السياســـية: تقرير // صادق سريع
شكّلت عمليات الإسناد اليمنية لغزة في معركة البحر الأحمر تحوّلاً عسكرياً تاريخياً أعاد تعريف موازين القوة ومعادلات الحروب البحرية الحديثة، هكذا تقرّ المِنصات العسكرية في الإعلام الغربي.
يؤكد موقع "مودرن بوليسي" الأوروبي نجاح قوات صنعاء في إسقاط نظرية الردع العسكرية التقليدية للجيش الأمريكي والبريطاني، في معركة البحر الأحمر وهجمات العمليات التكتيكية بأسلحة منخفضة التكلفة، مقابل الترسانة الضخمة للعدو.
وقال: "عمليات قوات البحرية اليمنية ضد سفن 'إسرائيل' وحلفائها في البحر الأحمر، شكلت نقطة تحول كبيرة أعادت صياغة الحروب الحديثة، وقلبت موازين القوى البحرية التقليدية، على الرغم من الإمكانيات الضخمة لأساطيل الغرب".
وأضاف: "هذا التحول يمثل انتقالاً لافتاً في مسار الحروب البحرية، إذ أصبح بإمكان أي قوة بموارد محدودة إعادة موازين القوى العالمية الكبرى بأقل كلفة وتكبيد اقتصادها مليارات الدولارات".
وتابع: "اليمنيون أدركوا أهمية استهداف خطوط الملاحة البحرية 'الإسرائيلية' والأمريكية بأسلحة رخيصة وفعّالة، غيّرت حسابات قوى العدوان وأربكت اقتصادتها، ما شكل تحولاً تاريخياً بقواعد الاشتباك البحرية".
وأكد أن العمليات اليمنية البحرية كشفت ثغرات جوهرية في منظومات حاملات الطائرات الأمريكية والبريطانية المأهولة، التي أخفقت في كبح تكتيكات الهجمات اليمنية في البحر الأحمر.
المؤكد من وجهة نظر الموقع، أن التفوق العسكري لقوات صنعاء في البحر الأحمر ليس فقط بالأسلحة النوعية منخفضة التكلفة، بل بمرونة التكتيكات القتالية التي أثبتت فعاليتها في المواجهة وأجبرت شركات الشحن على تغيير خطوط الملاحة، ما كبّدها خسائر باهظة.
والمحسوم في منظوره، أن التفوق الإستراتيجي للقوات اليمنية العسكري واستغلال الممر الاقتصادي العالمي في البحر الأحمر، منح عملياتها تأثيرات عسكرية واقتصادية وسياسية تجاوزت الأضرار المادية المباشرة.
أمريكا تلجأ لتطوير لمسيّرات الرخيصة
إلى ذلك، أقرّت القيادة المركزية الأمريكية، وفقاً لوكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، بفشل قدراتها وتآكل تفوقها العسكري التقليدي في السيطرة على البحر الأحمر في المواجهة البحرية مع القوات اليمنية.
وقالت: "إن واشنطن لجأت لتطوير طائرات مسيّرة جديدة تحت اسم 'سكوربيون سترايك' بتكاليف منخفضة، تصنعها شركة أمريكية بولاية أريزونا".
وأضافت: "أن أهوال العمليات اليمنية في معركة البحر الأحمر أجبرت واشنطن على إعادة تطوير عقيدتها وترسانة أسلحتها في محاولة لاستعادة فرض قواعد اللعبة في الممر البحري الهام".
وأكدت الوكالة أن الهيمنة الأمريكية التقليدية في البحر لم تعد محصنة أمام خصوم يمتلكون القدرة على الابتكار بكلفة منخفضة، ما دفع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لتطوير أسلحة منخفضة في الحروب غير المتكافئة.
وحسب المحللين العسكريين، فإن التوجه الأمريكي لصناعة مسيّرات رخيصة ليس ضمن إستراتيجية طويلة المدى، بل ضرورة فرضتها الضربات اليمنية في معركة البحر الأحمر.
خلاصة "بلومبيرغ" تؤكد إن العمليات اليمنية حوّلت مياه البحر الأحمر إلى مختبر عالمي لاختبار القوة وقواعد الاشتباك بتقنيات بسيطة نجحت في اختراق أنظمة الدفاع الأمريكية المتقدمة.
واستهدفت القوات المسلحة اليمنية في معركة إسناد غزة 228 سفينة تجارية وحربية معادية، وأطلقت 1,300 صاروخ ومسيّرة على "إسرائيل"، وأغلقت ميناء "أم الرشراش"، وأغرقت أربع سفن، وأسقطت 3 مقاتلات أمريكية طراز F-18، و26 طائرة أمريكية نوع MQ-9 فوق أجواء اليمن؛ 22 منها بمعركة الإسناد، وأربع بالعدوان السعودي - الإماراتي - الأمريكي.