هل أحست السعودية بابتزاز ؟!
احمد المؤيد*
توالت الأحداث مؤخراً قبل فوز بايدن وبعده، بعضها غامض والآخر اتضحت الرؤية فيه.
كان هناك تسارع في أخبار كثيرة، منها مرور سنة على اتفاق الرياض الذي ولد وهو يحتضر و الذي حاولت السعودية انعاشه دون فائدة، فكل الاطراف ترفض جزءا منه حتى بات مشوها إن لم يكن ميتاً لا يمكن تنفيذه.. كما سرع المبعوث الدولي من وتيرة العمل ليخرج بمسودة الاعلان المشترك الذي قال أنه قدمها للأطراف اليمنية وسرعان ما صرحت حكومة هادي برفضها له واعتبرت المبعوث قد خرج عن جوهر مهمته، إثر إحساسها بالخطر لأنها باتت في مهب الريح إذا نفذ الاتفاق وخصوصا تحت بند المرجعيات الثلاث التي تنهي حكومة هادي بمجرد الاتفاق السياسي ..
لكن هناك وكما يبدو لي طرفاً آخر وهو السعودية التي باتت تشعر بالقلق أولا ثم بالابتزاز ثانيا وكما يلي:
القلق يأتي من عدم وضوح الرؤية في ما ينوي الرئيس الامريكي الجديد اتخاذه بخصوص السعودية في قضايا كخاشقجي وقانون جاستا وملف حقوق الإنسان والمعتقلين، وأخير حرب اليمن، فصوت العقل يقول يجب التخفف من بعض هذه الأثقال حتى يسهل التفاهم مع الرئيس الجديد ..
أما الابتزاز .. فأعتقد ان النظام السعودي أحس به بسبب عدم اتضاح موقف حكومة هادي والتي يسيطر (الإخوان) على قرارها، والتي لا تبديل أي مرونة في اتفاق أو حتى مشروع اتفاق .. فالرفض جاهز لكل الحلول .. ولكن الأمر وصل حد الابتزاز فلم تعد السعودية قادرة على الضغط على مسؤولي هادي أكثر، خشية المغادرة إلى تركيا والانضمام إلى خندق تركيا-قطر، وهنا انفجرت القنبلة السعودية لتعلن الإخوان تنظيما ارهابيا، إجرامياً خارجا عن الملة والدين، ولم تكتف بذلك فقط، بل اوعزت إلى خطباء المساجد اليوم الجمعة للتطرق اليهم، وذكر اليمن ، وهذا ما سمعناه اليوم من أكثر من خطبه.
هذه القنبلة الصوتية السعودية جاءت بإيعاز إماراتي للضغط على تنظيم الإخوان ليترك النوم في الفنادق ويكثف ضغطه في الجبهات أو للقبول بأي وضع سياسي جديد يخفف ملفات السعودية عند بايدن ..
* كاتب ومحلل وسياسي