السياسية:

أُقيم بمحافظة الحديدة اليوم لقاءٌ علمائي موسع للعلماء والخطباء والمرشدين والمشايخ، نظمته الهيئة العامة للأوقاف والإرشاد ووحد العلماء بالتعاون مع رابطة علماء اليمن.

ويأتي انعقاد اللقاء، في إطار تعزيز الوعي والتعبئة العامة لمواجهة العدو الأمريكي والإسرائيلي وأدواته من المنافقين.

وفي اللقاء أكد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، أن سر صمود الشعب اليمني على مدار التاريخ مرهون بالوعي والبصيرة، موضحاً أن الوعي لا يتشكل إلا من خلال حضور العلماء الربانيين الذين يبيّنون للناس الحق من الباطل ويكشفون زيف دعايات الأعداء.

وقال "ما عجز العدو عن تحقيقه في غزة ولبنان وغيرها من البلدان يحاول بلوغه عبر مسارات المفاوضات والضغوط السياسية والاقتصادية"، محذراً من التعويل على الوعود الأمريكية والأممية التي أثبتت التجربة أنها غطاء لاستمرار العدوان ونهب الثروات.

وأشار العلامة شرف الدين، إلى أن خيرات الأمة تذهب لأعدائها عن طريق العملاء الذين نُصّبوا حكّاماً على رقاب المسلمين، مؤكداً أنه لا يجوز للعلماء السكوت على هذا التفريط، ومن واجبهم الشرعي فضح الأنظمة العميلة وبيان الحكم الشرعي في مواقفها وتحالفاتها، والوقوف إلى جانب الشعوب المظلومة التي تدافع عن دينها وأرضها وكرامتها.

وفي اللقاء الذي حضره محافظ الحديدة عبدالله عطيفي ووكيل أول المحافظة أحمد البشري ووكيل المحافظة لشؤون مديريات مربع المدينة علي كباري وقيادات علمائية، بينهم أمين عام رابطة علماء اليمن طه الحاضري، والأمين العام المساعد خالد موسى، ونائب رئيس المجلس الشافعي رضوان المحيا، أوضح الشيخ عبدالقادر الأهدل، أن اللقاء يأتي في سياق الاستعداد لأي جولة قادمة في مواجهة العدوان، وترسيخ ثقافة الجهاد والصمود.

وأفاد بأن العلماء والخطباء هم صوت الأمة ولسان حالها، ومسؤوليتهم في هذه المرحلة تتركز على كشف زيف الدعاية المعادية، وبيان الموقف الشرعي من مشاريع الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، وربط الناس بقضاياهم الكبرى في فلسطين وبقية جبهات المواجهة.

بدوره أوضح العلامة علي ماس القديمي في كلمة العلماء، أن الأمة اليوم تعيش حالة فرز حقيقية بين محور الحق ومحور الباطل.

وقال "العلماء الربانيون مطالبون بالقيام بدورهم في توجيه الناس ورفع مستوى وعيهم بخطورة مخططات الأعداء"، مشيرًا إلى أن العدوان على اليمن جزء من مشروع شامل يستهدف هوية الأمة وعقيدتها وثرواتها، ما يفرض على العلماء تكثيف حضورهم في منابر العلم والدعوة، وترسيخ ثقافة الاعتماد على الله والثبات في مواجهة الضغوط السياسية والعسكرية والاقتصادية.

من جهته أشار العلامة منصور عقاري في كلمة الخطباء والمرشدين، إلى أن المنابر والمساجد مدارس يومية لصناعة الوعي والصمود.

وحث الخطباء على تناول قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والعدوان على اليمن بلغة واضحة ومباشرة، تربط الناس بالقرآن والجبهات والمواقف العملية.

ولفت العلامة عقاري، إلى أن الخطيب الحقيقي هو من يحّول منبره إلى منصة تعبئة وتحريض على الوقوف في وجه الطغيان، بعيداً عن الخطاب المترهّل أو الموضوعات الهامشية التي لا تلامس هموم الناس ولا تعكس حجم التحديات.

وفي كلمة المشايخ، أكد علي البطر أن تاريخ اليمن حافل بمواقف العلماء والمشايخ الذين تصدّروا صفوف الجهاد في مواجهة الغزاة والمستعمرين، وأن الواقع اليوم يستدعي استعادة هذا الدور الأصيل.

وشددّ على أهمية تنسيق الجهود بين العلماء والمشايخ ووجهاء القبائل في حماية النسيج الاجتماعي وتعزيز التماسك الداخلي، وقطع الطريق على محاولات الأعداء لاستغلال الضائقة المعيشية في ضرب وحدة الصف الداخلي.

في حين أوضح مفتي محافظة الحديدة الشيخ محمد مرعي أن المطلوب من العلماء خلال المرحلة الراهنة، هو الحضور الميداني القوي بين الناس، من خلال الدروس واللقاءات والبرامج الإرشادية، لمواجهة الحملات الفكرية والإعلامية التي تستهدف عقائد الشباب وقيم المجتمع.

واعتبر السكوت أمام الاستهداف نوعاً من التقصير في أداء الأمانة، داعياً إلى تبنّي خطاب علمائي موحد يربط بين فقه الواقع وفقه النصوص، ويقدّم الرؤية الشرعية الواضحة تجاه العدوان والحصار وأدواتهما.

وفي ختام اللقاء، تلا الشيخ صالح العتمي البيان الختامي، الذي أكد فيه العلماء والخطباء تمسّكهم بالموقف القرآني الثابت في مواجهة قوى الاستكبار، واستمرار الجهود العلمائية والإرشادية في تعزيز الصمود والتعبئة، ورفد الجبهات بالرجال والمال، والتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية في وجدان الشعب اليمني وواجب نصرتها في مختلف الميادين.

وأوضح أن ما تحقق للشعب اليمني من ثبات وصمود في مواجهة العدوان يمثل شاهداً قرآنياً وواقعياً على تأييد الله لعباده المستضعفين، مشيرًا إلى أن الثقة بالله والأخذ بأسباب النصر تزيد من تحقق وعد الله للمؤمنين.

وأدان الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى والاعتداءات المستمرة على غزة والضفة ولبنان وسوريا، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تجويع وقتل وحصار، معتبرين ذلك شكلاً من أشكال حرب الإبادة.

كما أكد أن خذلان غزة وعدم إغاثتها جُرم كبير يتعاظم مع مرور كل ساعة، مستنكرًا إنفاق أموال الأمة في مظاهر اللهو والترف وتسليم مقدراتها للعدو الأمريكي والكيان الصهيوني، وما تقوم به بعض الأنظمة وعلى رأسها النظامان السعودي والإماراتي من فتح أجوائها وأجهزتها الأمنية لخدمة المشروع الصهيوني.

ودعا البيان، محور المقاومة وفي مقدمته حزب الله وحركة حماس، إلى التمسك بسلاح المقاومة وعدم الرضوخ لأية دعوات لنزعه أو تسليمه، باعتبار ذلك مخالفة لنصوص القرآن الكريم، مؤكدًا ضرورة الحذر من دعوات "الناصحين" ممن هم في حقيقة الأمر في صف أعداء الأمة، استشهاداً بقوله تعالى "وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا".

كما دعا علماء اليمن والأمة الإسلامية إلى استشعار مسؤوليتهم التاريخية والصدع بكلمة الحق والتحريض على الجهاد في سبيل الله ضد أمريكا وإسرائيل، وفضح المنافقين المتعاونين معهما، وتعزيز وحدة الأمة وتقوية شوكتها، وترسيخ الروحية الجهادية في نفوس أبنائها، والتشبث بكتاب الله وسنة رسوله.

وجددّ البيان التأكيد على أنه لا شرعية حقيقية لأي ولي من ولاة المسلمين إلا لمن تمسك بكتاب الله وسنة رسوله وعمل بمقتضاهما ورفع راية الجهاد وقارع أهل الشرك والنفاق، معتبرًا تلك الصفات تحققت في السيد القائد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي، داعيًا إلى الالتفاف حول قيادته وطاعته والامتثال لتوجيهاته والجهاد تحت رايته، وتأييد له بالخيارات والقرارات التي يضبط بها مسار المواجهة.

وحث بيان العلماء، حكومة التغيير والبناء على بذل مزيد من الجهود لتخفيف معاناة المواطنين جراء الحصار، وعدم التراجع أو التردد عقب ما تعرض له رئيس الحكومة والوزراء مؤخراً، مترحمين على الشهداء منهم، سائلين الله الرحمة والمغفرة لهم، والتوفيق لمن بقي منهم.

سبأ