هكذا يقول الإعلام العبري: اليمن ينتصر على "إسرائيل"
السياسية: تقرير || صادق سريع
"إن إغلاق ميناء أم الرشراش الاستراتيجي يعد نجاح هائل لليمنيين، لم يحققه من قبل أي من أعداء 'إسرائيل' على المستوى الدولي"، هكذا أقر الرئيس التنفيذي لميناء أم الرشراش، جدعون جولبر، لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية.
وأكد أن اليمنيين تمكنوا من شل حركة الميناء الحيوي الإسرائيلي بشكل كامل، ما أدى إلى تراكم الخسائر والديون ووقف أنشطته التجارية، ما يُعد إنجازاً لليمنيين لم يحققه أي عدو على الكيان.
وكان اليمن أعلن، في نوفمبر 2023، انطلاق معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس"، إسنادًا لغزة عسكريًا، وفرضت قواته المسلحة حصارًا بحريًا على سفن "إسرائيل" والمملوكة لها والمرتبطة بها، في بحار: الأحمر، والعربي، والأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، حتى رفع الحصار ووقف العدوان الصهيوني على غزة.
عواقب إغلاق أم الرشراش
بدورها، قالت صحيفة "معاريف" العِبرية: "إن الأضرار والعواقب الاقتصادية لإغلاق ميناء أم الرشراش تُحدث خسائر كبيرة وموجات من التوتر في منطقة أم الرشراش والمناطق المحتلة المحيطة بها".
وأضافت: "اليمنيون نجحوا بشكل استثنائي في تحقيق هدفهم المتمثل بإغلاق ميناء أم الرشراش، فمنذ أكتوبر 2023، تراجع نشاط الميناء بنحو 90%".
وأكدت فشل جميع الحملات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة و"إسرائيل" ضد اليمن لوقف تهديداته وهجماته المستمرة في البحر الأحمر وعلى ميناء أم الرشراش، وامتدت إلى عمق الكيان.
وأقرت بإبلاغ قطاعات صناعة النقل الثقيل في جنوب الأراضي المحتلة عن تأثرها بأضرار كبيرة لها تداعيات واسعة النطاق على التوظيف والمعدات التشغيلية والتدفق المالي للعديد من الشركات.
وقال رئيس نقابة سائقي الشاحنات، غابي بن هاروش، لـ"معاريف": "إن مئات السائقين من بئر السبع والجنوب تُركوا عاطلين عن العمل، لأنهم لن يعملوا في الوسط والشمال بسبب مكان إقامتهم".
وأضاف: "يُشكّل هؤلاء السائقون أيضًا مصدر دخل مهم للاقتصاد المدني والجيش، وبالإضافة إلى ذلك، بقيت عشرات الشاحنات الجديدة معطّلة، مما يُلحق أضرارًا بشركات النقل تُقدّر بـ150 مليون شيكل سنويًا (44.5 مليون دولار تقريبًا)".
وإذ أقرّ بتوقف عشرات الشركات الصهيونية عن العمل، أكد انخفاض أنشطة شركات النقل في الجنوب المحتل بنسبة 35%، بعد منح غالبية السائقين إجازاتٍ إجبارية بدون راتب، ما يمثل خسارةً تُقدّر بنحو 50 مليون شيكل (15 مليون دولار تقريبًا سنويًا).
خلاصة اعترافات بن هاروش، تؤكد: "إن الأضرار الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة تصل إلى مئات الملايين من الشواكل سنويًا، بسبب توقف المعدات والقوى العاملة، واستمرار خسائر الدخل، ولذا من غير المقبول إغلاق ميناء أم الرشراش، ليس فقط من الناحية الأمنية، بل من الناحية الاقتصادية أيضًا".
معضلة "إسرائيل"
وفي الحدث ذاته، قال موقع "أويل برايس": "إن الحصار البحري الذي يفرضه اليمن على سفن 'إسرائيل' والمرتبطة بها في البحر الأحمر تسبب في شل حركة ميناء أم الرشراش الإسرائيلي بشكل كلي، واضعًا يافا المحتلة أمام خيارات صعبة ذات تداعيات إستراتيجية بعيدة المدى".
وأضاف، وهو موقع بريطاني متخصص بشؤون الطاقة: "'إسرائيل' تواجه اليوم معضلة حقيقية؛ إما مواصلة تشغيل الميناء رغم النزيف المالي والخسائر المتراكمة، أو التخلي عن ممر البحر الأحمر الحيوي بالكامل".
وأشار إلى أن هذا الانكماش الاقتصادي لا يهدد فقط الحركة التجارية لميناء أم الرشراش، بل يضرب أيضًا شرايين إستراتيجية كصادرات البوتاس الإسرائيلي وتدفقات النفط عبر أنبوب أم الرشراش إلى عسقلان.
وأكد أن تداعياته ستمتد إلى موانئ "إسرائيل" ومكانتها في خارطة التجارة الإقليمية والدولية، إذا ما استمرت العمليات العسكرية الجوية والبحرية لقوات صنعاء بنفس الوتيرة في البحر الأحمر وإلى عمق الكيان.
ووفق خبراء "أويل برايس"، فإن الانهيار المالي لميناء أم الرشراش يعكس هشاشة البنية التحتية اللوجستية لـ"إسرائيل"، التي باتت تحت ضغط هائل ومستمر من القوات اليمنية في البحر الأحمر.
ويُشكّل ميناء أم الرشراش الشريان الإستراتيجي والحيوي لـ"إسرائيل"، وبوابتها الاقتصادية الجنوبية إلى الشرق ونقطة الدخول الرئيسية للمركبات القادمة من آسيا، ولا سيما من كوريا الجنوبية واليابان والصين، وأن تعطّله أجبر "إسرائيل" على الاعتماد بشكل أكبر على طرق بديلة عبر أوروبا، ما ساهم في رفع تكاليف البضائع والمنتجات.
وتواصل القوات اليمنية فرض الحظر الجوي بالصواريخ والمسيّرات على مطار اللد الدولي وميناء حيفا في "إسرائيل"، والحصار البحري في البحر الأحمر على سفنها، ما أدى إلى إغلاق ميناء أم الرشراش، وإغراق أربع سفن: "روبيمار" في 18 فبراير 2024، و"توتور" في 12 يونيو 2024، ثم "ماجيك سيز" في 8 يوليو 2025، والأخيرة "إيترنيتي سي" في 9 يوليو 2025.
يُشار إلى أنها أطلقت، بفضل الله وتأييده، أكثر من 1,250 صاروخًا ومسيّرة إلى عمق الكيان، واستهدفت أكثر من 245 قطعة بحرية تجارية وحربية تابعة لأمريكا وبريطانيا و"إسرائيل"، في البحرين: الأحمر، والعربي، والمحيط الهندي.