«بن غوريون» على خطى «إيلات»: أزمة النقل الجوي تتفاقم
السياسية – رصد || رشيد الحداد*
وجهت قوات صنعاء ضربة إلى آمال الاحتلال الإسرائيلي بعودة قريبة لشركات الطيران الأجنبية إلى مطار «بن غوريون»، بعملية عسكرية جديدة نفّذتها القوة الصاروخية، أمس، وأدت إلى توقّف حركة الإقلاع والهبوط في المطار المذكور لقرابة ساعة. إذ عزّزت هذه الضربة أزمة الثقة التي تعيشها "إسرائيل" مع شركات الطيران الدولية، وأفشلت مساعي وزارة النقل لدفع تلك الشركات إلى إعادة النظر في قراراتها إلغاء الرحلات إلى الكيان.
وفي الوقت الذي اعترف فيه جيش العدو بتعرّض الكيان لهجوم جديد، وزعم كالعادة أن دفاعاته الجوية تمكّنت من اعتراض صاروخ باليستي أُطلق من اليمن، مؤكداً في بيان أن الأخير حلّق في أجواء مدينة القدس، أظهرت مقاطع فيديو التقطها مستوطنون هواة سماع أصوات انفجارات متعدّدة في تل أبيب.
وفي المقابل، أعلن الناطق باسْم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، تنفيذ عملية عسكرية مزدوجة بصاروخين أحدهما باليستي فرط صوتي من طراز «فلسطين 2»، والآخر باليستي مجنّح من طراز «ذو الفقار»، مشيراً، في بيان، إلى أن الصاروخ الأول استهدف مطار «بن غوريون»، والثاني طاول هدفاً حيوياً شرق القدس. ومن جهتها، قالت مصادر عسكرية في صنعاء، لـ«الأخبار»، إن تنفيذ عملية هجومية شرق القدس، ردّاً على اقتحام المستوطنين لباحة المسجد الأقصى في ذكرى احتلال المدينة عام 1967، يؤكد أن صنعاء أضافت مهمة حماية المسجد إلى قائمة أهدافها العسكرية. وأشارت إلى أن الصاروخ استهدف قاعدة «عوفريت» التي تُعد مركزاً استخباراتياً يتبع القيادة الوسطى لجيش الاحتلال، ويقع في منطقة جبل المشارف في القدس.
وجاءت العملية الجديدة بعد ساعات من إعلان ست شركات طيران دولية تعليق رحلاتها إلى "إسرائيل"، من بينها الألمانية «لوفتهانزا» التي قالت في بيان إن «تعليق الرحلات سيشمل خط الشحن الجوي أيضاً». وشمل التعليق، أيضاً، السويسرية «سويس إيرلاينز»، والنمساوية «أوستريان إيرلاينز»، إلى جانب الخطوط البلجيكية والإيطالية وشركتي «يوروينغز» و«خطوط بروكسل» الجوية.
واستبعدت وسائل إعلام عبرية انتهاء أزمة النقل الجوي الإسرائيلي في المدى القريب. وقالت «هيئة البث الإسرائيلية» إن شركات طيران أجنبية تواصل إلغاء رحلاتها إلى "إسرائيل"، رغم محاولات في ممارسة ضغط سياسي عليها. وبدورها، ذكرت «القناة 12» العبرية إن شركة «إيبيريا إكسبرس» الإسبانية ألغت جميع رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى أواخر الشهر المقبل. وتسبّب إلغاء الرحلات بأزمة نقل للركاب والشحن، ونتجت منه أضرار اقتصادية مباشرة وغير مباشرة، خصوصاً في القطاع السياحي نتيجة إلغاء الكثير من السياح الأوروبيين زياراتهم إلى الكيان خلال فصل الصيف. كما أدّى الحظر إلى تضرّر قطاع الشحن، ما أثّر على عدد من القطاعات الإنتاجية وعلى رأسها قطاع التكنولوجيا الفائقة والمعادن.
ووفقاً لكافة المؤشرات، فإن قوات صنعاء تمضي في اتجاه تعطيل الحركة الجوية في أهم مطارات الاحتلال، في حين تشير تصريحات مسؤولين إسرائيليين إلى أن مطار «بن غوريون» يسير على خط ميناء «إيلات» الذي أعلن اليمن حظر الملاحة إليه في المرحلة الأولى من عمليات إسناد غزة، ووصل به الأمر إلى الإغلاق نهائياً.
*المادة الصحفية تم نقلها حرفيا من الاخبار اللبنانية