السياسية – رصد:

رشيد الحداد*



بعد أن تمكّنت من حماية الأجواء اليمنية من الطائرات التجسّسية الأمريكية، تسعى قوات صنعاء لفرض معادلة عسكرية ضد المقاتلات الأمريكية. وعلى الرغم من رصد محاولات اعتراض قامت بها الدفاعات الجوية اليمنية خلال الأسابيع الماضية في سماء محافظة عمران لطائرات أمريكية مقاتلة، إلا أن صنعاء التي كشفت على لسان وزير دفاعها، اللواء محمد ناصر العاطفي، عن تطور لافت في صناعاتها الحربية، دشّنت خلال الساعات الماضية فعلياً منظومة دفاع جوي حديثة.

وشهدت سماء العاصمة إطلاق الدفاعات الجوية اليمنية نيرانها على الطائرات المعادية، ما أجبر الطيران الأمريكي على مغادرة الأجواء. وأظهرت مقاطع وصور تداولها ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد لعملية الاعتراض، تُظهر قيام عدد من الطائرات بإلقاء بالونات حرارية في محاولة منها لتجنّب المضادات، قبل أن تقترب الصواريخ اليمنية من إحداها بشكل كبير، وتحملها على الهروب.

وقالت مصادر عسكرية مطّلعة، لـ"الأخبار"، إن هناك مفاجآت عسكرية في مجال الدفاعات الجوية اليمنية، وإن صنعاء التي تمكّنت من إسقاط 22 طائرة تجسّس أمريكية من طراز «أم كيو 9 «منذ مطلع العام الماضي، تعمل لتحييد الطائرات الحربية المعادية. ومن جانبه، أكّد الخبير العسكري المقرّب من وزارة الدفاع في صنعاء، العميد عزيز راشد، لـ "الأخبار"، أن «الطائرات الأمريكية المعادية تعرّضت لمطاردة جادّة من قبل الدفاعات الجوية في سماء صنعاء»، في وقت متأخر مساء الثلاثاء.

وأشار إلى أن «هذه الخطوة المتقدّمة تندرج ضمن استراتيجية صنعاء للمشاغلة والإفشال»، إلا أنه اعتبر «ما حدث في أجواء العاصمة من اعتراض للطيران المعادي خطوة متقدّمة على المستوى التقني والفني، ستكون لها آثار على القدرة على التحليق في أجواء اليمن، فضلاً عن الآثار النفسية التي ستتسبّب بها للطيارين». ولفت إلى أن قائد حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، يضع تطوير الدفاعات الجوية كأولوية، وتوقّع أن تكون هناك مفاجآت في هذا الجانب عما قريب ستغيّر قواعد الاشتباك.

وبالتزامن مع انضمام بريطانيا إلى العدوان الأمريكي على اليمن، للمرة الأولى منذ إعلان إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، الحرب في منتصف آذار الفائت، تعرّضت صنعاء ومحافظتا صعدة والجوف شمالي البلاد، لسلسلة غارات عنيفة خلال الساعات الماضية، أدّت إلى دمار واسع في الممتلكات الخاصة وسقوط إصابات في صفوف المدنيين.

ووفق «مركز الإعلام الأمني» في وزارة الداخلية في صنعاء، فإن طيران العدوان الأمريكي والبريطاني استهدف بأكثر من عشر غارات عنيفة عدة مواقع في صنعاء، أبرزها مديريات بني مطر وبني حشيش والحصن وهمدان، ما أدّى إلى تضرّر منازل في منطقة صرف، حيث سُمع دوي ستة انفجارات أثارت الخوف والرعب في صفوف المدنيين. وفي محافظة صعدة، شنّ الطيران المعادي سلسلة غارات طاولت مديرية سحار، مع عودة تحليق الطيران الأمريكي في أجواء مدينة صعدة، فيما تعرّضت مديرية برط العنان في محافظة الجوف لست ضربات جوية.

وأكّدت وزارة الدفاع البريطانية أنها شاركت في العملية التي نُفّذت في صنعاء، وأشارت إلى أن عدداً من طائرات «تايفون» قصفت عدداً من المباني جنوب العاصمة بالقنابل، موضحة أن طائرات «تايفون» نفّذت العملية بدعم من طائرات «فوييجر» للتزوّد بالوقود.

وتعليقاً على ذلك، قال مصدر عسكري مطّلع، لـ"الأخبار"، إن بريطانيا شاركت في العدوان على اليمن منذ مطلع العام الماضي إلى جانب أمريكا وفشلت في تحقيق أي هدف، ولن يغيّر دخولها المعركة الآن، المعادلة. وتوقّع المصدر عودة أزمة الإمدادات التي عانت منها الأسواق البريطانية العام الماضي، ولمّح إلى أن صنعاء قد ترد على المشاركة البريطانية في العدوان عليها، بإعادة قرار حظر مرور السفن البريطانية من البحرين الأحمر والعربي.



* المادة نقلت حرفيا من الاخبار اللبنانية