النظام السعودي عدو لكل اليمنيين
السياسية || محمد محسن الجوهري*
ليس هناك يمني لم يتضرر من مؤامرات النظام السعودي، سواءً كان من أبناء الشمال أو الجنوب، ويكفي أن المملكة لا تحترم حتى أدواتها، وتبالغ في إهانتهم وحتى تصفيتهم جسديًا رغم ما قدموه لها من خدمات على حساب وطنهم وأمنه القومي. ولعل مصير عفاش يستحق التأمل أكثر من غيره، فالرجل (عفاش) خان أشرف رئيس حكم اليمن بعد ثورة 26 سبتمبر (الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي)، وشارك في اغتياله خدمةً للسعودية. وخلال فترة حكمه جعل اليمن من أفقر دول العالم وجردها من جميع عوامل القوة، وكان مصيره أن يحرق عملاؤها في يونيو 2011 بعد أن رفض التوقيع على المبادرة الخليجية التي قدمتها الرياض، وأجبرت بموجبها على التخلي عن الحكم.
ولا يختلف الأمر كثيرًا عن سائر عملائها، فالجنرال العجوز، الرجل الثاني في نظام صالح وشريكه في العمالة لآل سعود، لم يسلم هو الآخر من دسائسهم، وها هو يقضي أيامه الأخيرة تحت الإقامة الجبرية في المملكة بعد ما أمضى سنوات حياته في خدمتها، وكان الأولى أن يكافأ، لكن الخيانة لا ثمن لها إلا الذلة.
وكذلك الحال لحزب الإصلاح الذي تأسس بتمويلٍ سعودي بغرض خدمة المشاريع السعودية في اليمن، ويجاهر بذلك حتى في بيانه التأسيسي، لكن أنصار الحزب لم يسلموا من القتل والقصف، وتلقى مقاتلوه ضربات موجعة من الطيران السعودي لا تقل ألمًا عن تلك الموجهة للمدنيين في بيوتهم. ويكفي أن المملكة تسوقه اليوم إلى حتفه بعد أن جرته للتعامل المباشر مع الكيان الصهيوني، وباتت قيادته تجاهر بالتصهين، وفي ذلك انتحارٌ أخلاقي في أوساط الشعب اليمني الحر الرافض للخنوع والمشاريع المؤيدة لـ"إسرائيل".
وكم سمعنا على وسائل الإعلام من رسائل تذمر لقيادات ووزراء في حكومة المرتزقة تشكي حالهم وما يتعرضون له من إهانات من قبل موظفي البلاط السعودي، ولعل عبدالعزيز جباري يمثل عينة على حجم الانتهاكات السعودية بحق أدواتها من الداخل اليمني.
أضف إلى ذلك أن العداء السعودي لكل اليمنيين واضح وصريح منذ تأسيس دولتهم بدعم الإنجليز ورعايتهم، فقد أوكلوا إلى مؤسسهم الأول عبدالعزيز آل سعود مهمة تدمير اليمن وحصره من القيام بواجبه المقدس تجاه الأمة الإسلامية، وبالفعل فقد انبرى لبن سعود وجميع أولاده في محاربة كل ما هو يمني وعلى الأصعدة كافة، لدرجة أنهم جعلوا من الانتساب لليمن جريمة وعار حتى على اليمنيين من أبناء المناطق المحتلة في نجران وجيزان وعسير. أما عن الانتهاكات للوافدين، فأكثر من أن تحصى، وما نراه على مواقع التواصل الاجتماعي لعمال يمنيين في المملكة يشهد بقلح النظام وبعده عن كل المبادئ والأخلاق الإسلامية والإنسانية.
لقد أثبتت الأيام أن ذلك العداء هو ثمن بقاؤهم في السلطة بعد أن منحهم الإنجليز الحق في ذلك مقابل التنازل عن كل الثوابت الإسلامية وأولها القدس الشريف، وموقف السعودية من الهجمات اليمنية على الكيان يؤكد هذه الحقيقة فهم مع أعداء الأمة في كل المواقف وضد كل ما هو حر وشريف في عالمنا العربي، ومع ذلك سيظل اليمنيون صامدين، محافظين على هويتهم وكرامتهم، متحدين في وجه الغزاة والعملاء، مؤمنين بأن الحرية والاستقلال لا يأتيان إلا بالصبر والثبات، وأن الله لا يترك أمة من المستضعفين بلا نصير.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب

