مصطفى عامر*

- كن كبيرًا، واعرف عدوّك!
ومن خلاله ستعرف صديقك، ورفيق السلاح.
ولا تستهلك ذاتك بعدها في العداوات الصغيرة، ولهذا فقد كان سماحة السيد حسن، سلام الله عليه، بذاته أمّة.
وكان السنوار أمة، وصفي الدين واسماعيل هنية.
لأن عدوهم المركزيّ كان- دائمًا- عدوّ الأمة، ولم تصرفهم عنه العداوات الصغيرة، إلا بقدر تأثيرها على قضيتهم المركزية، وتعاملوا مع أدوات العدو بحسبانها أدواتٍ للعدو، لا أكثر.

- في القرآن فأشد أعدائك: يهود.
فاحرص حتى على قلبك، لئلا يميل فتكون بالميل منهم.
وما دام يهود على ضفة، فمكانك دائمًا الضفة المعادية.

- وإن تشفّى من تشفّى، وفي مواطن كثيرة، إلا أن الدناءة تبقى دناءة، والدناءة لا تبررها الدناءة، وكلٌّ يعمل على شاكلته، وتشابه المواقف يستتبع تشابه القلوب أحيانًا، فانتبه!

وحافظ على طهارة قلبك،
إنها المقصوفة دارك، وكل دار الأمة دارك.
وإن من يقصفها عدوّك، فقم بتوجيه السهام إليه، وقم بالتحريض ما استطعت عليه، فإن استجابوا وإلا فقد بلّغت، وبما يقتضيه التكليف.

- ثمة قاعدتان:
١- ليس عليك هداهم، أي: لا تكلف إلا نفسك!
٢- بمنأى عن توقعاتك: عليك- دائمًا- واجب البلاغ.

- هذا يعني أن عليك دائمًا إقامة الحجة، ولعلك تعرف يقينًا أن في قلوب أقوامٍ مرضٌ، ومنهم من مردوا على النفاق.
لكنهم سيسقطون في منتصف الطريق، وهذه سنة التمحيص.

"فَإِنۡ ءَامَنُواْ بِمِثۡلِ مَآ ءَامَنتُم بِهِۦ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْۖ وَّإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا هُمۡ فِي شِقَاقٖۖ فَسَيَكۡفِيكَهُمُ ٱللَّهُۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ"

*المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب
*https://x.com/mustafamer20023/status/1918495848234692625