أحمد يحيى الديلمي

تتواتر الاخبار عن استمرار المباحثات السرية بين الجانب اليمني والجانب السعودي بحضور وسطاء اخرين وكلها تصب باتجاه الهدنة المرتقبة وايقاف لعلعة الرصاص والحقيقة اننا جميعا نريد السلام ونبحث عن السلام لانه استنادا الى تجارب كثيرة منها ما حدث بعد ثورة 26 سبتمبر اذا حدثت حرب طاحنة كادت ان تأكل الاخضر واليابس اضطر اليمنيون بعدها  الى الحوار والتفاهم وعقد صلح عام انتهاء باعلان السلام وما سمي بالمصالحة الوطنية التي مثلت فيها السعودية رأس الحربة وان كانت قد وقفت في كل الخطوات من خلف الستار وادعت ان الحوار يمني يمني كما هو الحال اليوم الا انها كانت هي  المستفيد الاكبر من كل ما جرى بحيث انتهت الحوارات الى شبه استسلام تام من قبل نظام صنعاء للارادة السعودية وظلت اليمن تسير في فلك ال سعود لاكثر من اربعة عقود من الزمن .

للاسف هذا ما تحاول السعودية ان تصل اليه اليوم وان كانت تعمل ذلك من خلف الجدار كما هو حال اليهود الذين وصفهم القران الكريم بهذا الطبع مع ذلك فاننا على ثقة كبيرة بان الجانب اليمني متمسك بحق السيادة والاستقلال التام للوطن الارض والانسان كونه يحاور على مبدأ الند للند ولن يستسلم للمغريات مهما بلغ حجمها ومقدارها المادي لان مجرد الاستسلام لهذه المغريات يعني الخيانة المؤكدة لعشرات الالاف من الشهداء والجرحى الذين سالت دمائهم في الوديان والسهول والجبال وهذه النقطة هامة يجب ان يتركز عليها الحوار سواء في العلن او خلف الابواب المغلقة .

من حيث المبدأ لا قبول لكل يد تلطخت بدماء الابرياء من الاطفال والنساء والمجاهدين فكلهم ضحوا بدمائهم من اجل كرامة اليمن وحرية البلاد وعزة اليمنيين جميعا فكيف يمكن لهذه اليد الملوثة ان تصافح اباء المجاهدين والضحايا البسطاء الذين تهاوت عليهم المنازل والمباني بفعل الصواريخ المدمرة كيف لهذه الوجوه ان تؤلف وقد فقدت صفات الادمية وانتقلت الى مايشبه الحيوانية لانها ارتضت الفناء للبشر والدمار لكل منجز لهذا الوطن رغم صعوبة مع ذلك تم استهدافها في غمضة عين ممن يتجشأون بالنفط ويلمع الدولار في جباههم وكانهم لا يعرفون الا المال وبه يستهدفون الاخرين بلاضمير وانسانية مفقودة .

هنا ندرك مدى صعوبة التعامل مع هؤلاء الناس اصحاب النفوس القاحلة  الذين يدعون بانهم يمنيين وقد  اوغلوا في سفك دماء الاباء والابناء والامهات وحتى الحيوانات الاليفة والبرية لاشك ان القصاص هو الحل وسيكون هو المدخل لكل من فقدعزيز عليه ،اما ان نتحدث عن المصالحة كما حدث في الماضي فهذا من سابع المستحيلات ومن يقدم عليه انما يتأمر على الشعب وعلى نفسه في المقام الاول فالشعب لن يسكت ولن يتهاون معهم لان من يقبل بهذه  الحالة انما يتمادى في الغي وسيكون اشد ممن حملوا البنادق وصوبوها الى صدور الابرياء وعلى هذا الاساس يجب ان يفهم الطرف الاخر طبيعة الحوار في اطار الفهم الجيد للمباح والمحرم فالمباح هو السلام ولكن سلام الابطال الشجعان المحتفظين بالحرية والكرامة وسيادة واستقلال الوطن والمحرم هو الاستسلام والخنوع والذل اذ يكفينا فخرا في هذه الارض شحيحة الموارد بفعل نهب  المتأمرين عليها من الداخل والخارج قليلة الامكانيات نتيجة الحصار المطبق مع ذلك يكفينا فخرا اننا صمدنا ودافعنا ببسالة عن الوطن والارض والعرض بل وتخطينا الاسلاك الشائكة  الى ارضينا المنهوبة التي سلبتها مملكة ال سعود في زمن سابق وصنعنا انتصارات عظيمة بصمود الشباب المؤمن بالله تعالى وعدالة قضيته حتى خضع العدو وجلس الى طاولة الحوار فلا نأتي في الاخير وتذهب كل هذه التضحيات والبطولات التي اذهلت العالم .

كما قلنا ونردد نحن دعاه سلام وامن واستقرار لكننا نرفض الاستسلام او المتاجرة بدماء الشهداء وليعلم القاصي والداني ان اليمن ستظل عصية على الكسر وان شذ بعض ابنائها وانساقوا الى دهاليز العمالة والخيانة والارتزاق فان الغالبية من احفاد عمار بن ياسر وذي يزن وعمرو معد كرب كلهم ستظل اصابعهم على الزناد ينتظرون مقاومة العدو لينالوا النصر او الشهادة كلما تعرض الوطن للغزاه او الاعتداء وهذا هو المحور الذي يجب ان يفهمه امراء السعودية والامارات فأي سلام لن يتم الابعد الانسحاب من كل شبر من الاراضي اليمنية وهذا ما يراهن عليه كل يمني شريف .

 والله من وراء القصد ،،،