ذكرى الاستقلال المجيد.. عيد بمذاق حزين
السياسية : كتب|| المحرر السياسي||
يأتي احتفال اليمن هذا العام بعيد الاستقلال الـ 30 من نوفمبر المجيد وخروج آخر مستعمر من بلادنا، والمحافظات الجنوبية والشرقية ترزح تحت المستعمرين الجدد من ضباط وجنود سعوديين وإماراتيين تحت إدارة السفير السعودي ومندوب إماراتي.
شيء مؤسف أن يتحول عيد الاستقلال من مناسبة فرائحية إلى مناسبة محزنة، حيث تتناقل وسائل الإعلام العربية والدولية أخبار صراع عسكري محتدم بين المحتلين الجدد السعودية والإمارات خاصة في محافظة حضرموت للسيطرة على ثرواتها من النفط والمعادن النفيسة الأخرى في ظل غياب كامل للمرتزقة من هذه المهزلة.
لقد تحول اليمن إلى بقعة جغرافية مستباحة للمحتل السعودي، والإماراتي الذي اندفع بما يملك من أموال النفط لشراء الذمم الرخيصة وتشكيل مليشيات مسلحة للسيطرة على المفاصل الرئيسية في المحافظات الجنوبية والشرقية كالمدن الساحلية والموانئ والمضائق البحرية والجزر، في إطار أعمال قذرة للعبث بالأرض اليمنية في وضوح النهار دونما رادع أو وازع ديني وأخلاقي وقيمي.
الإمارات والسعودية كشفتا عن وجههما القبيح وأظهرتا حقدهما الدفين على اليمن أرضًا وإنسانًا وسال لعابهما لسرقة مخزونات الأرض اليمنية من نفط وغاز ومعادن نادرة عن طريق مليشياتها التي جندتها لهذا الغرض، لقد كذبوا على اليمن والعالم كله حينما قالوا أنهم جاؤوا إلى اليمن لإعادة ما تسمى بالشرعية إلى الحكم، لكن اتضح فيما بعد أن هذا الكلام وتلك الوعود كانت تخفي خلفها أطماع وأحقاد تتمثل في تمزيق اليمن وإيجاد كيانات هزيلة من المرتزقة وسرقة محتويات الأرض من الثروات الطبيعية.
لقد بدى واضحًا أن السعودية والامارات تؤديان دورًا وظيفيًا رسمته لهما دوائر الاستخبارات الأمريكية والأوروبية الغربية والصهيونية في تمويل أعمال الشر الأمريكية والصهيونية كتدبير الانقلابات والغزوات والتصفيات للقادة الوطنين وحصار الأنظمة الوطنية والضغط عليها لتمرير الأجندة الاستعمارية.
هذه الأعمال التي تنفذها السعودية والإمارات لم تعد سرًا اليوم، بل هل أعمال معلنة على المستويين العربي والدولي وما هو حاصل في كل من السودان وليبيا وسوريا واليمن وغيرها من البلدان شاهد على ذلك.
لكن مهما كانت المؤامرات التي تُحاك ضد اليمن، والأعمال العبثية التي تمارسها السعودية والإمارات، ستنتهي بفضل وعي أبناء اليمن في شمال الوطن وجنوبه وشرقه وغربه الذين يُدركون جيداً مدى خطورة تلك المؤامرات على حاضر ومستقبل البلاد.

