السياسية- وكالات:

في خيمة نزوح متواضعة وسط مدينة غزة، تجلس المسنّة صباح عبيد (62 عامًا) محاطة بأحفادها الـ25، الذين لا يكفّون عن ترديد عبارة: "أنا خايف يا ستي".

وبينما تحاول تهدئتهم، تهزّ أصوات القصف المتواصل أرجاء المكان، فلا يجدون مأمنًا حتى داخل خيمة أقيمت في حرم عيادة حكومية بحي الرمال بعد ان زج بها العدو الصهيوني في محطات نزوح متكرر منذ أن دمر بيتها بحي الشجاعية شرق مدينة غزة في بداية جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو منذ نحو عامين.

وفقاً لموقع " فلسطين أون لاين" اليوم الاثنين، لم تكتفِ آلة الحرب الإسرائيلية بتدمير منزل "أم نشأت" في حي الشجاعية مطلع العدوان، بل دفعتها إلى محطات نزوح متكررة بين غزة وخانيونس ودير البلح، قبل أن تعود إلى الأنقاض عقب اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت في يناير الماضي، ثم تُجبر مجددًا على الرحيل بعد استئناف القصف.

وبين الرحلات الشاقة، فقدت صباح ابنها الذي استُشهد على يد قناصة الكيان، تاركًا ثلاثة أطفال يتامى.

بحسب بيانات رسمية في غزة، دمّر الكيان منذ مطلع سبتمبر أكثر من 70 برجًا سكنيًا كليًا و 120 برجًا تدميرًا بليغًا، إضافة إلى 3,500 خيمة نازحين، مما أدى إلى نزوح يفوق 350 ألف مواطن نحو وسط المدينة وغربها. أرقام تكشف عن سياسة متعمدة للتطهير العرقي والتهجير القسري.

ورغم الدمار والفقد، ترفض "أم نشأت" فكرة مغادرة أرضها، مؤكدة بصلابة: "بنرفض التهجير.. متمسكين بأرضنا وبيتنا"، فيما تتساءل بألم عن صمت الدول العربية قائلة: "لامتى بدهم يضلوا ساكتين؟ مش حرام؟"

قصة "صباح" تجسد مأساة آلاف العائلات في غزة، حيث لا يزال العدو الإسرائيلي يلاحق المدنيين حتى الرمق الأخير، في حرب وصفتها الأمم المتحدة بأنها إبادة جماعية ممنهجة.