على مشارف محافظة مأرب!
بعد سيطرتهُم على الجوف والبيضاء أنصار الله “الحوثيين” على مشارف محافظة مأرب! بينما التحالف السعودي يُبدي الخوف والقلق !! وهل ستفشل ”مبادرة مأرب” الذي أطلقها زعيم أنصار الله “الحوثيين” للمبعوث الأممي بخصوص وقف الهجوم على محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز؟
أحمد عبدالله الرازحي*
تبرُز العمليات العسكرية لأنصار الله الحوثيين للواجهه وباتت في تقدم مستمر وتوسع لافت،وبينما تنكمش المساحة التي يسيطر عليها التحالف السعودي وتتبدد أثر تقدم الجماعة وقتالهم الشرس والكفاح المتزايد والتطور العسكري التكتيكي الذي يُبديه الجناح العسكري الحوثي على أرض الواقع.
يُنفذ أنصار الله الحوثيين هجمات كاسحة وعمليات عسكرية لم يسبق أن حصلت مثلها في تاريخ الحروب والعمليات العسكرية، سواءً من الناحية الجغرافية التي يسيطرون عليها ومن ناحية التكتيك العسكري إلى التنفيذ وصولاً للإنتهاء والسيطرة في زمن بسيط يُعد بالساعات والأيام ولايكاد يُقارن بالعمليات العسكرية التي يُطلقها التحالف السعودي ويستغرق سنوات لتحقيقها بكل مايمتلك من مرتزقة وعتاد عسكري ضخم وجبار والحقيقة المرّه أنهُ لايحقق شيئاً على أرض الواقع بل وصل الحال إلى عمليات عسكرية لصنعاء يُسيطروا فيها على ما حققه التحالف السعودي خلال أكثر من 5 سنوات.
وهنا يُدرك كل من يراقب الحرب على اليمن الذي بدأتهُ السعودية وبتحالف دولي في 26مارس 2015 أنهُ لم يحقق شيء يذكر، بل ضاعف معاناة اليمنيين وأوصل اليمن إلى أزمة إنسانية هي الأولى عالمياً كما صنفتها الأمم المتحدة، وأصبح تحالف عبثي يقتل ويشرد ويجوع اليمنيين ويحاصرهم دون رادع أممي وبدون أي تأنيب إنساني، وهنا لسنا في وارد التحدث عن المأساة اليمنية الذي أوصلها التحالف السعودي إليه فله من يتحدث عنه،بل عن قوة جناح الحوثيين العسكري و ماسيطر عليه أنصارالله الحوثيين من مناطق واسعة ومحافظات خلال فترات زمنية قليله..
عمليات عسكرية خاطفه ينفذها الجناح العسكري لأانصار الله “الحوثيين” ففي ثلاثة أيام فقط أستولوا فيها على محافظة الجوف شمال اليمن والواقعة مع حدود السعودية والغنية بالثروات النفطية التي لم تجلب لليمن وأهالي المنطقة سواء الحرب المستمر بسبب النفوذ السعودي الذي يريد إبقاءه على المنطقة واليمن عموماً تحت سيطرته وتصرفه ويستجلب القوة العسكرية ويفرض نفسه واقعاً تحت رحمة غارات الطائرات والمدرعات والجانب الآخر حركة أنصارالله “الحوثييين” الذين يريدون قطع اليد السعودية وتدخلاتها في اليمن ويبدون في سبيل ذلك القتال الشرس والكفاح والنضال الغير عادي فعندما تكون الحرب بين طرفين طرف يملك القوة العسكرية والمال والمرتزقة وطرف يمتلك القضية العادلة وحتمية تحديد المصير وارادة قوية يبذل في سبيلها المُهج والارواح ويعتبرها رخيصة في سبيل نجاح القضية وتحقيق الاستقلال هنا تنتصر الإرادة والقضية ولو أفتقرت إلى بعض المقومات العسكرية بالتالي تنتصر لأنها قضية عادلة ومشروع مستمر وتستمر الأجيال للكفاح بغية تحقيقها وفعلاً هذا ما أثبته الواقع وكانت محافظة الجوف ومحافظة البيضاء خير شاهدان قدمهُما “الحوثيين” فسيطروا على الجوف وهي المحافظة الأكثر مساحة بعد محافظة حضرموت، واستحكم الجماعة عليها في وقت قصير وعملية عسكرية تسجل في سجل انتصارات الجماعة وما أكثرها.
يذهب الحوثيين إلى ماهو أبعد محافظة البيضاء التي كانت وكر للقاعدة ومنها أرسلت القاعدة العديد من الانتحاريين لقتل الأبرياء والمساكين.
فالبيضاء كانت مهمة الجناح العسكري للجماعة فأعدوا لها العدة ونفذو الخطة من عدة محاور عسكرية يعلمها القادة العسكريون المُنفذون ويعلنوا عن تحرير البيضاء وكأن الحوثيين يريدون وضع مخطط عسكري رهيب حيث يتيح لهم الهجوم مؤخراً على محافظة مأرب من عدة يسهُل عليهم عملية مأرب، والذي وضع قائد أنصار الله الحوثيين مبادرة وأسماها “مبادرة مأرب” وهي مشكلة من تسع نقاط وشروط تمز تقديم المبادرة للمبعوث الأممي الخاص باليمن مارتن غريفيث، الجدير بالذكر أن انصار الله الحوثيين قدموا أكثر من 11 مبادرة ولم تتلقى القبول من طرف التحالف السعودي وأستمر التعنت وقوبلت على أنها قُدمت من الضعف الحوثي وبالتالي لم ينتج منها شي.
فاليوم يتضح للمراقب للأحداث أن الحوثيين باتوا الطرف الحريص على إيجاد حل وتسوية سياسية بالمفاوضات بعيداً عن أصوات الطائرات السعودية وصوت إطلاق الصواريخ الحوثية ولكن التحالف السعودي ومن خلفهِ الأمم المتحدة لايريدون التسوية السياسية من بداية الحرب، الملاحظ أن اليوم يوجد مؤشرات تبعث بالأمل وتوحي برغبة التحالف السعودي بالعودة للمفاوضات بعد الفشل العسكري لسنوات وما ملف الأسرى الذي تم الاتفاق عليه في سويسرا وبحث الإفراج عن أكثر من الف أسير ونُفذ بالفعل بين تاريخ15 _17 أكتوبر الجاري.
وبينما نلحظ تقليل أنصار الله الحوثيين الهجمات الصاروخية على السعودية، وافرج التحالف السعودي عن بعض السفن التي تحمل المشتقات النفطية المحتجزة لأكثر من نصف عام، فكل هذه مؤشرات إيجابية لايقاف العدوان ورفع الحصار وهل ستنتهي معاناة اليمنيين قريباً هذا مالا نؤكدهُ بل سيثبت هذا العودة الجادة للمفاوضات وتحددهُ الامم المتحدة بالزمان والمكان أن وافق التحالف السعودي ويتعاطى بدون إيجاد العراقيل كما يحصل من قبل وإلا فتستمر وأستبعد رجوع التحالف السعودي للخوض في معارك مجدداً لأن الحوثيين باتوا على مقربة يُقال انها بمسافة رمية حجر من مدينة مأرب النفطية والغنية بالثروات وهذا ما لايريده تحالف العدوان ويبدي التخوف والقلق كما يبديه أيضاً المبعوث الأممي من وصول الحوثيين على مشارف مدينة مأرب والتي تمثل أهمية من ناحية النفط والغاز والموقع الذي تحظى بهِ المحافظة والتخوف هو من سيطرة الحوثيين على هذه الثروات الكامنة بمأرب.
فهل يتعاطى المبعوث الأممي والتحالف السعودي بجدية مع ما قدمهُ زعيم جماعة أنصار الله السيد / عبدالملك الحوثي بخصوص مبادرة مأرب والتي تقضي بتجنيبها المعارك والحرب وبشروط يجب تنفيذها، ومالم يوافق المبعوث الأممي والتحالف السعودي على المبادرة، فالجماعة باتت على مشارف مأرب ومن عدة محاور يحيط بها انصار الله “الحوثيين” وسيُسيطروا على المحافظات اليمنية واحدةً تلو الأخرى ويستمر التحالف السعودي فيمواصلة رهانه الخاسر على المرتزقة وحكومة هادي القابعة في الرياض لأكثر من 5 سنوات..ولماذا الخوف الأممي والسعودي على مأرب؟
وهل تُعتبر مأرب بوابة الحل الشامل والتسوية السياسية وإيقاف العدوان ورفع الحصار؟؟
كل هذا التساؤلات ستُثبتها الأيام القليلة القادمة وكون تكهناتنا لاتجدي في هكذا وضع، فلا نملك سوى الإنتظار والترقب لما سيحصل قريباً..
* المصدر : رأي اليوم
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع