السياسية :


عُقد بمحافظة ذمار، اليوم، لقاء موسّع للعلماء والخطباء والمرشدين بعنوان: "مسؤولية العلماء والخطباء في الانتصار لكتاب الله والمقدسات، وترسيخ الهوية الإيمانية، وتأكيدًا على جهوزيتنا العالية في مواجهة الأعداء".

وفي اللقاء، الذي نظّمه فرع الهيئة العامة للأوقاف والإرشاد بالمحافظة، تحت شعار «الإيمان يمان والحكمة يمانية»، أوضح محافظ ذمار محمد البخيتي أن الأمة الإسلامية مستهدفة عسكريًا واقتصاديًا وفكريًا، وأن الإساءات المتكررة للقرآن الكريم عمل منظّم وممنهج يستوجب الرد، وأن السكوت عنها ستتبعه إجراءات قد تُضيّق على المسلمين في الدول الغربية.

ولفت إلى أن العدو يستخدم كل طاقاته في استهداف الأمة، في حين نجد بعض أبنائها في موقف الحياد ويتنصّلون عن المسؤولية، مؤكدًا ضرورة توحيد الصف، والتركيز على القضايا الرئيسية والمشتركات التي لا خلاف عليها، وتجنّب التفاصيل التي من شأنها بثّ الفرقة والاختلاف وخدمة أجندات أعداء الأمة.

وحثّ محافظ ذمار العلماء والخطباء والمرشدين على أن يكونوا عونًا للسلطة المحلية، وأن يؤدّوا دورهم الجهادي، وتوظيف المنبر في تنوير الناس بأمور دينهم ودنياهم، ومواجهة أعداء الله الذين يتربّصون بالوطن والأمة.

من جانبه، أكّد مدير فرع الهيئة العامة للأوقاف والإرشاد بالمحافظة فيصل الهطفي أهمية ذكرى جمعة رجب كمحطة إيمانية وتربوية وجهادية، مشيرًا إلى الخروج الجماهيري وثبات مواقف اليمن في نصرة فلسطين ومواجهة قوى الهيمنة والاستكبار، تحت قيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وتجليات مشروع المسيرة القرآنية في الانتصار لدين الله تعالى وقضايا الأمة.

وأوضح أن وصف الرسول الكريم لأهل اليمن بـ«الإيمان يمان والحكمة يمانية» كما هو وسام شرف، فهو مسؤولية كبيرة على عاتقهم يجب الوفاء بها، حاثًّا العلماء والخطباء والمرشدين على النهوض بدورهم في رفع الوعي بمؤامرات أعداء الوطن والأمة، ومواجهة حروبهم الناعمة والعقائد الباطلة، وترسيخ الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية.

بدوره، اعتبر عضو الهيئة العليا لرابطة علماء اليمن، العلامة فؤاد ناجي، الاحتفاء بذكرى جمعة رجب تعبيرًا عن الحمد والشكر لله على نعمة الهداية، وتجديدًا للعهد والاستمرار عليها.

وأشار إلى أن مواقف الشعب اليمني وقيادته من الإساءات للقرآن الكريم، ونصرة مظلومية الشعب الفلسطيني، تجسّد الهوية الإيمانية، مبيّنًا أن أبلغ ردّ على الإساءات لكتاب الله تعالى هو التمسك به وتطبيقه في الواقع قولًا وعملًا كمنهج حياة.

وشدّد على دور العلماء والخطباء والمرشدين في مواجهة الحروب الناعمة وترسيخ الهوية الإيمانية، وإرشاد الأمة والارتقاء بها في مرحلة بلغت الخطورة ذروتها، مؤكدًا ضرورة توحّد أبناء اليمن ونبذ الخلافات والفرقة، وتحرك الجميع في مسار الجهاد والاستعداد للجولة القادمة من الصراع مع الأعداء.

من جهته، تطرّق أمين عام رابطة علماء اليمن، العلامة طه الحاضري، إلى ذكرى جمعة رجب كمناسبة تذكّر اليمنيين بدخولهم أفواجًا في دين الله تعالى، وبما خصّهم به الرسول الكريم من مكانة، ودورهم في نصرته ونشر رسالته.

وأكد أن أهل اليمن الذين أسلموا جماعيًا وكان إسلامهم نقيًا صافياً وخيرًا ورحمةً وإحسانًا وجهادًا، ليسوا بحاجة إلى استيراد ثقافات، بل هم من يصدّر الفكر والمواقف العملية، وعليهم مسؤولية كبيرة تجاه الأمة، فهم أكثر ارتباطًا بالرسول الأعظم ورسالته.

وذكر أن ما أصلح الأمة هو الجهاد والاستجابة لأوامر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، والتوحّد ورفض الحدود المصطنعة من الخارج ومحاولات تفريقهم إلى طوائف ومذاهب، وأن العقائد تفرّقها ويوحّدها القرآن الكريم.

من ناحيته، أكّد مدير مكتب الشيخ محمد الإمام، الشيخ مصلح القيري، أن القرآن الكريم سندنا ومصدر قوتنا، ونفخر بأننا من أمته، مشيرًا إلى أن أعداء الإسلام الذين يسيئون إليه لن يفلحوا، فقد حفظه الله تعالى دون غيره من الكتب السماوية من أي زيادة أو نقصان.

ولفت إلى تميّز أهل اليمن حين أسلموا بشكل جماعي، وما خصّهم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من وصف الإيمان والحكمة والفقه، مبيّنًا أن اجتماع أبناء اليمن تحت ظل القرآن، وقدوتهم رسوله الكريم، سيعود بالخير عليهم جميعًا.

ودعا الشيخ القيري الخطباء والمرشدين إلى توحيد الجهود في الدعوة إلى كتاب الله تعالى بالمحبة والرحمة والإخاء، ونبذ الخلافات والفرقة، والاصطفاف على مسار وهدف واحد هو دين الله ونصرة الأمة.

وأكد بيان صدر عن اللقاء، الذي حضره مسؤول التعبئة العامة بالمحافظة أحمد الضوراني، وعدد من مديري المكاتب التنفيذية والمديريات، ضرورة الاعتصام بحبل الله المتين، والتمسك بالقرآن الكريم مصدر الهداية والعزة والكرامة، ورفض أي إساءة أو استهداف للمقدسات الإسلامية، وفي المقدمة كتاب الله المجيد والرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

كما أكّد البيان وجوب التمسك بالهوية الإيمانية اليمانية المستمدة من الإسلام المحمدي الأصيل، تلك الهوية التي تجسّد الإيمان قولًا وعملًا، وثباتًا على الحق، والتزامًا بالقيم القرآنية، وتجسيدًا للانتماء الصادق للإسلام، والعمل على نصرة قضايا الأمة العادلة وشعوبها المسلمة المضطهدة.

وأدان البيان بشدة حملات الإساءة للقرآن الكريم، أقدس المقدسات، ورفضها رفضًا قاطعًا، محمّلًا الجهات الداعمة والمحرّضة المسؤولية الكاملة عنها.

وجدّد التأكيد على الموقف الثابت في نصرة وإسناد الشعب الفلسطيني واللبناني وكل المستضعفين من أبناء هذه الأمة، ورفض الجرائم الصهيونية المتواصلة بحقهم، داعيًا الأمة الإسلامية إلى تحمّل مسؤوليتها الدينية والأخلاقية تجاه فلسطين ولبنان وسائر قضايا المستضعفين العادلة.

ودعا البيان أبناء الشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية إلى تفعيل سلاح المقاطعة الشاملة الاقتصادية والثقافية والإعلامية، والتعبير عن السخط تجاه أعداء الأمة، وتجسيد مبدأ الموالاة والمعاداة، واتخاذ كل المواقف المشروعة التي تسهم في مواجهة السياسات المعادية، كما دعا الأنظمة العربية والإسلامية إلى وقف دعمها المباشر وغير المباشر للعدوان والجرائم بحق شعوب الأمة ومقدساتها.

وحثّ البيان الجميع على حمل روحية الجهاد، وإعلان التعبئة العامة، والاستعداد العالي للجولة القادمة من المواجهة، والاستمرار في أنشطة التعبئة العامة، وفي مقدمتها الوقفات القبلية والوقفات المنددة بالإساءات المتكررة للقرآن الكريم ووقفات الجمعة.

وأكد علماء وخطباء ومرشدو محافظة ذمار أهمية الإحياء الواسع لذكرى جمعة رجب، وترسيخ الهوية الإيمانية وقيمها العظيمة، التي تمثل حصانة ووقاية من الحرب الناعمة.

كما أكد العلماء والخطباء استمرارهم في أداء واجبهم الديني والتوعوي، وتعزيز الوعي القرآني، والقيام بمسؤولياتهم في بيان الحق، ومواجهة مشاريع التضليل والتطبيع.
سبأ