السياســـية : تقرير || صادق سريع*

"وفاءً لدماء الشهداء.. التعبئة والجهوزية العالية"، تحت هذا الشعار، يحتشد اليمنيون يومياً بالمناطق الحُرة، في الوقفات القبلية والنكف القبلي والنفير العام المسلح، ضمن نشاط جيش الاحتياط الوطني لصد أي تهديد يستهدف اليمن.

كان تأريخ 26 مارس 2015، ليلة الهجوم الغادر بأطنان من القنابل المحرمة لطائرات تحالف العدوان العربي -العِبري -الغربي بقيادة السعودية، نقطة انطلاق أبناء القبائل اليمنية في حشود فعاليات التعبئة العامة لحماية الوطن ضد العدوان السافر الذي انتهك سيادة اليمن وقتل أبناء شعبه.

وعلى ذلك المسار الثوري، يواصل اليمنيون تنظيم الفعاليات واللقاءات الشعبية الجماهرية التعبوية في الساحات والميادين العامة والجامعات ومراكز المديريات والقرى بشكل يومي، في إطار الإسناد الشعبي والعسكري لليمن وغزة، حتى أصبح رجال القبائل اليمنية يقفون في خط الدفاع الأول عن الوطن ضد المؤامرات الصهيو - غربية على اليمن وعلى المنطقة.

في عاصمة العروبة صنعاء، والمحافظات اليمنية الحُرة؛ من محافظة صنعاء، إلى الحديدة، تعز، إب، ذمار، صعدة، عمران، البيضاء، المحويت، الضالع، ريمة، لحج، حجة، مأرب، والجوف، الكل يرفع ويهتف بشعار "وفاءً لدماء الشهداء.. الجهوزية عالية"، كواجب وطني مقدّس للدفاع عن الوطن.

"التعبئة واليقظة العالية والوعي المجتمعي وتعزيز الجبهة الداخلية"، في قاموس اليمني الحُر، مفاهيم وطنية مقدّسة ترتبط بتاريخ النضال ضد مؤامرات الاستعمار والاحتلال والتطبيع، وأي عدوان خارجي يمسّ سيادة اليمن، على مبدأ "الوفاء لدماء الشهداء عهدٌ لا يسقط بالتقادم".

في أعراف قبائل اليمن، تعد مصطلحات الإسناد والنصرة إرثاً حضارياً متجذراً منذ الأزل في تاريخ الإنسان اليمني والثقافة اليمنية، ومن أصول يمانية، وقد أثبت اليمنيون ذلك بمواقف التضامن والنصرة بالأمس واليوم في الدفاع عن قضية الأمة "قضية فلسطين" ومظلومية شعبها، وإسناد أهل غزة، بدوافع أخوية وإنسانية وأخلاقية بحتة.

ويشكّل الحراك الشعبي في الوقفات المسلحة في فكر قائد الثورة، السيد عبدالملك الحوثي، الدعامة الجوهرية لمعادلة الصمود وإسناد جبهة المقاومة اليمنية في الصراع الوجودي ضد العدو، ومواجهة الحصار والعدوان.

وكل يوم تحتشد خلف هذا العنوان العريض "اليمن وغزة"، قبائل اليمن، كقوة شعبية مسلّحة موثقة بالاسم في سجلات جيش الاحتياط الوطني كجدار نارٍ في مهمة الحارس الأمين لتعزيز روح المقاومة المسلحة والدفاع عن الوطن.

في فضاء الوقفات المسلحة الرافضة لدعوات زعزعة الأمن الداخلي وشق الصف الوطني، يتردد صدى عبارة "البراءة من العملاء"، رداً على مواقف المرتزقة الذين ارتموا في أحضان العدو، للمتاجرة في قضايا الوطن والمساومة على قوت ملايين اليمنيين في ظل الحصار.

تؤكد رسائل الحشود المسلحة، في أكثر من نصف مليون فعالية وأكثر من مليون و113 ألف متدرّب؛ أن الصمود وتعزيز الوعي المجتمعي والثوري والتلاحم الوطني والاجتماعي هي صمامات أمان تماسك الجبهة الداخلية وضمان استعادة الحقوق المسلوبة، وبناء اليمن الجديد.

خلاصة الكلام: لم تعد الفعاليات المليونية الثورية والإسنادية في اليمن مجرد كلمات أو بيانات نارية، أو محطات تعبئة للأحرار بطاقات هائلة، بل تحوّلت إلى طوفانات بشرية غيرّت شكل المشهد العسكري والاجتماعي وقوة الردع، وقلبت موازين القوى في الدّاخل والمنطقة.