لقاء موسّع للعلماء والخطباء والمرشدين بذمار حول الإساءات للقرآن الكريم
السياسية:
نظّم مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة ذمار، اليوم، لقاءً موسّعًا للعلماء والخطباء والمرشدين، للوقوف أمام الإساءات الأمريكية الصهيونية للقرآن الكريم والرموز الدينية الإسلامية.
وخلال اللقاء، أكد مكتب الأوقاف فيصل الهطفي، أن ما يتعرض له القرآن الكريم من إساءات متكررة في عدد من الدول الغربية يمثل استهدافًا مباشرًا لهوية الأمة الإسلامية، ومحاولة ممنهجة لضرب قدسية كتاب الله، والفصل بين المسلمين ومصدر هدايتهم وقيمهم الحضارية.
وأوضح، أن هذه الممارسات العدائية لا تنفصل عن خلفيات فكرية ودينية منحرفة، تستند إلى تفسيرات عنصرية متطرفة في بعض التيارات اليهودية والصهيونية، وإلى قراءات مشوّهة في الفكر الغربي الاستعماري، غذّت ثقافة الكراهية والإزدراء تجاه الأديان، وعلى رأسها الإسلام، ورسّخت صورة نمطية عدائية عن المسلمين عبر مراحل تاريخية متعددة.
وأشار إلى أن تاريخ الإساءة للقرآن الكريم ليس وليد اللحظة، بل يمتد منذ بدايات القرن العشرين، مرورًا بالممارسات الاستعمارية، وظهور كتابات وأعمال تحريضية، وصولًا إلى حوادث حرق وتدنيس المصحف الشريف في عدد من الدول خلال العقود الأخيرة، تحت ذرائع زائفة مثل حرية التعبير أو الاحتجاج السياسي، في تجاهل صارخ لمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم حول العالم.
وشدد الهطفي على أن القرآن الكريم هو كتاب الله الجامع للمسلمين كافة، لا يخص مذهبًا دون آخر، وهو أساس وحدة الأمة ومرجعيتها الروحية والأخلاقية.. داعيا العلماء والخطباء والمرشدين ووسائل الإعلام إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم في توعية المجتمع بخطورة هذه الاستهدافات، وفضح أبعادها السياسية والفكرية، وتعزيز الارتباط بالقرآن الكريم قولًا وعملًا.
وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بتحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، ووقف ازدواجية المعايير، وتجريم الإساءة إلى المقدسات الدينية، مؤكدًا أن الصمت تجاه هذه الجرائم يفتح الباب لمزيد من الكراهية والعنف، ويقوّض قيم التعايش والسلم العالمي.
وأكد مدير مكتب الأوقاف، على أن التفريط في قدسية القرآن الكريم هو تفريط في الكرامة والهوية، داعيًا إلى موقف إسلامي موحّد يتجاوز حدود الإدانة اللفظية، نحو حماية المقدسات وصون كرامة الأمة.
بدوره، أكد أمين عام رابطة علماء اليمن، العلامة طه الحاوري، أن الإساءة الأخيرة للقرآن الكريم من قبل مرشح أمريكي خلال فعالية انتخابية تمثل جريمة فاضحة، واستخفافًا متعمدًا بمقدسات الأمة الإسلامية وهويتها الدينية.
وأوضح، أن وضع المصحف الشريف يعكس حقدًا دفينًا وعداءً تاريخيًا للإسلام، ويكشف حقيقة النظرة العنصرية التي يحملها بعض الساسة الغربيين تجاه المسلمين، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات تندرج ضمن سلسلة طويلة من الاعتداءات على القرآن الكريم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم ومقدسات الأمة.
وأشار إلى أن القرآن الكريم كتاب الله العزيز، الذي تكفّل الله بحفظه، ولا يمكن لأي محاولات حاقدة أن تنال من قداسته أو مكانته، مؤكدًا أن ما يجري من إساءات هو في حقيقته استهداف للأمة ومحاولة لإخضاعها وإذلالها.
وأشاد الحاوري بالمواقف المبدئية لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، لافتًا إلى أنه الصوت الصادق الذي يتصدى لقضايا الأمة ويدافع عن مقدساتها في ظل صمت عربي وإسلامي مخزٍ.
وشدد على أن الرد الحقيقي على هذه الجرائم لا يقتصر على بيانات الإدانة، بل يكون بالعودة الصادقة إلى القرآن الكريم عملًا وتطبيقًا، واستعادة الوعي الإيماني، مؤكدًا أن تجربة اليمن أثبتت أن التمسك بالقرآن يمنح الأمة القوة والقدرة على مواجهة أعتى قوى الاستكبار.
ودعا أمين عام رابطة علماء اليمن الشعوب العربية والإسلامية إلى تحمّل مسؤولياتها الدينية والأخلاقية، وعدم التفريط بكتاب الله، كون التفريط بالقرآن هو تفريط بالعزة والكرامة والسيادة.
من جانبه، أكد عضو رابطة علماء اليمن، العلامة إسماعيل الوشلي، أن القرآن الكريم هو كتاب الله العزيز، ومصدر هداية الأمة وعزتها وكرامتها، مشددًا على أن ما يتعرض له من إساءات متكررة يمثل عدوانًا مباشرًا على الهوية الإسلامية ومقدسات المسلمين.
وأوضح، أن القرآن كتاب محفوظ لا يأتيه الباطل، ومن تمسك به نال العزة والقوة، فيما يؤدي الإعراض عنه إلى الضعف والضياع، لافتًا إلى أن حملات الإساءة والتدنيس تقودها قوى معادية للإسلام في إطار استهداف ممنهج لمقدسات الأمة.
وأشار إلى أن المسؤولية لا تقع على أعداء الإسلام وحدهم، بل تمتد إلى واقع الأمة وتفريطها في كتاب ربها، مؤكدًا أن النجاة واستعادة الكرامة لا تكون إلا بالعودة إلى القرآن الكريم والتمسك بهدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته.
ودعا الوشلي الشعوب العربية والإسلامية إلى اليقظة وتحمل مسؤولياتها، واستلهام معاني الإيمان والحكمة في مواجهة التحديات، معربًا عن ثقته بأن الأمة قادرة ـ بإذن الله ـ على تجاوز المحن واستعادة مكانتها متى ما عادت إلى القرآن قولًا وعملًا.
سبأ

