اليمن يكتب الفصل الجديد في تاريخ الحروب الحديثة
السياســـية - تقرير || صادق سريع*
"مواجهة اليمن وأمريكا لا تمثّل مجرد صورة مُصغَّرة للصراع الجيوسياسي في المنطقة فقط، بل تُعَدّ إشارة فارقة إلى تصدّع قواعد الحرب الحديثة"، هكذا تؤكد مِنصة "شن شي" الصينية.
وقالت: "عندما تبدّدت أسطورة الطائرة المُسيَّرة "إم كيو 9 ريبر"، وحين تُضطرّ القاذفة الشبح "B-2" إلى الانسحاب، لا نشهد فقط صعود قوّة محلية، بل نتلقّى تحذيراً لحقبة كاملة".
وأضافت: "إن التفوّق التقني ليس عصاً سحرية، في حين أنّ الغطرسة والاستهانة بالخصم هما 'ثغرة التخفي الإستراتيجية' الحقيقية".
وأكدت: "في ميادين القتال المقبلة قد لا يبقى هناك مجال جوي آمن مطلق؛ وحدها الجيوش القادرة على التكيّف مع التحوّلات والابتكار المتواصل، ستتمكّن من الثبات في أتون المواجهة".
الأمر المحسوم في العقيدة العسكرية لـ"شن شي" أنّ هذه المنازلة، التي تحدث في البحر الأحمر بين قوات صنعاء والبحرية الأمريكية، تستحق من العسكرية العالمية التأمل العميق، وقد كشفت لنا فصلاً جديداً في تاريخ الحرب الحديثة.
سخرية لـ"النتيجة صفر"
بدورها، أكدت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية، في تقرير عن خسائر أمريكا في عدوانها على اليمن، أن نتيجة العدوان العسكري هي 'صفر'.
وقالت: "البنتاغون الأمريكي اعترف، بعد شهر من عدوانه على اليمن، بمحدودية تأثيره على القدرات القتالية القوات اليمنية، بينما تجاوزت التكلفة -حسب تقديرات مستقلة- 3 مليارات دولار".
وأضافت: "حاملة الطائرات الأمريكية 'ترومان' فقدت طائرة مقاتلة طراز 'إف 18' قيمتها 67 مليون دولار، بصواريخ قوات صنعاء خلال تبادل مكثف للهجمات مع بحرية واشنطن في البحر الأحمر".
المؤكد وفق "نيزافيسيمايا"، أن السقوط الثاني لطائرة 'إف 18' يمثل خسارة أخرى للولايات المتحدة في مدة قصيرة، ويسلط الضوء على حجم خسائر أمريكا في عدوانها على اليمن.
.. وقرار الاستئناف الخطأ
واعتبرت صحيفة "التلغراف"، استئناف بريطانيا عدوانها على اليمن خطأً كبيراً، حيث سبق وإن شاركت ولم تُفلح، وقد خاضت دول أخرى حروباً في اليمن على مدار السنوات الماضية، ولم يُكتب لها النصر.
وأضافت: "على بريطانيا ألا تنضم إلى العدوان المتهور الذي تشنه أمريكا على اليمن الذي يشبه أفغانستان، من يقاتل فيه يُهزم، بينما لا يزال هدف لندن غامض، فلماذا تعتدي أصلاً على اليمن؟".
وتابعت: "لسنا السعودية، التي فشلت في العدوان السابق على اليمن، وأمريكا تخوض حروباً ثم تخسر، وتنسحب في النهاية، فلماذا على بريطانيا أن تتورط مجدداً في اليمن بلا خطة واضحة؟".
السؤال، الذي طرحته وأجابت عليه "التلغراف" وهي من الصحف الأكثر انتشارا في بريطانيا وأوروبا والقارة الأمريكية، هو: هل يمكن للولايات المتحدة هزيمة اليمنيين بطريقة واقعية ومستدامة؟ نظرياً ربما، عملياً لا".
وتواصل الولايات المتحدة عدوانها الجوي على مناطق حكومة صنعاء لليوم الـ50، مُنذ 15 مارس الفائت، بأكثر من ألف و500 غارة جوية، أدت إلى استشهاد أكثر من 250 مدنياً، وإصابة أكثر من 600 آخرين.
.. وتكرار الهزيمة المؤلمة
وشبّهت مجلة "ريزون" المتخصصة في اخبار السياسة، والتكنولوجيا، حادثة سقوط المقاتلة 'إف 18' في البحر الأحمر بمشاهد انسحاب القوات الأمريكية من حرب فيتنام عام 1975، حين أُجبرت على إلقاء طائراتها في البحر أثناء الهروب من 'سايغون'، في دلالة على الإحراج العسكري.
وقالت: "إن استمرار العدوان في اليمن قد يؤدي إلى مشاكل عملياتية حقيقية تؤثر على جاهزية البحرية الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
وأضافت: "بحرية أمريكا استنفدت، خلال الليلة الأولى من الغارات على اليمن في يناير 2024، ما يعادل إنتاج عام كامل من صواريخ توماهوك".
جبهة إسناد غزة
وأعلنت قوات صنعاء، في نوفمبر 2023، إسنادها العسكري لغزة ضد العدوان الصهيوني بإطلاق الهجمات بالصواريخ والمسيّرات في البحر الأحمر، واستهدفت أكثر من 240 قِطعة بحريَّة تجارية وحربية للعدو الأمريكي والبريطاني و"الإسرائيلي"، وأطلقت أكثر من 1200 صاروخا ومسيّرة إلى عُمق الكيان.
وأسقطت 26 طائرة أمريكية نوع "إم كيو 9' فوق أجواء اليمن؛ 22 طائرة في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس"، المساندة لغزة بفضل تأييد الله سبحانه وتعالى، وأربع أثناء العدوان الأمريكي - السعودي، الذي استمر 8 سنوات، مُنذ مارس 2015.