حال خروجهم عن التفكير بعقلية الدولة سوف يقف الجميع ضدهم.
الذين يصفقون لبيان وزارة الخارجية الأمريكية، هم من رحبوا بوضع اليمن تحت الفصل السابع من قبل، وسوف يطالهم تبعات هذا القرار اكثر من غيرهم، والأيام القادمة سوف تثبت صحة ذلك في حال تم اعتماد هذا القرار من قبل الإدارة الأمريكية.
الخلاصة:
ماذا يراد لليمن، من خلال صدور مثل هذا القرار المفاجىء الذي صدر عن حكومة في طريقها إلى مغادرة السلطة، خلال أيام قليلة، وتعاني من طيش طاقم ترامب المتهور، وربما لا يستطيعون إعتماد هذا القرار في اروقة الإدارة الأمريكية خلال هذه الفترة القصيرة، أما حركة أنصار الله فلا يملكون أرصدة في البنوك الأمريكية، ولا نشاط اقتصادي أو مالي وليس لديهم نية للسفر إلى أمريكا، لذلك الجماعة لن يتضرروا كأشخاص أو كيان سياسي من هذا القرار .. العملية السياسية هي التي سوف تتعثر فلا يمكن الحوار بين الأطراف المتنازعة، وحركة مصنفة بأنها إرهابية، القرار يعبر عن نية غير حسنة تستهدف الجميع، وسوف تطول الحرب على حساب الشعب اليمني الذي يعيش أكبر كارثة إنسانية في العالم، كذلك سوف تتضرر دول الجوار من إستمرار الحرب، وتبعاتها التي قد تكون حرب طاحنة، ومدمرة، ولا يعلم حجم تأثيرها إلا الله، والعارفين بدهاليز السياسة الأمريكية المتخبطة.
* المصدر : رأي اليوم
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع