السياسية: تقرير // صادق سريع
وبينما أجساد أهل غزة ترتجف من شدة برد الشتاء وخيامهم المهترئة تغرق بسيول الأمطار، تواصل دويلة الإمارات معركة إسناد "إسرائيل" لإعادة رسم خارطة التطبيع الإبراهيمية في المنطقة بالتجهيز لمشروع سكة القطار فائق السرعة (IMEC) لربط دول الخليج بالكيان، غير مبالية بدماء 70 ألف شهيد فلسطيني.
لم تكتفِ الإمارات بإسناد عدوان الإبادة الصهيو - أمريكي على غزة، دبلوماسياً وسياسياً واقتصادياً وعسكرياً واستخباراتياً ولوجستياً، عبر جسور الدعم البرية والجوية في وضح النهار دون أدنى خجل يخفي سوءة نظام أبوظبي.
ولا تزال دويلة الإمارات الغارقة في وحل قصة غرام "إسرائيل"، تتجاوز حدود بروتوكولات التطبيع، بعد أن حوّلت نفسها إلى مكتب وسيط إقليمي، وسخّرت مقدرات شعبها وأدواتها وأموالها تحت تصرف الصهاينة، لجرّ الأنظمة العربية إلى الدخول في معاهدات السلام الإبراهيمية.
ليس ذلك فحسب، بل يأمل نظام الإمارات العربية بتقديم الباء قبل الراء، من إحياء مشروع القطار الذي ستمتد سكته من مستوطنة أبو ظبي إلى مدينة حيفا المحتلة، أنه سيكون بمثابة المفتاح السحري الذي سيمهد لإعلان مشروع "إسرائيل الكبرى".
وتؤكد صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن هدف زيارة وزيرة المواصلات والنقل 'الإسرائيلية'، ميري ريغيف، إلى الإمارات الأسبوع الفائت، لبحث خطة مشروع السكة الحديدية الإقليمية لنقل البضائع من ميناء موندرا الهندي إلى موانئ الإمارات، ومن ثم نقلها براً عبر سكة القطارات من الإمارات والسعودية والأردن، ومن ثم إلى ميناء حيفا المحتلة وصولاً إلى البحر المتوسط وأوروبا.
وقد تم الاتفاق في الزيارة السرية على الآتي:
تنظيم اللقاءات بين مسؤولي السكك الحديدية الإماراتية و'الإسرائيلية'.
تأسيس إدارة مشتركة لإدارة حركة القطارات.
إعداد دراسة لتمرير المشروع عبر جنوب البحر الميت بين الأردن والكيان تجنباً لتعثره.
في المقابل، كشفت شبكة "24 نيوز" العبرية عن مواصلة الإمارات التحضير للمشروع مع دول الهند والسعودية والأردن طيلة فترة العدوان على غزة، وقد وصلت إلى مراحل متقدمة، بشكل يثبت سعيها لتحويل "إسرائيل" لمركز تجاري يتحكم في طرق تجارة الشرق والغرب.
السؤال هنا هو: ما هدف الإمارات؟
على الرغم من إنفاقه أموال باهظة وخسارة سمعة أخلاقية لا تُعوض، يواصل نظام محمد بن زايد في دويلة الإمارات تقديم الخدمات الجليلة لحليفته "إسرائيل" بالتعاون مع شبكات اللوبي الصهيوني في لعبة التطبيع بيافا المحتلة وواشنطن لفرض خارطة سلام إبراهام كنموذج حضاري في المنطقة.
في السياق، اتهمت "الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع" نظام أبوظبي بتوظيف أدواته السياسية والإعلامية لترويج سردية الرواية الصهيونية ما تُسمى بـ"التطبيع السردي".
وقالت على موقعها الإلكتروني: "نظام أبوظبي يواصل تحويل النخب الفكرية والإعلامية العربية ومنصات الإعلام والتواصل إلى وكلاء لترويج سردية السلام الإبراهيمي خدمة لـ'إسرائيل'، وكبح دور المقاومة العربية ضد الاحتلال".
يُشار إلى أن دويلة الإمارات و"إسرائيل" طبعت العلاقات رسمياً في 15 سبتمبر 2020 بالعاصمة الأمريكية واشنطن، وتقضي اتفاقية التطبيع إقامة علاقات دبلوماسية كاملة وتبادل السفراء والزيارات وتوقيع الاتفاقيات المختلفة.
خلاصة الكلام تؤكد أن "الإمارات تحولت من دويلة مُطبّعة إلى وكيل إقليمي لصالح أنظمة الاستعمار 'الإسرائيلي' والأمريكي والغربي، لدفن القضية الفلسطينية ومحاصرة حركات المقاومة بتغيير خارطة المنطقة عبر إغراء الأنظمة العربية على التوقيع على اتفاقات التطبيع مع الكيان المسماة 'معاهدات إبراهام'".