إن لم أكن يمنيًا'
إيناس عبدالوهاب *
الحضن العربي، في أحسن أحواله طعن وخان أمه، وباع ضميره، في اليوم الذي نبتت له أسنانا واشتد عضده، تنكر لأصله وباع عروبته.
في اليوم الذي تزاحمت السكاكين لذبح أمه، كان هو من يحدّها، ويلمعها، فانعكست صورته وتكشفت حقيقته البشعة، فكان من رضي لنفسه أن يكون أداة رخيصة ليحقق أهداف وأطماع المفسدين في الأرض، ليسيطروا ويستبيحوا على كل ما أرادوا، فأعد وحضر للجريمة، وفي الأخير كان من باع ونفذ خيانته، فطعن ومزق واحتفل، ليدعو على مائدته من لأجلهم غيّر ملته، ليشاركوه رقصته على أشلاء أمه، ويعزفوا معه سمفونية غبائه وقبحه.
ولشدة سذاجته لم يعرف أنه عندما مزق وخان واحتفل، لم تكن أمه من مزقها، إنما مزق وقتل ما تبقى من رجولته وعروبته، وأن يده القذرة لم تمتد إلا على عناوين حيائه وإيمانه، فعاصفته لم تكن إلا وبالاً عليه.
فأصل العروبة ومنبع الإيمان (اليمن) لم يحصل لها إلا شرف المقاومة وعزة الصمود، وعنفوان التحدي، لتخرج من المحنة بصاروخ فرط صوتي الفوز، وطائرة مسيرة الانتصار؛
وكل من حارب الأصل وحاول التطاول على سادة العرب من قبل سنوات،
انفضح أمره اليوم في عمالته الدنيئة وتواطئه البشع مع أعداء الإنسانية.
(فغزة هاشم أسقطت الأقنعة)
فمن باع رجولته بالأمس تواطئ اليوم..
ومن لم ترى عينيه أنين أخيه بالأمس، هو من لم تهتز مشاعره لصراخ ووجع وتألم ابناء جلدته من العرب الفلسطينيين اليوم.
هأنذا أعلن للعالم.. إن لم أكن يمنيا لتمنيت أن أكون يمنيًا،
يمني الهوى والهوية، يمني العزة والعنفوان والشجاعة، لا يعرف الذل والهوان له باب، فالثبات على المبدأ الحق من صفاته، ونصرة المظلومين والمستضعفين من عمق إيمانه، من تُدرَس على يديه معاني الإنسانية، وقوة الإرادة، من حقق المستحيل وصنع المعجزات.
فها هي عبارة (أنتم لستم وحدكم ... يا غزة واحنا معاكم) التي أطلقتها حناجر رجال الرجال تترجم بالدماء وتُوثق بالتضحيات.
واليوم قائد المسيرة وصاحب القول والفعل يدعو جميع من يدعي العروبة والإسلام.. من يحمل ذرة من إنسانية..
أن يخوض مع اليمني شرف هذه المواجهة ضد أعداء البشرية، هذه المواجهة بفضل من الله غيرت المعادلة وقلبت الطاولة وحققت الانتصار بكل المقاييس على دول الاستكبار رغم ما تمتلكه من ترسانة عسكرية، وحولت البعبع الذي لم يستطيع أحد مواجهته من بداية ظهوره بكل إمكانياته وحاملات طائراته إلى قشة لا حول لها ولا قوة.
الشعب اليمني اليوم بقوته بالله ووثوقه بقائده الفذ الشجاع التحم معه ليصنعوا لوحة من المعنويات العالية، يؤسسها السيد ويكمل بنائها الأحرار لترفعهم جميعًا إلى عنان السماء، ليعبروا عن موقف واحد يعلنه السيد وينطلق في تنفيذه الشرفاء، ليحملوا مشروعا قرآنيا، ويرسخوا المسؤولية، ليتجلى الموقف الحق..
لن نتخلى عن أهل غزة، مهما كانت التحديات والصعوبات.
ومن هنا من أرض الكرامة والحكمة والإيمان:
أعلن للعالم أجمع وبكل افتخار
إن لم أكن يمنيا فلن أتمنى إلا أن أكون يمنيًا.
*المقال يعبر عن رأي الكاتب