السياســـية: تقرير || صادق سريع

تحوّلت التجربة القتالية للقوات المسلحة اليمنية في معركة البحر الأحمر ضد قوات تحالف العدوان الأمريكي الإسرائيلي الغربي إلى مدرسة عسكرية ونموذج قتالي تكتيكي عالمي.

وحذّرت شبكة "تيليسور" الفنزويلية إن أي تحرك عسكري عدواني من الولايات المتحدة على فنزويلا سيقابلُ بردع مقاومة شرسة تشبه ما واجهته القوات الأمريكية في تجربة قوات صنعاء باليمن، وليس كما حدث في غزة أَو سوريا".

وقال الباحث سيرجيو رودريغيز جيلفنشتاين، في تحليل بعنوان: "أمريكا ستواجه يمناً موسعاً في فنزويلا.. كاراكاس صنعاء وميامي يافا المحتلة": "تحاول أمريكا استهداف فنزويلا، باعتبارها هدفاً إستراتيجياً لواشنطن للهيمنة على الموارد المعدنية الحيوية الضخمة، وامتلاكها أكبر احتياطي نفطي في العالم ورابع أكبر احتياطي للغاز".

وتابع: "تواجه واشنطن خطر الجيوسياسي غير محسوب يعود لتجربتها في العدوان الغربي على اليمن بقيادة أمريكا و'إسرائيل' والسعوديّة، الذي تحوّلت أهدافه من تحقيق نصر سريع خلال أسابيع إلى فشل إستراتيجي استمر عشر سنوات".

وأكد نجاح اليمن في تطوير قدراته صاروخية متطورة صواريخ باليستية وفرط صوتية تفوق سرعة الصوت ومسيّرات متقدّمة، نجحت في استهداف منشآت نفطية حيوية في السعودية مثل مصفاة أرامكو.

وأشار إلى التشابه الجغرافي والإستراتيجي بين اليمن وفنزويلا، وتقارب المسافات بين ولايات كاراكاس وميامي الأمريكتين بنحو 2200 كيلومتر وصنعاء ويافا المحتلة التي تعرضت لهجوم مستمر بالصواريخ والمسيّرات اليمنية.

وتشهد العلاقات الأمريكية - الفنزويلية توتراً متصاعداً بعد استهداف الجيش الأمريكي سفينة فنزويلية صغيرة بضربة جوية اتهمتها واشنطن بحمل شحنة مخدرات إلى مدن أمريكية.

ونشرت الولايات المتحدة بمنطقة البحر الكاريبي قوة عسكرية بأكثر من 4500 جندي ومدمرات صواريخ موجهة وغواصة نووية، وطائرات تجسس من طراز "بي-8"، أجبرت الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على إعلان التعبئة العسكرية للجيش.

المؤكد، في التحليل العسكري الفنزويلي، أن اليمن أحبط جزءًا مهماً من الاستراتيجية الأمريكية في البحر الأحمر، في ظل وجود حاملات الطائرات العملاقة، مستدلاً بدراسات أمريكية وغربية تؤكد تراجع قدرات الدفاع الردعية لتلك الحاملات في المنطقة.

والأمر المحسوم حسب تقديرات الخبير الفنزويلي جيلفنشتاين، الذي أطلق تحذيراً عسكرياً شديد اللهجة لصناع القرار في واشنطن، مفاده أنه: في حال شنّت أمريكا عدواناً عسكرياً، فإن فنزويلا ستتحوّل لنسخة أكبر وأقوى من اليمن، بمنظومة ردع تمتلك الصواريخ والمسيّرات المتطورة ضد أي عدوان خارجي.

وتعود أسباب العداء بين أمريكا وفنزويلا إلى خلافات سياسية وأيديولوجية، وأطماع في الثروة النفطية لكاراكاس، بالإضافة إلى اتهامات تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية.

وتتهم واشنطن كاراكاس بانتهاك الديمقراطية، بينما تتهمها الأخيرة بمحاولة فرض الهيمنة على مواردها النفطية وإضعاف نظامها بالعقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة على قطاع النفط، وأثرت في تجميد أصول وتدهور اقتصاد فنزويلا، في حين تعتبرها الأخيرة حرباً اقتصادية.

يُشار إلى أن القوات المسلحة اليمنية كبدت في معركة إسناد غزة قوات العدوان الأمريكي - الغربي - الإسرائيلي، 228 سفينة تجارية وحربية معادية، وأطلقت 1,300 صاروخ ومسيّرة على الكيان، وأغلقت ميناء "أم الرشراش"، وأغرقت أربع سفن انتهكت قرار الحظر، وأسقطت ثلاث مقاتلات أمريكية طراز F-18، و26 طائرة أمريكية نوع MQ-9 فوق أجواء اليمن؛ 22 منها بمعركة الإسناد، وأربع في العدوان السعودي - الإماراتي - الأمريكي.