“باتان” أول معركة برية للجيش الأمريكي في الحرب العالمية الثانية
شهدت أكبر عملية استسلام في تاريخه..
السياسية:

كانت الفلبين ملكية استعمارية للإسبان بداية من عام 1521، وظلت في حيازة إسبانيا حتى عام 1898، وهو العام الذي انتصرت فيه الولايات المتحدة في الحرب الإسبانية الأمريكية.
في تلك الأثناء قاتل العديد من الفلبينيين جنباً إلى جنب مع قوات الأمريكية، معتقدين أنه عندما تنتهي الحرب، ستمنح لهم الولايات المتحدة الاستقلال، لكن لسوء حظ الفلبينيين أن ذلك لم يحدث.
انتهى الأمر بشراء الولايات المتحدة الأمريكية مستعمرة الفلبين من الإسبان كجزء من تسوية تلك الحرب، لتصبح بعدها الفلبين مستعمرة أمريكية.
بحسب موسوعة الحرب العالمية الثانية، كان هناك فلبينيون استمروا في القتال ضد الولايات المتحدة في فترة طويلة من القرن العشرين، في محاولة منهم للضغط على أمريكا من أجل الحصول على استقلالهم كدولة حرة وذات سيادة، وفي الوقت ذاته، كان هناك فلبينيون آخرون استفادوا من بعض البرامج التي أنشأتها الولايات المتحدة في مستعمرتها بالفلبين.
من بين الخدمات التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية للفلبيين الموالين لها، السماح لهم بالعمل في أمريكا، كما سمحت بتأسيس الكشافة الفلبينية في عام 1901، ومنحت الفلبينيين الفرصة للمساعدة في حماية والدفاع عن الفلبين والولايات المتحدة في المحيط الهادئ.
وقد سمح هذا أيضاً للفلبينيين بالانضمام إلى الجيش الأمريكي، وهو الأمر الذي كان يمثل مشكلة كبيرة لبعض الفلبينيين الذين رأوا أنفسهم أمريكيين وجزءًا من الولايات المتحدة، وليس مجرد مستعمرة أمريكية، وخلال عام 1920 أصبحت الكشافة الفلبينية رسمياً جزءاً من الجيش الأمريكي.

بحلول عام 1941 وقبل أن تدخل الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية رسمياً، خضع منتسبو الكشافة الفلبينية لعدد من التدريبات المكثفة للغاية وكان يُنظر إليهم على أنهم وحدة عسكرية رفيعة المستوى ومدربة تدريباً عالياً.
كانت الكشافة الفلبينية تحظى باحترام كبير في الفلبين ومن قبل الجيش الأمريكي، ما جعلها تلعب دوراً مهماً في أمن المحيط الهادئ والدفاع عنه خلال الحرب العالمية الثانية.
في يوليو/تموز 1941 تم إنشاء قوات الجيش الأمريكي في الشرق الأقصى (USAFFE)، والتي كانت تتألف غالبيتها من الفلبينيين، إذ كان عددهم في ذلك الجيش حوالي 100 ألف جندي إضافةً إلى 22 ألف جندي أمريكي.
بعد بيرل هاربر.. اليابان تغزو الفلبين انتقاماً من الأمريكيين
كان خليج مانيلا بالفلبين أحد أفضل موانئ المياه العميقة في المحيط الهادئ، وكان بالنسبة لليابانيين نقطة إمداد مثالية لغزوهم المخطط لجنوب المحيط الهادئ.
بمجرد دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية بعد معركة بيرل هاربر، تم تكليف USAFFE بالرد على اليابانيين وتأخير الهجوم الياباني عند مصب خليج مانيلا.
بعد ساعات من هجومهم في 7 ديسمبر/كانون الأول 1941، على القاعدة البحرية الأمريكية في بيرل هاربر، بدأ الجيش الياباني في شنّ هجومه على الفلبين.
بحسب الموسوعة البريطانية، شرعت الطائرات اليابانية في قصف المطارات والقواعد والموانئ وأحواض بناء السفن، ركزت القوات اليابانية على تحييد طائرات الولايات المتحدة ومطاراتها في لوزون، مع وصول فرق عمل يابانية إلى لوزون في 10 ديسمبر/كانون الأوّل.

بحلول 13 ديسمبر/كانون الأول، تم تدمير جميع طائرات القوات الجوية والبحرية التابعة للجيش الأمريكي تقريباً في الفلبين، وسحب اللواء لويس إتش بريريتون الذي كان قائداً لسلاح الجو في جيش الشرق الأقصى، قاذفاته الثقيلة المتبقية من طراز B-17 إلى داروين الأسترالية، وذلك حسب ما ورد في تقرير لـ thestrategybridge.
بعد الهجمات الأولية للجيش الياباني على خليج مانيلا، صرح الجنرال دوجلاس ماك آرثر، القائد الأعلى لجميع قوات الحلفاء في المحيط الهادئ، في برقية أرسلها إلى قيادته في واشنطن، أنه مستعد لصد قوة الغزو الرئيسية لليابان بـ 130 ألف جندي خاص به.
كان ادعاء ماك آرثر في الحقيقة واهماً، فقد كانت قواته تتكون من عشرات الآلاف من جنود الاحتياط الفلبينيين غير المدربين والمجهزين بشكل جيد، ونحو 22 ألف جندي أمريكي الذين ليس لديهم خبرة قتالية.
نجح الجيش الياباني في التغلب بسرعة على القوات الأمريكية والفلبينية، الأمر الذي دفع الجنرال ماك آرثر إلى الانسحاب إلى شبه جزيرة باتان.
معركة باتان.. النقطة السوداء في تاريخ الجيش الأمريكي
كانت شبه جزيرة باتان تشبه الإبهام على الساحل الغربي الأوسط لجزيرة لوزون، عبر الخليج من مانيلا، يبلغ طولها حوالي 48 كم وعرضها 24 كم، مع مجموعة من الجبال في المنتصف.
في 6 يناير/كانون الثاني 1942، بدأت معركة باتان، بحصار البحرية اليابانية باتان وكوريجي دور المجاورة، ما منع أي طعام أو ذخيرة أو دواء من الوصول إلى القوات الأمريكية.
كان الجنرال ماك آرثر قد خطط بشكل سيئ للانسحاب إلى جزيرة باتان وترك وراءه أطناناً من الأرز والذخيرة.
رأى الجنرال ماك آرثر أن خطته تقضي بضرورة الاحتفاظ بشبه جزيرة باتان وجزيرة كوريجي دور في الفلبين حتى تتمكن قواته البحرية من جلب التعزيزات والإمدادات من الولايات المتحدة، وبمجرد وصول تلك التعزيزات، سيهاجم الشمال من باتان، ويهزم الجيش الياباني، ويندفع قدماً إلى الجزر اليابانية وينتصر في النهاية.
لذلك كان الجنرال ماك أرثر يعد الفلبينيين بأنه سيكون هناك المزيد من القوات والطائرات والإمدادات القادمة لمساعدتهم، وما عليهم سوى الصمود.