عدنان السقاف*


في ظل التهديدات والتصعيد العدواني لكيان العدوّ الإسرائيلي ضد اليمن، تبرز الجبهة الإعلامية كواحدة من أهم الجبهات المساندة والداعمة لجبهات المواجهة العسكرية والسياسية، حَيثُ تقع على عاتق الإعلام الوطني مسؤولية حاسمة في حشد الرأي العام، وتعزيز الصمود الشعبي، وبناء الحصانة الوطنية في مواجهة الحرب النفسية والدعايات المغرضة.

لقد أثبتت التجارب أن المعركة الإعلامية لا تقل شأنًا عن المعركة في ميادين القتال، بل إنها تمثل سلاحًا استراتيجيًّا يخترق الحواجز، ويزرع الوعي، ويعزز القناعة والثبات في صفوف الجماهير.

إن الإعلام الوطني مطالَبٌ بعد العدوان الصهيوني المتكرّر على بلادنا بأن يكون قويًّا، صامدًا، وموحَّدًا، يتسم بالوعي العميق ويقف في طليعة المواجهة، بروح جهادية معنوية لا تنكسر أمام التضليل الإعلامي أَو ضغط الشائعات والدعاية المسمومة، كما أن الدور التعبوي للإعلاميين في هذه المرحلة هو دور مفصلي، فهم مطالَبون بـضبط الإيقاع الإعلامي ومنع أية حالة ارتباك أَو تهويل أَو تضليل قد يستغلها العدوّ لزعزعة الجبهة الداخلية.

كما أن الإعلاميين مطالَبون بمواجهة الحرب النفسية للعدو من خلال كشف أهدافها وأساليبها، وتفنيد محتواها، وفضح تناقضاتها، ومطالَبون كذلك بتعزيز الوَحدة الوطنية في مواجهة العدوان، وإبراز تلاحم الجبهة الداخلية، والاصطفاف الشعبي والسياسي حول القيادة والموقف الواحد.

رفع الروح المعنوية للشعب اليمني من خلال إبراز بطولات المجاهدين وصمود الشعب وتضحياته، وتحويل التهديد إلى فرصة لتعزيز الجاهزية والتعبئة العامة، من أهم الأدوار التي ينبغي على الإعلاميين القيام بها خلال المرحلة الراهنة، إضافة إلى توظيف كافة الوسائل والمنصات الإعلامية بشكل منسق وفعال، لتصل الرسالة الوطنية إلى كُـلّ بيت، وتواجه إعلام العدوّ بلغته وأُسلُـوبه ووسائله.

إن المعركة الإعلامية تستلزم أن يكون الإعلامُ اليمني قرآنيًّا، واعيًا، وجهاديًّا في مضمونه وأُسلُـوبه، مبادرًا في مواقفه، ثابتًا في رسالته، لا يُستدرج إلى ردود الأفعال ولا يُخدع بالشائعات، بل يسير وفق رؤية واضحة ومشروع نضالي جامع.

ختامًا، فَــإنَّ الإعلاميين اليوم هم جنود في ميدان الكلمة والموقف، وسلاحهم هو الوعي والبصيرة، وواجبهم أن يكونوا عند مستوى المرحلة والتحدي، في معركة تتطلَّبُ من الجميع الثبات والثقةَ بالنصر؛ لأَنَّ العدوَّ مهما تعاظمت تهديداته فلن يستطيع أن يهزم شعبًا متماسكًا واعيًا، وجبهة إعلامية لا تنكسر.

* المقال يعبر عن رأي الكاتب
* المسيرة نت