التّهدِيدُ الفعليُّ لـ"إسرائيلَ" فِي البحرِ الأحمرَ
السياســـية : تقرير || صادق سريع
"لا تزال قوات صنعاء تشكّل تهديداً فعليّاً للملاحة 'الإسرائيلية' في البحر الأحمر، رغم توقف هجماتها منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة"، هكذا أقرّ "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" الأمريكي.
وقال: "أعلن مسؤول عسكري يمني إن العمليات اليمنية في البحر الأحمر ستُستأنف إذا استأنفت "إسرائيل' عدوانها على غزة، في إشارة إلى رسالة الدعم من رئيس أركان قوات صنعاء، اللواء الركن يوسف المداني، إلى كتائب القسام".
وأضاف: "اليمنيون يحتفظون بقدرات عسكرية تمكّنهم من استهداف السفن 'الإسرائيلية" في البحر الأحمر وخليج عدن، رغم الضغوط العسكرية، ما يؤكد عودة التهديد اليمني البحري المتصاعد في حال نقضت 'إسرائيل' اتفاق غزة".
وأكد فشل الضغوط السياسية والحملات العسكرية العدوانية والعقوبات الاقتصادية المباشرة التي تمارسها الولايات المتحدة وحلفاؤها على اليمن في تحجيم قدرات اليمنيين".
خلاصة تقرير المعهد تؤكد: "إن الاستقرار في البحر الأحمر مرهون بإنهاء العدوان الصهيوني على غزة؛ لأنه في حالة عودة العدوان على القطاع سيشعل الجبهة البحرية في واحد من أهم ممرات التجارة العالمية".
مؤشرات تجدد الصراع البحري
بدوره، رجّح معهد "ستراتفور" أن تشن "إسرائيل" عدواناً عسكرياً جديداً على اليمن خلال الفترة القادمة، ما سيشعل هجمات اليمنيين ضد الملاحة 'الإسرائيلية' في البحر الأحمر.
وقال المعهد الأمريكي الأمني والعسكري: "إن سلسلة التهديدات المتبادلة بين اليمن و'إسرائيل' تشير إلى احتمال تجدد المواجهة العسكرية خلال الأيام القادمة".
وأضاف: "أن الهدنة الحالية بين اليمن و'إسرائيل' في البحر الأحمر ليست سوى تهدئة مؤقتة، وليست حلاً دائماً، وإنما مرتبطة بنجاح اتفاق غزة أو فشله".
حسب تقرير "ستراتفور"، فإن البحر الأحمر وخليج عدن يمثلان مسارات بحرية حيوية، وأي تصعيد سيخلّ بأمن ملاحة السفن والشحن التجاري، ما قد يضاعف تكاليف النقل والتأمين البحري ويسبب اضطرابات كبيرة في الأسواق العالمية.
وكان رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اليمنية، اللواء الركن يوسف المداني، قد أكد الأسبوع الفائت في رسالة إلى قيادة "كتائب القسام"، ثبات اليمن على العهد والوعد في إسناد غزة مهما بلغت التضحيات.
وقال: "ستعود عملياتنا العسكرية المساندة لغزة إلى عمق الكيان، وضد الملاحة 'الإسرائيلية' في البحر الأحمر إذا استأنف العدو العدوان على القطاع".
وقبل أيام أقرّ رئيس الحكومة الصهيونية، بنيامين نتنياهو، وفق صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، بتطور التهديد اليمني وفق خطة استراتيجية لتدمير "إسرائيل".
وقال: "إن تهديد اليمن ليس تهديداً صغيراً، بل كبيراً جداً، واليمنيين يمتلكون صواريخ باليستية وأسلحة أخرى، ولا نستبعد توجيه ضربات عسكرية على اليمن للحد من خطرهم".
ونفذت قوات صنعاء في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس" التي أعلنتها نهاية 2023 لإسناد غزة ضد عدوان الإبادة الصهيو - أمريكي، أكثر من 1,835 عملية بالصواريخ والمسيّرات والزوارق البحرية المسيّرة.
واستهدفت 228 سفينة تجارية وحربية معادية، وأطلقت 1,300 صاروخ ومسيّرة على الكيان، وأغلقت ميناء "أم الرشراش"، وأغرقت أربع سفن انتهكت قرار الحظر، وأسقطت ثلاث مقاتلات أمريكية من نوع F-18، و26 مسيّرة من نوع MQ-9، منها 22 في معركة "طوفان الأقصى"، وأربع خلال العدوان الأمريكي - السعودي.

