هل انتصرت غزة؟!
السياسية || مازن هبه *
@Mazin_Hebah
بالطبع سيحاول #أبواق_الصهاينة تصوير الاتفاق كهزيمة للمقاومة وسيقولوا أين الانتصار وغزة مدمرة ومئات الآلاف من الفلسطينيين قتلى وجرحى وجوعى؟!
وهي شبهة قد تمشي على الكثير لذلك من المهم أن نوضح لهم ونطرح هذا السؤال: كيف يتم تحديد المنتصر؟
هناك قاعدة معروفة تجيب على هذا السؤال: «المنتصر هو الذي يحقق أهدافه»
طيب تعالوا نفعل جردة حساب لأبرز أهداف العدو المعلنة والتي فشلت جميعها بفضل الله:
1- القضاء على حماس، فلازالت حماس وبقية الفصائل الفلسطينية صامدة وتفرض شروطها وظلت تقاتل وتنفذ عملياتها المنكلة بالعدو حتى آخر لحظة
2- استعادة أسراه بالقوة دون صفقة تبادل وبدون شروط
3- إعادة الأمن للمستوطنات الإسرائيلية خاصة مستوطنات غلاف غزة وإيقاف عمليات القصف على عمق الأراضي المحتلة، وهذا الهدف فشل سواء باستمرار القصف من قطاع غزة أو من جبهات الإسناد خاصة اليمن إلى آخر لحظة
4- كذلك فشل العدو في تحقيق هدفه غير المعلن المتمثل في تهجير الشعب الفلسطيني من القطاع إلى سيناء
كما فشل العدو الإسرائيلي والأمريكي في تحييد جبهة الإسناد اليمنية أو فك الحصار البحري الذي تفرضه القوات المسلحة اليمنية على العدو الإسرائيلي وحلفائه وفشلهم في إيقاف أو اعتراض الصواريخ والمسيَّرات اليمنية
ومن خلال ما سبق يظهر بوضوح الهزيمة المدوية للعدو الإسرائيلي بينما يتبين الانتصار التاريخي للمقاومة الفلسطينية من خلال تحقيق هدفها المعلن منذ اللحظة الأولى للطوفان وهو إخراج أسراها، بالإضافة إلى تحقيق شروطها في المفاوضات بانسحاب العدو الإسرائيلي من القطاع وإدخال المساعدات وإخراج الجرحى للعلاج وفرض إعادة الإعمار وغيرها من التعويضات
كما نجحت المقاومة في تحقيق الكثير من الأهداف غير المعلنة على رأسها:
1- ضرب أمن الكيان والذي بدونه سينهار الكيان ذاتياً نتيجة الهجرة العكسية وفرار الشركات ورؤوس الأموال
2- إعادة القضية الفلسطينية إلى ضمير الشعوب العربية والإسلامية التي كانت قد بدأت في نسيانها
3- تسديد ضربة قوية لمسار التطبيع ستعيقه لسنوات، ومن يذهب إلى التطبيع بعد اليوم سيكون مفضوح أكثر من أي وقت مضى
4- فضح الأنظمة والمكونات العربية والإسلامية العميلة المتواطئة كالنظام السعودي والإماراتي وحزب الإصلاح في اليمن ولا حاجة لتسمية المزيد فالكل يعرف المتواطئين
5- إبراز القوى الحرة في الأمة التي ساندت فلسطين، وللأسف لم يحظى بشرف الوقوف سوى قوى محور المقاومة والجهاد وفي مقدمتها حزب الله الذي قدم أكبر التضحيات واليمن الذي ساند وقاتل حتى اللحظة الأخيرة وهذا بفضل الله والقائد الاستثنائي الذي استحق لقب #سيد_القول_والفعل الذي أطلق عليه خلال هذه المعركة المشرفة
6- إظهار الصورة الوحشية للكيان الصهيوني لدى كل شعوب العالم وتدمير صورته التي عمل على تجميلها لعشرات السنين
....
ولازال هناك أهداف كثيرة تحققت للمقاومة ولكل الأمة لكن سأكتفي بما سبق فمن خلالها يمكن تحديد المنتصر من المهزوم..
فهل لازال هناك شك في انتصار المقاومة؟!
* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب