السياسية – رصد || رشيد الحداد*

وسط ترقب عربي ودولي للإعلان عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تواصل الولايات المتحدة ترتيباتها لاحتمال فتح الجبهات ضد حركة أنصار الله، بما يشير إلى أنه لا نيات أمريكية - إسرائيلية لوقف العدوان على اليمن، بعد وقف الحرب في غزة. في المقابل، واصلت صنعاء حرب الإسناد للقطاع، واستهدفت يافا وأم الرشراش المحتلتين.

واستمرت تحركات السفير الأمريكي لدى ما يسمى بالمجلس الرئاسي الموالي للتحالف السعودي - ستيفن فاجن، والتي يجريها مع قادة الميليشيات المسلحة المدعومة من التحالف السعودي - الإماراتي في الرياض، منذ أيام.
وفي أعقاب لقائه قيادة ما تسمى «قوات العمالقة» الجنوبية وما تسمى القوات المشتركة التي يقودها المرتزق طارق عفاش في الساحل الغربي، اجتمع، أمس، مع قادة محليين في محافظة شبوة.
وذكرت مصادر محلية، لـ"الأخبار"، إن محافظ شبوة المحسوب على أبو ظبي، المرتزق عوض العولقي، اجتمع بالسفير الأمريكي من دون ذكر المزيد من التفاصيل.
وقد جاء ذلك بالتوازي مع وصول قائد «القيادة المركزية الأمريكية»، مايكل كوريلا، إلى مصر ولقائه قادةً عسكريين ناقش معهم ملف البحر الأحمر.
في المقابل، واصلت قوت صنعاء عملياتها في العمق الإسرائيلي، أمس، مستهدفة مواقع في منطقتي يافا وأم الرشراش المحتلتين المسماة من قبل الكيان تل أبيب وإيلات.
وقال الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، إن قوات بلاده نفّذت عملية عسكرية نوعية ضد عدد من الأهداف في تل أبيب، بواسطة طائرات مسيّرة، كما نفّذت عملية أخرى طاولت محطة كهرباء في إيلات جنوب فلسطين المحتلة، بواسطة صاروخ مجنّح، مؤكداً أن الهجمات مستمرة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.
ودفع تصاعد الهجمات اليمنية على عمق الكيان بالصحافة العبرية إلى الاعتراف بفشل العدوان الثلاثي الأمريكي - البريطاني - الإسرائيلي، والذي تعرّضت له صنعاء ومحافظتا عمران والحديدة يوم الجمعة الماضي.
وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن "الهجوم المشترك كان يهدف إلى ردع قوات صنعاء عن استهداف إسرائيل، إلا أن تجدّد الهجمات من اليمن أثبت فشل تلك التطلعات وأظهر عكس ما كان مأمولاً". وأضافت أن «المشكلة بالنسبة إلى إسرائيل والغرب تكمن في أن القوات اليمنية، رغم تفوق إسرائيل الكبير من حيث القوة النارية، لم تظهر أي تراجع عن موقفها، بل على العكس أظهرت استعداداً لتحمّل الضربات المضادة، ما يعكس تصاعد التحدّيات التي تواجهها إسرائيل في التعامل مع هذه الجبهة».

* المادة نقلت من الاخبار اللبنانية بتصرف