السياسية - وكالات:



أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى، اليوم الجمعة، أن الأسرى في سجون العدو الصهيوني يعانون أشد المعاناة في ظل فصل الشتاء، حيث ينهش البرد وينخر أجسادهم الضعيفة وسط غياب تام لكل وسائل التدفئة، وفي مقدمتها الملابس والأغطية الشتوية.

وأوضح مدير المركز، الباحث رياض الأشقر، في تصريح صحفي وصل وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن الأسرى يعانون من انعدام توفر الملابس، وليس من نقص الملابس كما يتردد في وسائل الإعلام، حيث إن العدو الصهيوني يمنع زيارات الأسرى منذ أكثر من عامين.

وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي، بهذا الإجراء، حرم الأسرى الفلسطينيين مما كان يصلهم من ملابس وأغطية عن طريق الزيارات، كما منع المؤسسات المختصة من إيصال أي نوع من الملابس للأسرى.

وقال الأشقر إن تلك الظروف تفاقم معاناة الأسرى وتتركهم فريسة للبرد ينهش أجسادهم وينخر عظامهم الضعيفة أصلًا بفعل ظروف الاعتقال القاسية والحرمان من الطعام وسياسة الإهمال الطبي، حيث تصل درجات الحرارة في سجون الجنوب التي تقع في صحراء النقب إلى الصفر في بعض الأحيان، وهي تضم أكثر من نصف عدد الأسرى في سجون العدو الصهيوني.

وبيَّن أن ذلك المنع أدى إلى عدم توفر أي ملابس أو أغطية للأسرى، حيث إن الملابس التي يستخدمها الأسرى أصبحت بالية وغير صالحة للاستخدام بعد عامين.

وذكر أن العديد من الأسرى تداولوا نفس الملابس بسبب الاعتقالات المستمرة وتوزيع الملابس على الأسرى الجدد الذين لا يملكون سوى الملابس التي اعتقلوا فيها، حيث لا يتوفر لدى الأسير سوى ملبس واحد فقط، ما يتسبب بانتشار الأمراض، وخاصة مرض “سكابيوس” المعدي.

وأفاد رئيس مركز فلسطين لدراسات الأسرى، بأن البرد يضاعف معاناة الأسرى المرضى والجرحى، حيث تحتاج أجسادهم إلى الدفء للتعافي، وهذا لا يتوفر في ظل الظروف الحالية.

وأكد أن العدو الإسرائيلي يتعمد أن يترك شبابيك الغرف والزنازين مفتوحة دون إغلاق محكم بهدف زيادة تسلل الرياح الباردة إلى أماكن نوم الأسرى، لزيادة شعورهم بالبرد، ما يؤدي إلى تراجع أوضاعهم الصحية بشكل كبير.

وكشف الأشقر أن من وسائل التنغيص والتنكيد على الأسرى والتنكيل بهم تعمد العدو الإسرائيلي إجراء تفتيشات يومية واقتحامات متكررة في ساعات الصباح الباكر أو وقت متأخر من الليل، وهي أشد الأوقات برودة، ما يصيب الأسرى بالعديد من الأمراض التي يسببها البرد كالإنفلونزا والرشح واحتقان مجرى التنفس.

وقال إنه نتيجة الاعتقالات المكثفة واكتظاظ السجون يضطر الكثير من الأسرى للنوم على الأرض باستخدام بطانية خفيفة لعدم وجود أسِرّة لكافة الأسرى داخل الغرف، مع عدم توفر أغطية كافية، مما يسبب لهم آلامًا في العظام وأمراضًا في المسالك بسبب الرطوبة والبرد.

ووصف الأشقر السجون الصهيونية بأنها غير مهيأة من الأساس لاستقبال الشتاء، وخاصة الأقسام التي لا تزال تُبنى من الخيام، وهي لا تقي برودة الطقس ولا تمنع دخول ماء المطر على أغراض الأسرى وتتلفها.

وأشار إلى أن ذلك يزيد معاناة الأسرى في تلك الأقسام ولا يجدون ما يدفئ أجسادهم وأطرافهم التي تتجمد من البرد، مع حرمانهم من كل وسائل التدفئة، بما فيها الماء الساخن، والذي قُطع عن الأسرى منذ أكثر من عامين.

وحذر مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى، من خطورة حقيقية على حياة الأسرى وسلامتهم في ظل البرد القارس، مع عدم توفر وسائل تدفئة بشكل نهائي داخل كافة السجون وعدم وجود الماء الساخن، وخاصة في الأيام التي تشهد منخفضات وتغيرات مناخية، وقد تكررت خلال فصل الشتاء الحالي أكثر من مرة.

وطالب ، المؤسسات الحقوقية الدولية التدخل وإلزام العدو الإسرائيلي بتطبيق القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، وإعادة برنامج الزيارات المغلق منذ أكثر من عامين، والسماح بإدخال الملابس والأغطية الشتوية للأسرى، أو السماح للمؤسسات الحقوقية والمختصة إدخال ملابس وأغطية للأسرى كما كان قبل السابع من أكتوبر 2023.