السياسية - وكالات:

ترقد الفتاة الفلسطينية آلاء سليمان (16 عامًا)، في مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي بمدينة غزة، عاجزة عن السير بعد إصابتها بشظية في العمود الفقري خلال قصف إسرائيلي استهدف خيمتها في مخيم النصيرات، شمالي القطاع، في 26 سبتمبر 2025.

كانت آلاء قبل حرب الإبادة الإسرائيلية التي بدأها جيش العدو يوم 7 أكتوبر 2023، وامتدت سنتين، تملأ حياة عائلتها حبًا وأملاً، تحلم أن تكمل تعليمها وتصبح محامية، لكنّ صاروخًا إسرائيليًا واحدًا كان كفيلاً أن يقلب عالمها رأسًا على عقب.

أدى القصف إلى استشهاد والدها محمد سليمان، وعدد من أعمامها وأبناء عمومتها، فيما أصيب شقيقها براء (5 أعوام) بجروح خطيرة فارق الحياة لاحقًا في المستشفى.

وتعد هذه الحادثة استمرارًا لمسلسل فقدان الفتاة لأفراد أسرتها، إذ فقدت والدتها وشقيقين آخرين في العدوان على غزة عام 2014، وشقيقها عبد المنعم في مارس 2025، ما تركها تواجه مصيرها بمفردها وسط ظروف صحية صعبة.

تقول آلاء بصوت خافت لموقع "فلسطين اون لاين": "لقد رحلوا جميعًا وتركوني وحيدة أصارع الحياة".. وتضيف: "لا أعي تفاصيل كثيرة عن حياتي معهم، لقد رحلوا مبكرًا وتركوني حتى بلا ذكريات".

وتردف: "الحروب أسوأ كابوس عشته في حياتي. في 2014 فقدت والدتي واثنين من أشقائي، وفي حرب الإبادة استشهد والدي واثنين من أشقائي، لقد رحلوا جميعًا وتركوني وحيدة أصارع الحياة".

في المستشفى، لا تملك آلاء سوى ابتسامة مريرة تلوّح بها لمن يزورها من الطاقم الطبي، فيما يملأ قلبها الأمل بأن تمنحها الجهات المختصة نموذجًا طبيًا أوليًا لإدخال بياناتها، للحصول على تحويلة للعلاج خارج قطاع غزة، حيث لم تحصل عليه منذ إصابتها، وفق ما أفادت.

وفي ظل عجز النظام الصحي المحاصر في غزة وغياب الدعم الإنساني الكافي، تبقى آلاء تنتظر من يمدّ لها يد العون، لعلها تنال فرصة علاج تعيد إليها القدرة على الحركة، أو على الأقل تمكنها من مغادرة سريرها نحو حياة أقل وجعًا
وتظل آلاء مثالًا على مأساة المدنيين الفلسطينيين الذين يعيشون في القطاع ، حيث تتقاطع الحروب مع فقدان الأحبة والعجز عن الحصول على العلاج المناسب.