على حافة سرعة تفشي كورونا .. الشارع اليمني مابين متخوف ومستهتر
السياسية – تقرير: هناء السقاف :
قبل ان يحط فيروس كورونا رحاله داخل الاراضي اليمنية في حين انتشر بسرعه في اغلب بقاع العالم بشكل فتاك ..تناولت وسائل الإعلام التابعة لتحالف العدوان عن انتشار مزعوم في المناطق التي تحت سيطرة انصار الله ،متهمة حكومة صنعاء بالتكتم عن إصابات مؤكده بالفيروس.. والى ان تم لها ذلك مع اعلان وزير الصحة طه المتوكل عن اعلان حالتي اصابة سارعت الى الاتهام مجددا بوجود عدد اكبر عما تم التصريح عنه .
وتسعى السعودية الى نشر الوباء في ارض الواقع عندما اقدمت بترحيل أكثر من 800 صومالي من أراضيها، وأدخلتهم اليمن عبر محافظة الجوف المحاذية للمملكة.، وبحسب بيان صادر عن المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية في صنعاء فإن الصوماليين المرحلين محجورون صحيا في مدينة الحزم مركز محافظة الجوف.
وفي جنوب البلاد اعلنت مايسمى بـ” اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا في اليمن” التابعة لهادي ،عدن منطقة موبوءة وارتفاع تسجيل خمس اصابات بينها حالة وفاة ليرتفع إجمالي عدد الحالات المؤكدة في المناطق المحتله، إلى 56 حالة بينها 9 وفيات.
ومن جهتها قالت الأمم المتحدة، في تغريدة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، نشرها مكتبه في اليمن عبر حسابه بتويتر. “فقدت اليمن بسبب الحرب 21 سنة من التنمية، كما لها (الحرب) آثار كارثية في مواجهة الأمراض المعدية مثل فيروس كورونا”.. مضيفا “وجب التنبيه للعمل على توفير الاحتياجات العاجلة، ككسب المال لشراء الغذاء والمواد الصحية اللازمين للحياة، من أجل مكافحة الوباء وتمكين اليمنيين من الصمود بشكل أفضل”.
تلى ذلك تحذير وكيل الامم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك من تداعيات كارثية لتفشي الفيروس قائلا” ان تفشي فيروس كورونا في اليمن سيعد تهديدا للمنطقة بأكملها، وسيرتد على الدول الغنية مالم يتم توفير تمويلات كافية لمحاصرته”.
واشار لوكوك إلى التدهور الخدمي الكبير، وندرة الموارد الطبية والكوادر البشرية والحرب في اليمن، مؤكدا ان ذلك يمثل مشكلة كبرى أمام جهود مواجهة الجائحة العالمية.
ومع اعلان حكومة صنعاء حالتين مؤكدتين عاد العديد من المواطنين الى لبس الكمامة والقفازات بعدما كان قبل اقل من اسبوعين انخفضت لديهم نسبة الاحتراز من الاصابه وعدم التصديق الكامل من انتشاره.. ولربما يعود ذلك الى حالة الحرص التي شهدتها الفترة الماضيه ماقبل شهرين وحالة الهلع والترقب من العدوى في حين لم تسجل اي إصابة ، ولربما كانت الاجواء الرمضانيه التي يعيشها اليمنيون لهاد دور في تناسي المرض وعدم الاهتمام بتطوراته.
وفي خضم ذلك، أفاد احد الصيادلة في العاصمة صنعاء لـ”السياسية” عن عودة الناس لشراء الكمامات والمعقمات بشكل كبير مقارنة بالفترة الفائته ..وعلل ذلك الى ان قلق المواطنين عاودهم بعد ان خف كثيرا مع عدم انتشار المرض بالشكل الذي كان متوقع .
من جانبه يقول احد العاملين في المحلات التجارية “محل بهارات” الذي يلبس كمامه اثناء ممارسة عملة انه يلبسها لكي يتفادى دفع غرامة 20000ريال، وليس حرصا من تفشي انتشار الفيروس الذي يؤمن ان الله سيدفع بالبلاء عن البلاد والعباد .،بحد تعبيره
ومن الملاحظ ان اسواق القات لاتزال مفتوحه ولا يزال استهتار الناس باماكن الازدحام وعدم التقيد بتوجيهات وزارة الصحة والارشادات التي يتم نشرها عبر الوسائل الإعلامية ،ويقول احد المواطنين ساخرا “استخدمنا الكمامات والمعقمات واتممناها وكورنا لم يدخل البلاد اما الان مع اعلان وجوده بشكل رسمي فنسأل من الله السلامه !
اما مراكز النت واستقبال زبائنها يبرر احد مالكيها انها فقط لاجل نسخ وطبع الاوراق وليس للتجمعات واستئناف عملها.
في السياق ذاته افاد احد الصرافين في شركة صرافه ل”السياسية” التزامهم لبس الكمامات والقفازات، وان رش المعقم اثناء دخول العملاء مستمر بحسب توجيهات وزارة الصحة ومكتب العمل للشؤون الاجتماعية ..مضيفا ان في حالة عدم الالتزام فهناك غرامة مالية تقدر ب50000ريال .
فيما يشدد ان الصرافين اكثر عرضه لانتقال العدوى لاستقبالهم اعداد كثيرة من المواطنين واستخدام العملة التب ربما تحمل خلالها الفيروس ، لذا يجب الحرص وعدم التهاون.
وبذلك يعيش المواطن اليمني حالة ترقب مابين الخوف والقلق من تفشي الوباء وبين هم جديد في حالة الحجر المنزلي الذي لن يستطيع الغالبية الالتزام به حيث انهم يقتادون قوتهم من الدخل اليومي .. كما ان هناك النوع الاخر اللامبالي والمستهتر من الاجراءات الوقائية والاحترتزية وهو بحد ذاته مشكله وعبء كبير على الدولة وعلى المواطن..