من الصحابة الذين يلعنهم الحوثيون؟
السياسية || محمد علي القانص*
منذ انطلاق المشروع القرآني قبل أكثر من عقدين من الزمن، رافقته حملات تشويه وتضليل مستمرة منذ ذلك الحين وحتى اليوم. ومع ذلك، توسع هذا المشروع لأنه مشروع حق، وأصبح مشروعًا عالميًا رسخ قيم الإنسانية والحرية والعدالة والمساواة. كما أصبح الكثير من أحرار العالم من أشد المعجبين بهذا الفكر الثقافي المبني على أسس قرآنية ومبادئ إسلامية صحيحة، تدحض كل من يشوهون الإسلام ويقدمونه كما تريد واشنطن وتل أبيب (يافا المحتلة)، لا كما يريد الله.
ويتضح ذلك من خلال المقارنة بين المشروع القرآني الذي تحرك به الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي وعمده بدمه، وبين المشروع الوهابي التكفيري المناهض المصنوع في دهاليز واشنطن وغرف تل أبيب المظلمة. وعند عرض أهداف وتوجهات المشروعين على القرآن والأحداث، تتجلى الحقائق وتُكشف الأقنعة. وخير دليل على ذلك هو موقف اتباع المشروعين من أحداث غزة الأخيرة، حيث إن من يقف إلى جانب الفلسطينيين اليوم هم أصحاب المشروع الصحيح واتباع السنة المحمدية الأصيلة.
وبالعودة قليلاً إلى بدايات انطلاق المشروع القرآني ورفع الشعار، نجد أن الأصوات المناهضة لذلك الشعار هي نفسها التي تقف ضد حركات المقاومة والجهاد في اليمن وفلسطين ولبنان والعراق. إذ تسعى تلك الأصوات إلى خدمة أمريكا و"إسرائيل" سرًا وعلانية، مستخدمة في سبيل ذلك كل الأساليب القذرة التي لا تتلاءم حتى مع الفطرة السليمة.
وفي البدايات، عندما تم رفع الشعار في بعض المساجد والمنابر والجدران بعباراته المعروفة، كان الوهابيون يقومون بحذف عبارة 'الموت لأمريكا' و'الموت لإسرائيل' و'اللعنة على اليهود'، ويستبدلونها بعبارة 'من سب أصحابي فليس مني'، وكأن لسان حالهم يقول: لا تسبوا أمريكا وإسرائيل، فهم أصحابنا، وهم كذلك فعلاً.
إن شائعات سب الصحابة هي ذرائع واهية استخدمها اليهود منذ قرون طويلة، وجعلوا عملاءهم يتحركون بهذه الذريعة نيابة عنهم، بهدف ضرب الدين وشق عصا المسلمين. إلا أن تلك الذرائع سرعان ما تتبخر وتتناثر في الهواء، أمام قوة موقف أهل الحق الذين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون من طغيان نتنياهو وترامب، واتباعهم من أمراء وملوك الخليج على وجه الخصوص، ورؤساء وزعماء وجيوش العرب على وجه العموم.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب
