اليمن ينتصر على فرعون أمريكا
السياسية : صادق سريع
إلى المرتزقة اليمنيين، الذين يقللون من انتصار اليمن على عدوان العصابات المتحدة الأمريكية وفرعونها ترامب، في معركة النصرة والشرف دفاعاً عن سيادة اليمن والبلد العربي المحتل (فلسطين)، وإسناد الشعب الذي يُباد في غزة، نقول:
عجباً لكم! في كل مرة تثبتون أنكم ضد الوطن، ووقوفكم في صف العدو، بعذر 'عداء الخصوم' الذين يدافعون عن الوطن ضد عدوان عدو اليمن، وتصدِّقون أكاذيب ترامب، وتعلمون علم اليقين أنه "يكذب كلَّما تنفس"!
وعجباً لأمريكا وتصنيفها لشعباً بـ"الإرهاب"، بينما المبعوث الخاص لمجنونها ترامب، ستيف ويتكوف، يهمس في أذن دبلوماسية السلطنة برسالة مفادها: "ترامب العظيم يريد الاتفاق مع اليمنيين الشجعان الذين صمدوا أمام صلف أعتى عدوان ليخرج أمريكا من وحل البحر الأحمر".
يا لها من مفارقات عجيبة وتحوَّلات دراماتيكية تحدث على أرض الواقع وأمام أعين العالم؛ أمريكا العظمى تلجأ إلى التفاوض مع العدو اللدود الذي صنفته منظمة إرهابية من الدرجة الأولى، وبالأمس القريب، تجلس وجهاً لوجه، على طاولة التفاوض في أحد قصور السلطنة أمام المفاوض اليمني العنيد.
جاء في الأخبار العاجلة بعد هذيان حديث ترامب، نبأ سلطاني للخارجية العُمانية مفاده: "تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين أمريكا العظمى واليمن، بوقف الأولى عدوانها الجوي مقابل رفع الأخير حظره البحري، ووقف هجماته على سفن الأولى في البحر الأحمر".
بفضل الله، تم الاتفاق بنجاح، وفق معادلة صنعاء المطروحة مسبقاً على طاولة مجرمي "صقور البيت الأبيض" في إدارة العدو ترامب، وقبله بايدن: "وقف عدوان واشنطن على اليمن، الذي شنته للدفاع عن "إسرائيل"، إنتقاماً لإسناد صنعاء لغزة، مقابل رفع الحظر البحري ووقف الهجمات اليمنية على السفن الأمريكية في البحر الأحمر".
وهكذا تمت عملية الانتصار الكبير لجبهة المقاومة اليمنية، وفق المعادلة التي فرضتها قوة السلاح، بالاعتراف السياسي في الاتفاق السياسي بين الولايات المتحدة واليمن، الخصم الصاعد والنّد القوي، الذي عجزت قوة أمريكا عن ليّ ذراعه أو كسر إرادته.
وهكذا أيضاً، انتصر الخصم الذي حذف بنجاح من قاموسه مصطلحات "الهزيمة أو الاستسلام أو الخضوع"، على هيلمان القوة العالمية، وجبروت سطوتها الخبيثة على الأنظمة العميلة والموالية والمطبِّعة والضعيفة في هذا العالم الذي تحكمه المصالح اللاإنسانية.
ها هو يظهر على محيَّاه عنفوان نشوة النصر بإنتصاره في المعركة الدبلوماسية، مثلما ارتسمت في إنتصار قواته المسلحة على جيوش أمريكا وحلفائها المدججة بترسانات الأسلحة الفتاكة، في ساحات القتال بحراً وجواً، وقبلها بالانتصار في معارك السنوات الثماني العجاف ضد صلف عدوان الحلفاء العرب وجحافل المرتزقة.
لا غرابة من أفعال المرتزقة الذين أيَّدوا وفرحوا وشجَّعوا وقاتلوا في الصفوف الأمامية مع العدو، وساندوا عدوان التحالف العربي على تدمير كل شيء في اليمن على مدى ثماني سنوات حسوماً، بأمطار من الصواريخ وقنابل الطائرات الحديثة، على كل تراب اليمن، وفوق كل اليمنيين، بأكثر من 274 ألف غارة جوية.
واليوم مثل الأمس، كان المرتزقة يستجدون العدو رئيس أمريكا ليصعِّد عدوانه لتدمير البلاد، تحت مبرر عذراً سخيف، أن "الحوثي خصم حليفهم هو السبب"، وبلا حياء يتباكون على تدمير مقدرات البلاد.
الخلاصة: أن رئيس الولايات المتحدة، المجرم ترامب، عرف متأخراً الطريقة الوحيدة التي ستخرجه من مستنقع اليمن، بهمس أحدهم في أذنه بنصيحة هذه المقولة الشعبية الشهيرة: "ابعد عن الشر وغنّ له"، التي تعني حرفياً: الابتعاد عن الشر.