السياسية: أمل باحكيم

عند بزوغ شمس الصباح الباكر في اول ايام العيد تبدأ السماء برسم لونها الجميل متناغمة مع صوت التكبير وأجمل الالوان لملابس جديدة للكبار والصغار تسر الناظرين  من هنا تبدأ مراسيم العيد كل عام  إلا هذا العام .

فعيد الفطر المبارك هذا العام ستكون له مراسيم مختصرة جراء الجائحة العالمية كورونا وبرغم ذلك ستبقى فرحة العيد لدى اليمنيين من القلب كونه من شعائر الله  ومن الاعياد الإسلامية التي يحرص الجميع على أحيائها والاحتفال بها.

وقبل المراسيم الجديدة التى تفرض علينا جراء جائحة كورونا العالمية نتذكر هنا في السياسية مظاهر تشابه احتفالات اليمنيين واختلافها في بعض المحافظات  التى لها عاداتها المميزة  عن غيرها .

ومن هنا حرصنا على تسليط الضوء لنطلع القارى الكريم على خصوصيات تلك الاحتفالات في بعض المحافظات التى ربما تختفي هذا العيد جراء وباء كورونا.

العيد في صنعاء:-

يستقبل جميع افراد الاسرة  في صنعاء العيد بلبس الملابس الجديدة والتطيب فعند طلوع الشمس يخرج الرجال وهم يلبسون أثواب مكممة وطويلة تصل الى القدم ” الزنة”  مع جنبية”الخنجر” ويلبس الشال والكوت وعمامة على الرأس ” الصماطة” اما الأطفال يرتدون الملابس ذات الألوان الجميلة وكذلك النساء ينتقشن بالحناء او الخضاب ويلبسن الملابس الجميلة.

فعندما تطلع شمس العيد يخرج الرجال بكامل زينتهم ومعهم أطفالهم الى الجبانة (ساحة واسعة ومفتوحة) ليصلوا العيد في جماعة  ويتبادلون التهاني بعد أن يتناولوا طعام الافطار التقليدي المكونة من فتة اللبن مع السمن او فتة  بالعسل اوالمطيط وغيرها من البقوليات  قبل الصلاة اتباعا للسنة النبوية ومن ثم تبدأ رحلة تزاور المحارم ابتدا  بالام ومن ثم الاخوات والعمات والخالات التي يصحبها عادة العيدية ” عسب العيد”

اما النساء يستعدن لاستقبال الضيوف ويقدمن الحلويات وكعك العيد والمكسرات ويعطين الاطفال المعاودين عسب العيد من نقود وحلويات ” جعالة العيد” .

ومن اجمل العادات أن الأبناء والبنات واولادهم يجتمعون في بيت الاب او الأخ الكبير ويتناولون الغداء سويا بعد مشوار التزاور .

ومراسيم العيد في صنعاء تتشابه كثيرا مع معظم  المحافظات  إلا أن العيد في بعض المحافظات يختلف ومنها :

 العيد في ابين:-

في صباح العيد يتجه الجميع كذلك  في أغلب المناطق لأداء الصلاة في الملاعب والساحات الواسعة والبعض الآخر يؤدون الصلاة في المساجد وبعد الصلاة والاستماع للخطبة ينتظم الجميع في صف على شكل دائري للتصافح وتبادل التهاني بيوم العيد.

ويلي ذلك زيارات الأقارب، حيث تبدأ كل أسرة بزيارة منزل كبير العائلة (بيت الجد) وشرب العصائر وتناول الكعك والحلويات بشتي أنواعها ثم، يتوجهون الى بيت الأخ الأكبر، وهكذا حتى بيت الأخ الأصغر ويعطون عسب العيد لارحمهم من النساء ، ومن ثم ينتقلون لمعايدة الجيران والأصدقاء.

ومن الماكولات الشعبية في ابين ”العصيد والمعصوبة والهريس تتناولها الاسرة في الفطور .

العيد في المحويت:-

يختلف العيد قليلا في المحويت فهناك عادات وتقاليد مختلفة تبدأ بتأمل.

ففي ليلة العيد يقموا الاطفال بجمع الحطب واشعالة فوق كل بيت ويغنون ويطلقوا المفرقعات ” الطماش”.

زامل الصباح:-

ومن العادات الجميلة أيضا زامل الصباح حيث يتوجهون من كل أماكن القرى الى الجبانة (منطقة مفتوحة) وهم يرددون اهزج العيد.

ويؤدي هذا الزامل وهم ف طريقهم الى الجبانة على مقطعين المقطع الأول يردده النصف المتقدم بينما يكمل النصف المتأخر بقية المقطع ويرددوا هذه الاهزيج الى أن يصلوا الى الجبانة ويطلقوا الرصاص فرحتا بقدوم العيد تم يكبروا ويصلوا ويسلموا على بعضهم.

ففي اليوم الأول تتبادل الزيارات العيدية واكل حلويات العيد وأعطى عسب العيد للنساء وكذلك اعطى الأطفال المعاودين العملة النقدية وتناول الغداء مجتمعين عند كبير العائلة.

 

رقصة البرع:-

حيث تدق الطبول بعد ساعات من اكمال المعايدة على الاهل فيجتمع القرى الى باحة واسعة ويكون الرقص أولا للوافدين من القرى المجاورة كنوع من الحفاوة ومن تم اهل القرية.

اما اليوم الثاني للعيد فينقسم الناس الى ثلاثة منهم من يقوم بزيارة بعض وجاهات المدينة أو المناطق المجاورة، ومنهم من يسافر خاصة الىالحديدة القريبة من المحويت ويقضوا كم يوم على البحر, اما القسم الثالث.يواصل زيارة الأقارب الاخرين والأصدقاء.

أعياد حضرموت :-

وفي حضرموت تجد الاحياء تمتلئ بشباب يتسامرون الى أن يأتي صبا ح العيد ولكن هنا عادة تختلف قليلا عن بقية المحافظات حيث يزور الأبناء ابائهم وامهاتهم قبل الذهاب الى صلاة العيد ويتناولوا الافطار التقليدي كبدة او عصيدة بتمر وهريس ومن  بعد صلاة العيد يزورون الاهل والاقارب ويقدم لهم كعك ومكسرات العيد.

ولا يوجد في حضرموت عادة مثل المحافظات الأخرى ( عسب العيد) حيث يتم زيارة الاخوات وبقيت ارحامهم ويتبادلوا التهاني ويقدم لهم كل ما لذ وطاب من حلويات العيد.

عيد النقعة:-

وفي منطقة ” النقعة ” التابعة لمنطقة غيل باوزير وبعد المعاودة للأهل والأصدقاء وفي أيام العيد كل يوم العصر تبدا  العائلات بزيارة تسمى (شيخنا جيناك )حيث يجتمعوا في المنتزهات كالحدائق حيث الاجواء الفرائحية بمن خلال اللقاء بالأصحاب وكذلك يتم إحياء الموروث الشعبي والعادات والتقاليد الثراثية ، وإلى جانب تواجد بائعي الحلويات وألعاب الأطفال وثمار أشجار الكزاب الذي يشتهر في هذه اليوم يبيعه .

في هذه المنتزهات تقام التجمعات وتقام الاحتفالات الشعبية والمهرجانات الغنائية وانشطة رياضية ومسابقات العيد.

العيد في عدن:-

والعيد لا يختلف كثير عن أي أعياد يمنية أخرى من  صلاة العيد وزيارت الاهل والأصدقاء واكل حلويات العيد .

العيد في عدن وحضرموت تختلف عن بعض المحافظات في تناول الافطار التقليدي  كما لا يوجد عادة عسب العيد.

العيد تهامة ” محافظة الحديدة ” :-

ففي تهامة يختلف العيد قليلا عن باقي المحافظات حيث يذهب الرجال والأطفال للصلاة في اماكن مفتوحة ويتناولوا جميعا وجبه الافطار معا ثم يعودوا كلا الى زيارته اهلة واحبابة  معظمهم مشيا على الاقدام بدون اي سيارة حتى يكونوا سواسية.

ومن الاكلات التقليدية التهامية المفتوت البر بالحليب و فتة بالموز والعسل ومن اشهر الماكولات المحشوش وهي عبارة عن لحم مطبوخ.

ألأطفال بهجة العيد :-

الاطفال هم القاسم المشترك لفرحة العيد في عموم محافظات الجمهورية فهم بهجة العيد ولا يكتمل العيد إلا بوجودهم، فما أجملهم وهم يطيرون كالفراشة بملابسهم الزاهية من بيت لبيت ليأخذوا عيديتهم من حلوى ونقود , وما أجملهم وهم يفرقعون المفرقعات ” الطماش”  ويطلقوها بفرحا وسرور ويلعبون بألعابهم البسيطة كمسدسات الماء والخرز.

 

وتجد ابتسامتهم الساحرة عند ذهابهم الى الحدائق وسرورهم بالألعاب الكهربائية والكترونية في الحديقة.

وما أجملهم وهم نائمون بعد عناء يوم طويل تجدهم يستلقون في أي مكان وينمون وهم مبتسمون ويحلمون بذلك اليوم الجميل.

 

ومن اجمل العادات والتقاليد اليمنية في جميع المحافظات اليمنية أن يجعلوا فرحت العيد فرحتين “فرحة العيد وفرحة الزواج”  حيث تقاوم الاعراس من ثاني يوم في العيد .

عسب العيد: –

وأهم مايميز العيد العيدية “عسب العيد ” الذي يعد إحدى العادات والتقاليد اليمنية المتوارثة المرتبطة بعيدي الفطر والأضحى, فهي (رسالة حب ووفاء للأرحام) وهي عبارة عن مبلغ من المال بدون تقدير معين يدفعه الرجل للنساء والأطفال كالأم والاخوات و بناتهن وغيرهن من المحارم عنذ معاودتهن بالعيد.