خِيامُ غزةَ تغرقُ بسيولِ الأمطارِ فِي عزِّ برد الشِّتاءِ
السياســـية : تقرير || صادق سريع*
بينما يبتهج العالم بنزول المطر، تتحول قطراته في غزة إلى جروح غائرة، حين تتسلل سيول الأمطار تحت ركام المباني المدمرة والخيام المهترئة، في مشهد حزين يبكي العيون من هول الأوجاع.
في غزة، حين يرسم "قوس قزح" ألوانه السبعة فوق ركام الدمار والخيام الممزقة، يردد النازحون الغارقون بالدعاء: "اللهم حوالينا لا علينا".
تقول سيدة ستينية - بوجه حزين وجسد يرتجف من البرد: "20 طفلاً كلهم غرقوا، تعالوا أنظروا مشاهد الغرق المؤلمة والظروف القاسية التي يعيشها أطفال ونساء غزة في عز برد الشتاء القارس".
وتسرد سيدة أخرى، باكية: "كنا ننتظر أجواء المطر والفرح في الشتاء، لكن الآن نبكي عندما يحل فصل الشتاء البارد؛ لا بنية تحتية، ولا بيوت، حتى الخيام مهترئة؛ اللهم أهل غزة".
نُشر على منصة "الفيس بوك": "خيام غزة تغرق الآن بسيول الأمطار، والناس تصرخ في الخيام، والحال يبكي الحجر قبل البشر، ولا أحد في هذا العالم القبيح يستجيب لصرخة طفل أو مناشدة أم ثكلى".
"سقعانة يا أمي"
وتداول مستخدمون مقطعاً لطفلة نازحة تصرخ بجسد نحيل يرتعش من البرد بعد غرق خيمة أسرتها: "سقعانة يا أمي". فكيف لهذا العالم أن يتجاهل صراخها؟
علق أحدهم تحت عنوان "صُرَاخُ البَرْد": "ارتعاد الطفلة الصغيرة من البرد في خيام غزة هو صرَاخ مدوٍ على عار الأمة وخيانة المتخاذلين".
وأضاف: "الاحتلال قتل أهل غزة بالقصف، والآن يقتلهم بالموت البطيء بسيول الأمطار؛ ستتحوّل دموعها قوداُ لنار إنتقام تعيد كرامة الأمة".
ووصف متحدث الدفاع المدني الوضع بـ"كارثي بكل المقاييس"، مؤكداً أن مياه الأمطار غمرت خيام النازحين، بينما تحتاج آلاف العائلات إلى 450 ألف خيمة تحميها من برد الشتاء والرياح الباردة.
ودعت حركة المقاومة حماس المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي إلى التحرك العاجل لإيصال الإمدادات الإنسانية والطبية والإيوائية إلى غزة.
وقال ناطقها حازم قاسم: "كارثة الأمطار في ظل المنخفض الجوي على الخيام المهترئة والبيوت المدمرة في غزة تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية وقانونية غير مسبوقة".
وبينما تستمر "إسرائيل" في جرائم الإبادة بمنع إدخال الخيام والدواء، تتحول قصص غرَق خيام قطاع غزة بمياه الأمطار إلى كوارث إنسانية بمشاهد حزينة تُدمي القلوب، في حين يظل العالم صامتاً غير مبالٍ بموت الأطفال في عمر الزهور بالغرق والبرد.

