جمال واكيم*

يواجه المحافظون الجدد أزمة كبيرة للمرة الأولى في تاريخهم منذ صعود تيارهم قبل أكثر من خمسة عقود. وأزمتهم هذه تتمثّل في أنهم وللمرة الأولى في تاريخهم يجدون أن مشروعهم القائم على الهيمنة في العالم وعلى دعم "إسرائيل" في الشرق الأوسط لا يلقى صدى لدى كلّ من المرشحين للرئاسة الأميركية.

وقد ظهر هذا الأمر للعلن مؤخّراً عقب مقابلة أجراها صحافيان صهاينة مع المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، والذي أدلى بتصريحات لم تعبّر عن التأييد الكافي للعملية العسكرية الصهيونية في غزة.

ووفقاً لتقرير نشر في النيويورك تايمز، فلقد سافر صحافيان صهاينة إلى بالم بيتش بولاية فلوريدا على أمل الحصول على تعبير قوي من دونالد ترامب عن دعمه للحرب التي تشنّها "إسرائيل" ضد قطاع غزة، وبدلاً من ذلك، كتب أحدهما أن ما سمعاه من ترامب في مارالاغو صدمهما بشدة.

وخلص أرييل كاهانا، وهو مستوطن يميني وكبير المراسلين الدبلوماسيين لصحيفة "إسرائيل هيوم"، إلى أن "كلّاً من المرشحين للرئاسة الأميركية، أي الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، يديران ظهريهما لـ "إسرائيل". والجدير ذكره أن الصحيفة تملكها المليارديرة الجمهورية ميريام أديلسون التي قامت بنفسها بترتيب المقابلة مع ترامب.

ووفقاً لما نقله المراسلان فلقد صدمهما ترامب حين قال لهما إنّ "إسرائيل" بدأت تفقد الدعم الشعبي لهجومها على غزة، وإن صور الدمار كانت سيئة لصورة "إسرائيل" العالمية، وإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يجب أن ينهي حربه قريباً.

طبعاً لم يتوقّع الصحافيان أن يسمعا هذه التصريحات من مرشح جمهوري، علماً أن بايدن يعتمد الخطاب نفسه. واعتبر الصحافيان أن ترامب تخطّى بايدن في خطابه المنتقد لـ "إسرائيل"، خصوصاً باشتراط إطلاق الأسرى الصهاينة لقاء وقف العدوان الصهيوني على غزة.

والجدير ذكره أن موقف ترامب لم يأتِ بشكل استثنائي بل سبقه امتعاضه من تهنئة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو لبايدن بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية في العام 2020.

بعد خسارته للرئاسة، التي أظهر فيها اللوبي الصهيوني دعماً لبايدن، أعلن ترامب في تصريح صحافي أن نتنياهو لا يريد السلام أبداً مع الفلسطينيين. وكان أوّل ردّ فعل له عقب هجوم حماس على القواعد والمستوطنات الصهيونية في غلاف غزة هي إلقاء اللوم على نتنياهو وأجهزة الاستخبارات الصهيونية .

لذلك فإن المؤيّدين لـ "إسرائيل" في الولايات المتحدة يخشون من ألّا يكون ترامب موثوقاً به في ولاية ثانية في البيت الأبيض، خصوصاً أنه لم يلقَ دعماً من اللوبي الصهيوني في انتخابات العام 2020، على الرغم من أنه قدّم لـ "إسرائيل" ما لم يقدّمه أيّ رئيس آخر، مثل نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، ورعاية صفقة القرن التي لم تلحظ قمة دولة فلسطينية، نزولاً عند مطالب نتنياهو واليمين الصهيوني ، والاعتراف بسيادة "إسرائيل" على الجولان السوري المحتل.

مواقف ترامب أثارت خشية المحافظين الجدد من ألا يكون ترامب داعماً لـ "إسرائيل" كما يجب في حال فاز بولاية ثانية، وقد أعلن أحد رموزهم وهو جون بولتون، والذي شغل منصب مستشار الأمن القومي لترامب قبل أن يتم طرده، أنّ مقابلة السيد ترامب مع صحيفة "إسرائيل هيوم" تظهر أن دعم ترامب لـ "إسرائيل" في الولاية الأولى غير مضمون في الولاية الثانية، لأنّ مواقف ترامب تتخذ على أساس ما هو جيد لدونالد ترامب، وليس على نظرية متماسكة للأمن القومي.

وإضافة الى مخاوف المحافظين الجدد على مصالح "إسرائيل"، فإنهم يخشون أيضاً على السياسات التي حرصوا على فرضها على أجندات الرؤساء الأميركيين منذ السبعينيات من القرن الماضي وحتى يومنا هذا.

انطلاقة المحافظين الجدد
والجدير ذكره أن المحافظين الجدد هم تيار سياسي انطلق في الولايات المتحدة خلال حرب فيتنام داعياً إلى اعتماد سياسات "حازمة" تجاه المعسكر الاشتراكي والاتحاد السوفياتي وحلفائه، وإلى اعتماد "إسرائيل" كحليف وثيق في مواجهة حركة التحرّر العربية بقيادة جمال عبد الناصر. ولقد كان لهم دور في دعم "إسرائيل" في عدوانها على الدول العربية في العام 1967. وقد شكّل صعودهم رداً على السياسات التي اعتمدها التيار اليساري في الحزب الديمقراطي، وقد اعتمدوا على فلسفة سياسية قائمة على القوة العسكرية وفق مبدأ "السلام من خلال القوة".

ولقد سبق وكان عدد كبير من المحافظين الجدد من الاشتراكيين المعتدلين في الحزب الاشتراكي الأميركي، وبعده حزب الديمقراطيين الاشتراكين الأميركيين. وقد رفض هؤلاء الانسحاب الفوري من حرب فيتنام.

وكان المحافظون الجدد الأوائل بول وولفويتز، ودوغ فيث، وريتشارد بيرل. وفي أواخر سبعينيات القرن العشرين، كان المحافظون الجدد يميلون إلى تأييد المرشح الجمهوري رونالد ريغان الذي استندت حملته الانتخابية في عام 1980 على الوعد بمواجهة التمدّد السوفياتي حول العالم.

وقد دعا المحافظون الجدد إلى دعم الأجندة الصهيونية لنظام إقليمي جديد في الشرق الأوسط. وفي العام 1982، وقبيل الاجتياح الصهيوني للبنان، نُشرت ورقة تُعرف باسم خطة ينون من تأليف عوديد ينون، وهو أحد كبار مستشاري وزير الدفاع الصهيوني أرييل شارون، والتي دعت إلى أجندة جيوسياسية عدوانية تهدف إلى "بلقنة" العراق وسوريا ولبنان من خلال إثارة الانقسامات الطائفية واستغلالها لإقامة خريطة جيوسياسية جديدة في الشرق الأوسط.

وفي العام 1995 تم اعتماد هذه الوثيقة من قبل المحافظين الجدد ودمجها في برنامج عملهم بالنسبة للشرق الأوسط تحت مسمى "القطيعة التامة" (كلين بريك)، وتعتمد على استراتيجية جديدة لتأمين المصالح الأميركية في الشرق الأوسط. هذه الوثيقة صاغتها مجموعة بحثية في معهد الدراسات الاستراتيجية والسياسية التابع لـ "إسرائيل" في واشنطن بإدارة ريتشارد بيرل، الذي أصبح بعد بضع سنوات إحدى الشخصيات الرئيسية في صياغة استراتيجية حرب العراق التي تم اعتمادها خلال إدارة جورج دبليو بوش في العام 2003.

وقد تم نشر الوثيقة في العام 1996 من قبل مجموعة دراسة من الاستراتيجيين الأميركيين اليهود من المحافظين الجدد بقيادة ريتشارد بيرل، بأمر من رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي كان قد انتخب للتو في حزيران/يونيو من العام 1996.

والجدير ذكره أن مجمل أعضاء الفريق كانوا من الأميركيين اليهود الذين يحملون الجنسية الصهيونية والأعضاء بحزب الليكود الذي يرأسه نتنياهو. ومن ضمنهم دوغلاس فيث وجيمس كولبيرت، وتشارلز فيربانكس جونيور، وجوناثان توروب، وديفيد وورمسر، وميراف وورمسر، وروبرت لوينبيرغ.

ودعا التقرير إلى انتهاج الولايات المتحدة سياسة جديدة أكثر عدوانية في الشرق الأوسط دفاعاً عن مصالح "إسرائيل"، بما في ذلك الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين في العراق، واحتواء سوريا من خلال سلسلة من الحروب تشنّ ضدها بالوكالة.

وقد عارضت الوثيقة أي حلّ للصراع الصهيوني الفلسطيني يتضمن إقامة دولة فلسطينية، كذلك دعت الوثيقة إلى إقامة تحالف بين "إسرائيل" وتركيا والأردن في مواجهة العراق وسوريا وإيران.

الانتقال من التنظير إلى التطبيق
سينتقل المحافظون الجدد لتطبيق سياساتهم بدءاً من العام 1998 لمواجهة ما اعتبروه تحدياً للهيمنة الأميركية في العالم من قبل الصين وروسيا في العالم، ولمواجهة المخاطر التي تتعرّض لها "إسرائيل" في الشرق الأوسط.

ففي أوائل العام 1998 وجّهوا رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأميركي بيل كلينتون دعوه فيها إلى الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين، وباتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أن يكون القرن الحادي والعشرين قرناً أميركياً بامتياز في مواجهة صعود الصين من جهة واستعادة روسيا لعافيتها من جهة أخرى.

وقد شكّل المحافظون الجدد ما أسموه بالفريق الأزرق الذي دعا إلى المواجهة مع جمهورية الصين الشعبية، وإلى الدعم العسكري لتايوان التي تعتبرها بكين إقليماً متمرّداً على السلطة المركزية. ولقد كان لهذا الفريق أيضاً دور كبير في دفع الولايات المتحدة إلى شنّ حملة عسكرية على جمهورية صربيا في ربيع العام 1999، والذي أدى إلى انفصال إقليم كوسوفو عن هذه الجمهورية وإلى إقامة قاعدة عسكرية أميركية فيه لتدعيم النفوذ الأميركي في منطقة البلقان وجنوب أوروبا.

ولقد ظهرت الفرصة الذهبية للمحافظين الجدد لتطبيق سياستهم مع وصول جورج بوش الابن إلى البيت الأبيض في العام 2001، إذ إنهم تمكّنوا من تعيين عدد كبير من فريقهم في مفاصل الإدارة الجديدة، واستغلّوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر للبدء في تنفيذ أجندتهم في الشرق الأوسط.

فلقد سارعت إدارة بوش إلى احتلال أفغانستان، فيما اعتبر محاولة منها للوصول إلى حدود الصين الغربية، والبدء في استراتيجية تطويق الصين عبر قوس يمتد من وسط آسيا مروراً بأفغانستان وباكستان والهند وجنوب شرق آسيا وبحر الصين الجنوبي صعوداً إلى بحر اليابان.

خلال خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه بوش في كانون الثاني/يناير 2002، وصف العراق وإيران وكوريا الشمالية بأنها دول "تشكّل محور الشر" و"تشكّل خطراً جسيماً ومتزايداً".

واقترح بوش إمكانية شنّ حروب استباقية. وقد لاحظ المحللون أن عقيدة بوش كما جاء في وثيقة مجلس الأمن القومي لعام 2002 تتضمّن الكثير من التوصيات الواردة في مسوّدة إرشادات التخطيط الدفاعي التي سبق وكتبها بول وولفويتز في العام 1992، خلال رئاسة الرئيس جورج بوش الأب.

بعد ذلك اتجه بوش الابن لغزو العراق في العام 2003 بناء على توصية من المحافظين الجدد الذين كانوا قد دعموا تولّي أرييل شارون زعامة حزب الليكود في صيف العام 2000، ومن ثم وصوله إلى رئاسة الحكومة في "إسرائيل" ليبدأ بالقضاء على كل مفاعيل الاتفاقات مع منظمة التحرير الفلسطينية، والتي كان من نتائجها اندلاع الانتفاضة الثانية في صيف العام 2000، والتي كان من نتائجها أيضاً اغتيال رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات في أواخر العام 2004.
كذلك فلقد دعم المحافظون الجدد العدوان الصهيوني على لبنان في صيف العام 2006 في محاولة للقضاء على حزب الله.

وفي العام 2008 فاز باراك أوباما بالانتخابات الرئاسية الأميركية، وعلى الرغم من أن حملته الانتخابية انتقدت قرار الحرب على العراق فإن إدارته عجّت بعدد كبير من المسؤولين الذين تولّوا مناصب في إدارة بوش، والذين عرف عنهم تأييد أجندة المحافظين الجدد. ومن ضمنهم روبرت غيتس، وزير الدفع في عهد بوش الابن، وديفيد بتريوس قائد المنطقة الوسطى في عهد بوش الابن.

كذلك فلقد تمّ تعيين فيكتوريا نولاند كوكيلة وزارة الخارجية الأميركية من قبل أوباما، علماً أنها من المحافظين الجدد وسبق وشغلت منصب سفيرة الولايات المتحدة لدى الناتو في عهد بوش الابن.

المحافظون الجدد في مواجهة ترامب
كان للمحافظين الجدد دور كبير في إطلاق ديناميات "الربيع العربي" في العام 2011 في محاولة منهم لإعادة رسم الجغرافيا السياسية للمنطقة العربية. وتوافق ذلك مع مقاربة أوباما للقيام بتغييرات جذرية من دون اللجوء كثيراً إلى القوة العسكرية والاستعاضة عنها بوسائل القوة الناعمة. وبنتيجة ذلك تم قلب أنظمة الحكم في تونس وليبيا ومصر واليمن، فيما تمّ شنّ حرب ضروس ضد سوريا.

إلّا أنّ المشروع الشرق أوسطي لم تكتمل عناصره بنتيجة صمود الدولة السورية، وهذا أدى إلى أزمة لدى المحافظين الجدد الذين وقعوا في حالة ارتباك.
وبنتيجة الأكلاف الكبيرة التي تكبّدتها الولايات المتحدة بسبب شنها الحروب، فلقد اندلعت فيها أزمة اقتصادية في العام 2008 تواصلت مفاعيلها فيما بعد.

وبنتيجة هذه الأزمة وقع تمرّد في صفوف الناخبين الأميركيين عبّر عن نفسه في التوجّه لدعم مرشح من خارج النخبة السياسية التقليدية هو دونالد ترامب، الذي ترشّح عن الحزب الجمهوري رافعاً شعارات تنتقد السياسات الخارجية للولايات المتحدة التي رعاها المحافظون الجدد، ومن ضمنها التصعيد ضد روسيا والإطاحة بصدام حسين.

لذا فلقد أدّى العديد من المحافظين الجدد دوراً رئيسياً في الحركة التي أطلقت ضد ترشّح ترامب في العام 2016 تحت شعار "أوقفوا ترامب". وبعد تولّيه لمنصبه فلقد سعى المحافظون الجدد إلى احتواء ترامب عبر تطعيم فريقه بعدد من رموزهم مثل جون بولتون، ومايك بومبيو، وإليوت أبرامز.

وفي محاولة لاسترضائهم فلقد اعتمد ترامب سياسات متشدّدة تجاه إيران وكوبا وفنزويلا والصين إلا أنه لم يجارهم بسياستهم العدائية تجاه روسيا، ما جعلهم يسحبون تأييدهم له ويقفون ضده أثناء حملته الانتخابية في العام 2020 ما حال دون فوزه بولاية ثانية.

وقد شكّل المحافظون الجدد لجنة لينكولن بعضوية رموز جمهوريين للسعي لعرقلة فوز ترامب بولاية ثانية، وكان الهدف المعلن لها هو إعادة الحزب الجمهوري لاعتماد الأيديولوجية التي كانت سائدة خلال عهد بوش الابن. وهم نجحوا بمنع فوز ترامب بولاية ثانية وبالفوز بأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي.

وقد تمكّن المحافظون الجدد من احتواء إدارة بايدن وضمان تعيين أعضاء منهم في مناصب حسّاسة ضمنت انتهاج بايدن سياسات تتلاءم مع أجندتهم، ومن ضمنه التصعيد في مواجهة جميع من تعتبرهم الولايات المتحدة عقبات أمام تحقيق هيمنته على العالم وفي الشرق الأوسط.

وهم نجحوا بإبقاء فيكتوريا نولاند بمنصبها كوكيلة وزارة الخارجية التي كانت تشغلها في عهد أوباما. كما نجحوا في تعيين زلماي خليل زادة ككبير دبلوماسيّي الرئيس جو بايدن لشؤون أفغانستان. وفي عهد بايدن ستندلع الأزمة في أوكرانيا التي سترد عليها روسيا بإطلاق عمليتها العسكرية الخاصة لمنع تحوّل أوكرانيا إلى قاعدة لزعزعة الاستقرار داخل روسيا.

أزمة المحافظين الجدد المستجدة
خلال عهد بايدن حاول المحافظون الجدد دفع أجندتهم للهيمنة العالمية قدماً. ففي شرق أوروبا استطاعوا إطلاق أزمة في أوكرانيا في إطار محاولتهم لاحتواء روسيا ودق إسفين بينها وبين أوروبا.

وفي جنوب آسيا استطاعوا قلب الهند ضد الصين لمنع الأخيرة من الوصول إلى المحيط الهندي. وفي باكستان دعموا انقلاباً سياسياً ضد عمران خان لمنع الصين من العبور براً عبر باكستان باتجاه ميناء غوادر.

وفي الشرق الأوسط أطلقوا مبادرة الممر الهندي الشرق أوسطي الأوروبي في محاولة لإقامة نظام إقليمي شرق أوسطي تحت الهيمنة الأميركية والصهيونية ، وتهميش الدول العربية والإسلامية القادرة على تأدية دور مستقل في المنطقة حتى لو كانت حليفة لها، ومن ضمنها مصر وتركيا وسوريا والعراق وإيران.

ومن أجل تحقيق هذا الهدف الأخير فقد كانت "إسرائيل" بقيادة نتنياهو تخطط لضربة عسكرية للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، من شأنها القضاء عليها وتهجير الفلسطينيين إلى سيناء وفلسطينيي الضفة الغربية إلى الأردن، وهو ما عرفت فيه المقاومة التي استبقت الضربة الصهيونية بتوجيه عملية طوفان الأقصى ضد المستوطنات والقواعد الصهيونية في غلاف غزة.

وقد شنت "إسرائيل" بعد ذلك عدواناً واسعاً على غزة يتواصل حتى لحظة كتابة هذا المقال. إلا أنها فشلت في تحقيق أهدافها على الرغم من الدعم الأميركي والغربي غير المشروط. لذا فإن "إسرائيل" وقعت في أزمة انعكست سلباً على أجندة المحافظين الجدد الذين بدأوا يرون أن بايدن لم يعد قادراً على تطبيق أجندتهم.

وفي الوقت نفسه فهم يرون أن ترامب الذي يشعر بمرارة من انقلابهم عليه خلال حملته الانتخابية في العام 2020 لن يتبنّى سياساتهم، خصوصاً أنه يعلي سياسات تعطي الأولوية لمصالح الولايات المتحدة الوطنية على حساب سياسات الهيمنة العالمية التي يدعو إليها المحافظون الجدد.

* المصدر: موقع الميادين نت
* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب