إكرام المحاقري

حين ثار الشعب غضبا لواقع عاشه منذ زمن، كانت الحكمة اليمانية قد تجسدت في اهداف ثورته المجيدة، والتي ما زالت تتحقق حتى اللحظة سيادة وحرية واستقلال، لشعب ذاد بنفسه من أجل استقلالية وطنه، ولوطن ضحى ابناءه من أجل قدسية ترابه ألا يطأها الاقزام ممن اعتادوا الخيانة والاجرام، ولسبتمبر المجيد تاريخ عريق من أين وإلى أين، هناك سطور قد خطها الثوار بدمائهم لنشهد بعد ذلك يمنا حرا مستقلا لا يقبل بالوصاية ولا يرتضي العمالة، إنها أهداف هذه الثورة السامية.

لم تأت ثورة 21 من شهر سبتمبر المجيد من فراغ عبثي، ولم تكن ضمن المخططات الصهيونية لإقامة ربيع عربي يستهدف الجزيرة العربية وزرع الفتن ونصب أعجال بشرية بديلة لما قبلها من أجل المصلحة الصهيونية في المنطقة، لذلك فقد عجز العدو حينها عن امتصاص غضب الشعب كما أنه عجز عن إفشال الثورة وحرف مسارها الشعبي الذي أراد لنفسه الخلاص من الهيمنة والوصاية “الصهيو-أمريكية.”

قبل احداث ثورة 21 سبتمبر كان اليمنيون يعانون من الازمات المتتالية والتي أثقلت كاهل الوطن والمواطن، وكان اليمن حينها يصنف من قبل الأمم المتحدة” ضمن الدول التي تعيش تحت خط الفقر، في ظل وجود ترف وبذخ كان يعيشه أبناء الأحمر وعائلة عفاش ومن دار في فلك العمالة والتآمر، ولا نجد من يتساءل عن سبب وجود تلك الأزمات والمجاعات مع أن الوضع أنذاك لم يكن يعاني من الحرب والحصار، لكن اهداف الثورة المجيدة قد تساءلت عن أين تذهب إيرادات موارد الدولة وأين هي الإنجازات والتنمية الاقتصادية الشاملة.

نعم هناك من يتقن فن المغالطة والمماحكة وخلط الأوراق، لكن حين يتحدث الواقع بصراحة يجب أن تصمت تلك الابواق التي جهلت معنى القسط، فلولا ثورة سبتمبر وما قام به الثوار لكان اليمنيون اليوم يعيشون تحت وطأة الاحتلال بشكل عام، ولكانت اليمن عراق أخر، لولا لطف الله تعالى وحكمة القيادة الثورية، والتي لم تقف عند حد معين، فالخيارات كانت واسعة والنفس طويل، شاملة للقضايا العربية حتى تصل إلى القدس.

فأهداف الثورة لم تكن في يوما من الأيام واهنة حتى تترك للعدو مجال لاحتلال الأرض، ولم تترك له أنذاك حتى فراغ سياسي يتحجج به العملاء، وكانت خطوات القيادة حكيمة وفطنة حين جاء الدور على الأمم المتحدة لتكون وسيط شر يتلبس الخير مكملا الدور الذي قام به السفير الأمريكي، وحينها كانت قد جهزت مشروع السلم والشراكة، حين انتصر الثوار وحصل الجنرال العجوز علي محسن الأحمر على لقب (حرم السفير السعودي)!! وكُشف الغطاء عما احتوته الفرقة الأولى مدرع وجامعة الإيمان وكل منشأة محسوبة على حزب الإصلاح (أوكار الإرهاب)!!

ولم توضع الشارات الصفراء والحمراء جانبا، فلكل شيء حد معين بالنسبة للقيادة الثورية، وقد كانت الشارات الصفراء هي من تقدم للفاسدين لأكثر من مرة لكن الخيار الأخير كان الأمثل لأهداف ثورة شعبية خرجت من أجل اقتلاع الفساد، لذلك كانت الشارات الحمراء وما زالت تُقدم للفاسدين وللعدو في آن واحد (فتنة ديسمبر) أنموذج !!

نعم هناك أحداث متسارعة لم يستوعبها العدو بعد، ولمن يتساءل عن سبب تشكيل تحالف عدواني والاعتداء على اليمن، عليه مراجعة الذاكرة، ودراسة اللعبة الأمريكية حجرا حجرا، فالعدوان جاء مكملا لدور صالح وحزب الإصلاح والدمية هادي، فما عجزوا عنه سياسيا لإبطال ثورة الحق، قد أرادوه بحرب عسكرية معلنة، لكن هيهات لهم ذلك !! فأهداف الثورة ستحقق وسيبقى اليمن حرا مستقلا على مر التاريخ.. والعاقبة للمتقين.