هكذا يقول اليمنيون للعالم: عصر الهيمنة انتهى!
السياســـية: تقرير || صادق سريع*
"من قال إن اليمنيين لا يكتبون الجغرافيا السياسية الجديدة!؟ الجيش اليمني لا يكتفي بإرسال التحية لـ'إسرائيل'، بل يقول للعالم أجمع: إن عصر الهيمنة الأحادية انتهى"، هكذا أستهل موقع dzen.ru الروسي، سرد تحليله العسكري.
وقال: "تُذكرنا التصريحات الأخيرة للناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، بالبيانات الجيوسياسية أكثر من التقارير العسكرية، فهو يُبلغ بهدوء عن الهجوم الأسرع من الصوت بصاروخ 'فلسطين2' على مطار اللد الإسرائيلي، وعن طائرات مُسيّرة تُحلق فوق يافا وعسقلان وأم الرشراش المحتلات، كل هذا بأسلوب لاعب واثق، لا ثائر يائس".
قوة لا يستطيع ترامب كسرها
ورداً على اتهام اليمن بـ"نشر عدم الاستقرار"، أضاف العميد سريع دون أن يغيّر موقفه: "سنتحرّك حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة".
وفق القاموس الحربي لخبراء الموقع الروس؛ هذا الموقف البسيط تحديداً لليمن يجعل اليمنيين قوةً أخلاقيةً جبارة في عالم تُقايض فيه القوى العظمى 'الإنسانية' ببرميل، يتصرف اليمن، على نحو مُتناقض، بثبات.
وأكد: "اليمنيون مُسلحون بإرادة لا يستطيع ترامب وبايدن ولا شرق أوسط موحد كسرها، يُركّعون التجارة الدولية، ويضربون المراكز الإسرائيلية، ويُسقطون أسطورة الحصانة الغربية".
تعيد صياغة النظام العالمي
وقال: "عندما ينفق الغرب المتطور تقنياً مليارات الدولارات على الدفاع الصاروخي، ويُطلق اليمنيون من صنعاء صواريخ تفوق سرعة الصوت على أهدافهم، لم يعد هذا مجرد عمل عسكري، بل هو إعادة صياغة للنظام العالمي".
وأضاف: "العالم، الذي اعتاد على مقولة 'اليمن فقر وفوضى'، يواجه فجأة واقعاً مختلفاً: اليمن مركز إستراتيجي وصوت منطقة لم تعد صامتة".
..وتمتلك أسلحة تفوق سرعة الصوت
وتابع: "لقد تغيّرت اللعبة، منذ نوفمبر 2023 شلّ اليمنيون حركة الملاحة في البحر الأحمر، معلنين فرض حصارٍ إسناداً لغزة ودعماً للفلسطينيين".
وأكد إن اليمنيين الذين بدأوا بالرشاشات والأقدام الحافية، الآن يمتلكون أسلحة وصواريخ باليستية تفوق سرعة الصوت، وطائرات مُسيّرة متطورة، ويفرضون حصاراً إستراتيجياً عالمياً.
..ومثيرة للدهشة بشكل مذهل
وهكذا يصف ردود فعل الغرب: "بينما تتخبط وسائل الإعلام الأوروبية في كيفية تأثير ضربة يمنية أخرى على إمدادات النفط وإحداث سلسلة من ردود الفعل في السوق، تزم بروكسل وواشنطن شفتيهما، فحتى الرئيس دونالد ترامب، الذي سعى يوماً ما إلى إكليل الغار من أجل 'السلام في الشرق الأوسط'، مُجبر الآن على مشاهدة لاعبين جدد يُعيدون رسم خريطة المنطقة".
وماذا أيضاً؟ "لقد أثبت اليمنيون مراراً وتكراراً أنهم ليسوا مجرد جماعة إقليمية متمردة، بل قوة ذات دوافع سياسية وإستراتيجية واضحة، مدعومة، على نحوٍ مثير للدهشة، بضربات فعّالة ومستوى مذهل من الإتقان التكنولوجي".
..وقد بات البحر الأحمر ميدانها
وزاد: "لقد أصبحت ضربات مسيّراتهم وصواريخهم الأسرع من الصوت سِمتهم المميّزة، والبحر الأحمر ميدانهم، حيث لم يتمكن أحد بعد من إزاحتهم عن عرش المقاومة".
وتساءل إذا كان اليمنيون يُهابون سابقاً، فقد بدأوا يحظون بالاحترام، وهذا أشد خطورة على من اعتادوا اعتبار أنفسهم صانعي السلام الوحيدين.
وهكذا أنهى التحليل العسكري: "المتمردون اليمنيون، كما وصفهم المحللون في ساحة انتظار وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) باستخفاف، يضربون في أكثر الأماكن إيلاماً: اللوجستيات، والتجارة الدولية، وقلق 'إسرائيل' - والأهم من ذلك، سمعة الولايات المتحدة".
..ولا تزال تستمر في فرض الحصار
ويواصل اليمن فرض الحظر الجوي والبحري على "إسرائيل"، بإطلاق الصواريخ والمسيّرات على مطار اللد الدولي وميناء حيفا الرئيسي إسناداً لغزة، في ظل استمرار الحصار البحري المفروض على سفنها في البحر الأحمر، الذي أدى إلى إغلاق ميناء أم الرشراش بشكل كامل.
وقد أطلقت القوات المسلحة - بفضل الله وتأييده - أكثر من 1,240 صاروخاً ومسيّرة إلى عمق الكيان، واستهدفت، منذ نوفمبر 2023، أكثر من 240 قِطعة بحرية تجارية وحربية تابعة للعدو الأمريكي والبريطاني و"الإسرائيلي"، في بحار الأحمر والعربي والمحيط الهندي.
وأسقطت ثلاث طائرات من نوع "F-18" تابعة لحاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" في معارك البحر الأحمر، و26 طائرة أمريكية من طراز "MQ-9" في أجواء اليمن؛ 22 طائرة منها في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس" نصرةً لغزة، وأربع خلال العدوان الأمريكي - السعودي الذي بدأ في 26 مارس 2015 واستمر ثماني سنوات.