قمة الاجرام وفداحته عندما يدين الجلاد ضحاياه
طوفان الجنيد *
في عصر الهيمنة الامريكية والاستكبار العالمي والاستبداد والغطرسة الذي تتقاطع فيه الخطوط بين الجلاد والضحية، بين الحق والباطل، بين البراءة والإجرام، وتبلغ الجريمة ذروتها الأكثر فداحة.. فليس الصلف والاستهداففي أن يقتل الجلاد ضحيته، فذلك فعل اجرامي بشع وممقوت لكن الفداحة وقمتها الحقيقية تكمن في تلك اللحظة التي يمسك فيها العدو المجرم بزمام الخطاب، فيقلب المعادلة، فيلبس ثوب القاضي أو المدافع عن القيم وعن الحقوق والانسانية والعدالة والديمقراطية، ويبدأ في تلفيق التهم لضحاياه، مُديناً إياهم بجرائم هم أبعد الناس عنها.
هذه الآلية الشيطانية ليست جديدة، فقد عاشها البشر منذو عصور لكنها تتطور بتطور أدوات القتل والابادة قصفآ وحصارآ وتجويع وافساد وارهاب واعلام. الغرض منها "تشويه الضحايا" كاستراتيجية همجية لتبرير الحرب والقتل والاستهداف للشعوب العربية والاسلامية فبدلاً من أن يواجه الجلاد الامريكي حقيقة أفعاله، يسعى بكل قوة إلى تحويل الضحية إلى كائن مدان في نظر الرأي العام، فينزع عنه صفة الإنسانية أولاً، ثم يلصق كل التهم ومنها الارهاب.
كيف يتم ذلك؟
من ذا الذي لا يعرف الاسلوب الشيطاني لرأس الاجرام والارهاب الامريكي الصهيوني ومعه باقي الجنود لشياطين من الموالين لهم ومن الغرب الكافر ومن يستقرأ التاريخ يجد مئات بل آلاف الجرائم الامريكية والتي ذهب ضحيتها الملايين من البشر.
- ان من بعض اساليبها قلب الحقائق وتقمص الأدوار يقدم النظام الامريكي القمعي نفسه على أنه "الضحية" الحقيقية وانه مستهدف من قبل هؤلاء الضحايا المعارضون لسياسته فيتحولون في خطابه إلى "مجموعات إرهابية، أو "مخربين" ويشكلون خطرا على الامن القومي العالمي واستقراره، وهو بسياسته الاجرامية ونزعته الشيطانية الاستعلائية يتسبب في معانات ومشاكل وأزمات إنسانية للشعوب ويتسبب فيها ثم يقوم بتوظيفها في خدمة مشاريعه وأجنداته التأمرية.
- تجييش الإعلام والخطاب فهو يمتلك ماكينة اعلامية ضخمة تستخدم هذه الماكنة الإعلامية الضخمة لنشر تلك الروايات والاكاذيب والتهم الباطلة. عبر قنوات موالية وخطابات رسمية، يتم تكرار الأكاذيب حتى تتحول إلى "حقائق بديلة" في أذهان البعض. تُقدَّم الجرائم على أنها "عمليات استباقية" للدفاع عن النفس او الانسانية
- التبرير الأيديولوجي يلجأ رأس الاجرام الامريكي إلى بناء سردية أيديولوجية عدوانية مزيفة على المجتمع الدولي والهيئات الدولية ويُصدر قرارات أو يسن القوانين، أو يروج لشعارات تهدف إلى تقديم أفعاله على أنها ضرورة مقدسة في هذه المرحلة، لا يكتفي بقتل الانسان، بل يسعى لقتل الحقيقة والضمير.
- النزعة النفسية العدوانية، ينظر العدو الامريكي والصهيوني إلى ما دونهما من البشر والانظمة والحكومات انها لا تساوي شيئا أو انهم قطيع من الحيوانات الضارة التي يجب استئصالها.
ماذا يجب على الضحايا لمواجهة هذا الصلف في وجه هذا الصلف والاجرام، يجب على الشعوب أن تعمل جاهدة على ان تتحرر من قيودها بالاعتزاز بنفسها والتمسك بالقرآن الكريم والتوحد والاكتفاء الذاتي ومقاطعة اليهود والنصارى وعدم موالاتهم أو الاعتماد عليهم ويعدون ويستعدون لدفع هذا الخطر القادم والافة الخبيثة بكل وسائل المقاومة والجهاد والكفاح لأجل البقاء والعيش بكرامة وإنسانية والعيش بسلام.
الخاتمة:
عندما نسمع أدانات واستنكار امريكية لما تقوم به ضحاياه، فهو لا يصدر حكما عليهم بل يحفر بإصبعه المتلوث بالدم إدانة أبدية لنفسه في سجل التاريخ. ويكشف عن حقيقته ويزيل القناع عن وجه ويدرك في أعماقه فداحة جرائمه.
وقد أثبتت الأيام عبر التاريخ أن كل هذه الأكاذيب تتهاوى وتسقط، لتترك المجرم وحيداً منكسرا مهزوما بينما تظل صور الضحايا الأبرياء شاهداً أبدياً على الجريمة، ونبراساً يضيء الطريق نحو الحرية والعدالة التي لا يدمنها ولو بعد حين.
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
* المقال يعبر عن رأي الكاتب

