السياســـية: تقرير || صادق سريع
لم تمضِ بضعة أشهر على معركة إسناد غزة منذ اتفاق قف إطلاق النار، ها هو اليمن يعلن عن موقفه الثابت والصريح لمساندة الصومال الشقيق بإعلان الحرب ضد العدو 'الإسرائيلي'، على خلفية اعترافه بإنفصال إقليم "صوماليالند"، كدولة ذات سيادة، في انتهاك صارخ للمواثيق الدولية والإنسانية.
وقال قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي: "نؤكد موقف اليمن الثابت مع الشعب الصومالي الشقيق ضد العدوّ 'الإسرائيلي'، وسنتخذ كافة الإجراءات للوقوف إلى جانبه، واعتبار أي تواجد 'إسرائيلي' في إقليم 'أرض الصومال'، هدفاً عسكرياً لقواتنا المسلحة".
وأضاف: "إن اعتراف 'إسرائيل' بما يسمى 'أرض الصومال' هو عدوان 'إسرائيلي' على الصومال وعلى اليمن، يهدد أمن المنطقة، ولن نقبل أن يتحول جزءٌ من الصومال إلى موطئ قدم للعدو 'الإسرائيلي' على حساب استقلال وسيادة الصومال وأمن الشعب الصومالي والمنطقة والبحر الأحمر".
وتابع: "إن إعلان العدوّ 'الإسرائيلي' باطل لا قيمة له في ميزان الحق ولا القانون، وهو عدوان بأهداف عدوانية وبرنامج عدائي، من جهة مغتصِبة لا تملك المشروعية لنفسها، فكيف بما تعترف به للآخرين".
واعتبر، في بيانه التضامني، يوم الأحد 28 ديسمبر الجاري، ونشر على موقع وكالة "سبأ"، أن اعتراف "إسرائيل" بإقليم "أرض الصومال" ككيان منفصل موقف عدائي يستهدف الصومال ومحيطه الإفريقي واليمن ودول منطقة البحر الأحمر.
ودعا القائد الحوثي كل الدول المطلة على البحر الأحمر، والدول العربية والإسلامية، إلى اتخاذ خطوات عملية وجادة لوقف انتهاكات 'إسرائيل' لسيادة الصومال ضمن خطة استعمارية تهدف لتفتيت دول المنطقة من أجل إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد.
هكذا علّق "الموساد" الإسرائيلي
وفي خطوة تعكس المخاوف الصهيونية من تهديد رسائل السيد الحوثي، نشر موقع "الموساد" 'الإسرائيلي' صورة القائد الحوثي على حسابه الرسمي على منصة "X"، معلقاً: "هذا هو تهديد زعيم 'أنصار الله': إن اعتراف العدو الإسرائيلي بإقليم 'صوماليالند' خطوة عدوانية، وأن أي وجود "إسرائيلي" في الإقليم سيكون هدفاً عسكرياً مشروعاً للقوات اليمنية".
واعتبرت وسائل الإعلام العبرية في القناة "12" وصحيفة "يديعوت أحرنوت" كل ما ورد في بيان السيد الحوثي تحذيراً يمنياً صريحاً يضع حداً لأطماع "إسرائيل" في القرن الإفريقي والبحر الأحمر والمنطقة بشكل عام.
وأكدت أن اعتراف "إسرائيل" بما يسمى "أرض الصومال" سيعزز العمق الإستراتيجي للكيان ويمنح قواته الجوية خيارات عملياتية أفضل في مواجهة القوات اليمنية، لكن الخطوة محفوفة بالمخاطر وقد تعيد التصعيد العسكري والمواجهة العسكرية في المنطقة.
ونقلت عن مسؤولين صهاينة ارتباط أهداف الاعتراف 'الإسرائيلي' بالإقليم الصومالي الانفصالي بالأحداث الجارية في المناطق الجنوبية والشرقية اليمنية المحتلة، التي تفتعلها مليشيات الاحتلال السعودي والإماراتي.
ونقلت هيئة البث 'الإسرائيلية' قولهم: "نأمل من مليشيا المجلس الانتقالي في جنوب اليمن أن تعلن عن الدولة التالية التي تحصل على اعتراف من 'إسرائيل' بعد 'أرض الصومال'".
لماذا إقليم "صوماليالند"؟
وأقرت صحيفة "جيروزاليم بوست" بأن هدف اعتراف "إسرائيل" في 26 ديسمبر 2025، بإقليم "صوماليلاند" يعود إلى موقعه الإستراتيجي الواقع على نقطة التقاء الممرات الدولية ويتحكم بطرق التجارة العالمية في البحر الأحمر وخليج عدن ومضيق باب المندب.
وقالت: "إن الاعتراف بإقليم 'صوماليالاند' يمثل رؤية إستراتيجية مشتركة بين كيان 'إسرائيل' والإمارات، التي تستثمر في ميناء 'بورت لاند' الصومالي الإستراتيجي وتدعم مليشيا الانتقالي في جنوب اليمن، لكسب دول جديدة مطبعة بالمنطقة".
وأضافت: "إن صمود اليمنيين وعدم تأثر قدراتهم في معركة البحر الأحمر بحملات العدوان الأمريكي والإسرائيلي والسعودي والإماراتي، يحد من المبالغة بالقيمة الاستراتيجية للإقليم الصومالي الانفصالي ومينائه".
خلاصة ما كشفته قناة "14"، أن اعتراف "إسرائيل" بما تسمى دولة "أرض الصومال"، مقابل موافقة الانفصاليين الصوماليين باستقبال جزء من سكان غزة وفق مخطط التهجير الصهيو - أمريكي، بالإضافة إلى إنشاء قاعدة عسكرية إسرائيلية لمواجهة اليمنيين في محاولة لكبح تهديداتهم على خلفية إسنادهم لغزة على مدى عامين.