ما بين باب خيبر وباب كربلاء
محمد محسن الجوهري*
سمعنا جميعاً المشجع السعودي الذي هتف "قلعنا باب كربلاء" بمجرد تجاوز منتخبه لنظيره العراقي وتأهله لنهائيات كأس العالم المقبلة، ولم يكن من مناسبة لتلك العبارة إلا أنها فضحت أخلاق المواطن السعودي الذي تربى في بلدته ومدرسته على الحقد على المسلمين، وأن السعودية لا تفرق بين السياسة والرياضة وأن أخلاق شعبها كأخلاق قادتها تنعدم تماماً عند التعامل مع الآخر.
وبالنسبة للعراق فإنها تشكل صفعة للتيار السياسي الموالي للسعودية مثل تيار مقتدى الصدر ورئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي الذين طالما أثنوا على آل سعود ونفوا عنهم التآمر الطائفي والوقوف خلف داعش والتفجيرات الانتحارية التي تضرب العراق منذ سقوط صدام عام 2003.
إلا أن الأهم من كل ذلك، أنها كشفت حقيقة الصراع الشيعي – السني الذي تتبناه السعودية وتحاول تعميمه في كل البلاد الإسلامية، وبأن ذلك التبني ليس إلا امتداداً للصراع الأبدي بين الإسلام واليهودية، وبأن كل ما يصدر من السعودية من مواقف وتصريحات وأفعال هي في إطار الانتقام للثأر اليهودي من قالع باب خيبر ومن أحفاده وشيعته، وأن ذلك الجرح لم يلتئم بعد أكثر من 1400 سنة، فكيف لهم أن ينسوا ما دونه وما بعده من الجراح والهزائم.
كما أنها تأكيد على هوية آل سعود اليهودية، فهم دوماً في صف الكيان الصهيوني منذ اليوم الأول لتأسيسه، وعلى استعداد أن يفنوا دون أن يُمس بأذى، ولهذا رأينا مواقفهم الخيانية تجاه غزة والقضية الفلسطينية، فهم أعداء لكل الأمة الإسلامية، ويشهد على ذل أعتداءاتهم المتكررة على زوار بيته الله الحرام والروضة النبوية، وكم ارتكبوا بحقهم من مجازر مروعة منذ سيطرتهم على بلاد الحرمين قبل نحو مائة عام.
وبالتالي فإن الموقف الصحيح تجاه آل سعود هو الموقف ذاته تجاه أهل الكتاب، فهم منهم بشهادة القرآن الكريم الذي حذر الجميع من موالاتهم كما كشف أن الأعراب هم الأشد كفراً ونفاقاً، وهو ما أكده النبي صلوات الله عليه وآله بتحذيره لأمته من نجد وقرن الشيطان، والواقع يشهد بصدق الله وصدق رسوله، وبأن الإسلام يعيش حالة أخرى من الجاهلية سببها آل سعود، أعداء الإسلام في العصر الحديث.
ولن تتحرر الديار الإسلامية قاطبة، وأولها المسجد الأقصى الشريف إلا بتحرير بلاد الحرمين من وكلاء الصهيونية العالمية، ما دام وآل سعود يتكفلون بمحاربة كل طرفٍ مسلم يسعى لتحرير الأمة من العبودية للغرب، وما نراه في اليمن خير شاهد على محاربتهم لكل من عادي أعداء الأمة، وأنهم على استعداد أن يرتكبوا الجرائم المروعة بحق شعب الإيمان والحكمة حتى لا يقوم بدوره الريادي في نصرة الله ورسوله كما كان أجداده الأوئل من الأوس والخزرج يوم حموا رسول الله، صلى الله عليه وآله، ونصروه ضد الجاهليين الأوائل، أو كما يسميهم آل سعود بالسلف الصالح.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب

