الكابوس اليمني يتفاقم .. قراءة في الزخم لمقاربة ماذا قالت المفاجآت
السياسية || علي جاحز*
اثناء المتابعة والتأمل في ما أفصح عنهما البيانان اللذان القاهما العميد سريع اليوم وما سبقهما وما تلاهما من تصريحات له، وما اتى بعدهما من انباء ومؤشرات على ان العمليات مستمرة، وأيضا الضجة والتداعيات التي احدثتها العمليات في البحر وفي عمق الكيان وفي الأجواء اليمنية، وجدت نفسي استسلم للكتابة عن مقاربة ممتعة لدلالات عودة الزخم العملياتي اليمني المساند لغزة بوجه العدو الصهيوني وتأثيرها على معادلة الردع وما يمكن ان يبنى عليها مستقبلا، ولخصت مقاربتي في النقاط التالية:
- استمرارية التحرك الجهادي اليمني بهذه الوتيرة العالية والمتسارعة، تؤكد جدية ما أكد عليه السيد القائد في خطاب كربلاء أمس عن الثبات على النهج القرآني كمنهج ومسار عملي في اليمن لا يمكن الحياد عنه، ويفترض ان يبنى على هذا أي تناول لما قد يأتي.
- انتقال الفعل اليمني تقنيا وتكتيكيا إلى مستوى أعلى في وقت قياسي يثبت الاستمرارية تلك في التحرك المذكور آنفا ويؤكد جدوائيتها وفاعليتها.
- قدرة وجرأة اليمن على المبادرة بضرب واستهداف العدو بزخم عملياتي من حيث الحجم وتعدد الأهداف ونوعية السلاح حيث تفذ اليمن في يوم ما قد يعادل عمليات شهر سابق، هذا اربك العدو وارعبه وجعله يقف في مربع رد الفعل ويفسر اقدامه الانفعالي على العدوان على اليمن.
- تفاجأ العدو باليقظة اليمنية العالية في مراقبة البحر، وهذا تجلى في ضرب واغراق سفينة غامرت وتجاوزت الخطوط الحمراء، في وقت ربما كان العدو يعتقد ان الحظر انتهى أو انه لم يعد فاعلا كأولوية. وربما تم ضرب سفينة أخرى اثناء كتابة هذا.
- المفاجأة الكبرى والتي لم تفاجئ الكيان الصهيوني وحسب بل فاجأت كل من يقف خلفه ومعه والمراقبين على حد سواء، وهي نجاح اليمن في تطوير سلاح ردع ومنع كفؤ، حيث كشف اليمن امس عمليا عن امتلاكه منظومة دفاعات جوية قوية مكنته من التصدي الفاعل للطائرات المعادية بـ"صواريخ ارض- جو" محلية الصنع واجبارها على المغادرة دون ان تتمكن من التوغل في الأجواء اليمنية لتنفيذ ما كلفت به.
- امتلاك اليمن قدرات دفاعية جوية -مهما كان حجمها ومستواها التقني- أحدث زلزالا واسعا في الأوساط السياسية والعسكرية: أولاً باعتباره متغيرا استراتيجيا لم يكن في الحسبان ولا يسمح به أساسا في ادبيات تعاطي العدو الصهيوني وخلفه الأمريكي مع دول المنطقة.
وثانياً لان العدو ومن يقف معه والمراقبين يعرفون ان اليمن الذي دشن اليوم مسار تطوير دفاعاته الجوية لن يتوقف عند هذا المستوى بل سيواصل التطوير بنفس الكفاءة التي عرفها العالم ولمسها في مجال تطوير منظومات الصواريخ والمسيرات.
- تحصين الأجواء اليمنية من الهجمات الجوية المعادية يعتبر كابوسا مرعبا للكيان الصهيوني ويضرب مخططاته ويضيف تهديدا وجوديا جديدا له.
- هذا المتغير الذي صنعه التطور العسكري اليمني من حيث الردع والمبادرة والجرأة والإمكانات وتطورها تقنيا وتكتيكيا، قد يرى فيه العدو الصهيوني قبل الرفيق المقاوم في غزة ضمانا لأي اتفاق تهدئة في غزة، فالعدو سيفكر مليا في ما يمكن ان يفعله اليمن في حال نقض الاتفاق، وما قد ينجزه ويمتلكه من تقنيات وإمكانات خلال فترة الهدنة، خاصة وقد رأى التطور الذي اظهره الأداء اليمني بعد نقض الهدنة السابقة، وجاء تصريح الرئيس المشاط الليلة ليؤكد ذلك حيث خاطب المقاومة في غزة قائلا: فاوضوا مرفوعي الرؤوس فنحن معكم وكل مقدرات شعبنا سند لكم .
- أخيرا لعل تأثير هذه التطورات والمفاجآت التي يبدو انها مستمرة حتى لحظة كتابة هذا الملخص، لا يقتصر على المعركة القائمة ومحورها العدوان الصهيوني على غزة، وانما سيمتد ليخلط أوراقا عدة على طاولة المؤامرات المتعددة على اليمن ومستقبله وربما على المنطقة، فالتحرك اليمني الذي تتوالى مفاعيله في امتلاك القدرات العسكرية الاستراتيجية بوتيرة أعلى بكثير من تحرك الأطراف المتربصة.. كل هذا من شأنه ان يعيد طموحات البعض في احداث انجاز، إلى نقطة الصفر.
والله غالب على امره
*المقال يعبر عن رأي الكاتب
- رابط التغريدة :
https://x.com/ALIz1975m/status/1942282773709963371