محمد محسن الجوهري*

بطول البلاد الإسلامية وعرضها ينتشر الإفساد في الأرض بكل أشكاله، والبلاد التي لا تستجيب للفساد الأخلاقي فإنها تكون على موعد مع العنف والاقتتال الداخلي. والإجرام الذي نراه اليوم في الفاشر غربي السودان يُعدّ عينة من مصير الأمة العربية في ظل هيمنة الأعراب على مقدرات العالم الإسلامي، وكيف يستميتون لنشر الإفساد في الأرض وإهلاك الحرث والنسل لخدمة المشروع الصهيوني. وقبل السودان، رأينا العصابات المموّلة من الإمارات تقتل المواطنين في ليبيا وسوريا والصومال، لكن المثال الأبرز كان لدينا في اليمن، حيث لم يكتفِ أولاد زايد بالمرتزقة المحليين، وإنما عمدوا إلى جلب قتلة مأجورين من السودان.

وللأسف، هي نفس العصابات التي تُمارس الإبادة اليوم في الفاشر، مع فارق بسيط، وهو أن الإمارات – ولأهداف تخدم العدو الصهيوني – أجبرت أدواتها على توثيق جانب من الانتهاكات المرعبة بحق المدنيين في غربي السودان. والكارثة هي أن تشاهد أبناء بلدٍ ما يستميتون دفاعاً عن الإجرام الإماراتي، كما هو حال العفافيش ومرتزقة الانتقالي في اليمن، ومن العار والمعيب أن يصل بهم الأمر من الخيانة وأن يلمعوا حتى جرائم الاغتصاب بحق حرائر اليمن، وهو ما رأينا على إعلام العفافيش جهاراً نهاراً، وللأسف فإن هذه الأسرة المدنسة حكمت البلاد لأكثر من ثلاثة عقود، ولنا أن نتخيل حجم الإفساد الأخلاقي الذي مارسه أفراده في السر يوم كانوا في موقف قوة حيث لا رقيب ولا حسيب.

وحتى لا تستمر المأساة، ويصل القتلة المأجورون إلى المدن اليمنية الكبرى كالعاصمة صنعاء وغيرها فإننا مطالبون بالاستجابة لدعوة الجهاد التي يقودها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، فلولا توجيهات السيد ورجاله لرأينا العجب العجاب في أرضنا على يد أخبث الخونة، ومن العار أن نتقبل أي فكر يروج للفساد الأخلاقي ويلتمس الأعذار الباردة للإمارات وأدواتها في كل ما يرتكبونه بحق الأمة.

وللتذكير فإن اليمن لا يشهد حرباً أهلية على الإطلاق، فاليمنيون مجمعون على كل الثوابت الإيمانية وأولها مقاومة المشروع الصهيوني بالقول والفعل، وما يشهد اليمن هي تحرك صهيوني تموله الإمارات ويتجاوب معه الخونة والمأجورين لتحقيق أهداف وغايات لا تخدمهم أو تخدم شعبهم، وقد رأينا كيف تعاطت الإمارات مع مرتزقة حزب الإصلاح في الجنوب وخاصة عدن المحتلة، فبعد أن رحب قادة الحزب ومشائخه بالاحتلال وأفتوا بوجوب القتال إلى جانبه كانت النتيجة أن أصبحوا هم الضحية الأولى لهن، ورأينا كيف استأجرت الإمارات قتلة مأجورين من الغرب لتصفية قادة ومشايح الإصلاح في عدن، وكان الأولى بعيال زايد أن يرعوا جميلهم لأن يجازوهم جزاء سنمار، وهذا المصير الأقرب لسائر الخونة من العفافيش ومرتزقة الانتقالي، فالخونة فلا فرق بين خائن وآخر في نظر الغزاة والمحتلين، وهذه حقيقة أثبتها التاريخ.

* المقال يعبر عن رأي الكاتب