السياسية: صادق سريع

بلا حلوى ولا ملابس جديدة ولا منتزهات، ولا ماء نقي، ولا دواء، ولا حتى طعام، فقط أطلال منازل مدمّرة، وأزيز الرصاص، ودوّي قذائف المدافع، وأصوات انفجارات ناتجة عن ضربات طيران العدو، وتبادل رسائل التعازي في عيد فطر غزة.

في غزة فقط، مُزجت فرحة العيد بنكهة الدماء، وغابت الضحكات في زحمة ولائم العزاء، ولا شيء هناك يفرح القلوب، ويرسم الابتسامة على الوجوه، فلم تعد من أمنيات لأهل غزة في العيد سوى "البقاء على قيد الحياة".

فكيف ستكون أجواء العيد ولسان حال غزة وأهلها يقول: "لسنا بخير"، في ظل حرب صهيونية، تحرق الحي والميت، والأخضر واليابس، والطفل والرضيع والكهل والعجوز والآمنين في المساجد، والأمراض في غرف عناية المشافي، التي خرجت عن الخدمة، في ظل صمت العالم وتقاعس منظماته، وتجاهل قوانينه الإنسانية، التي عفت نفسها عن توفير الأمان والغذاء، والعلاج والدواء في الحرب والسلم واللا سلم..!؟

وكيف ستكون أجواء العيد في ظل حرب وجودية تقودها قيادة الصهيونية وإمبراطوريات الصليب (أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا...)، وأتباعهم من العرب، لا تبقي ولا تذر، وحصار مُطبق يكاد يحبس الهواء، وما يزال مسلسل الدماء مستمرا في غزة الحزينة..!؟

وكيف سيكون عيد غزة بعد فقد الأحبة وشتاتها، ولا مكان لـتهنئة "كل عام وأنتم بخير"، والمآتم تُقام كل يوم، وتعلو أصوات تهاليل وداع قوافل الشهداء الـ33 ألفا و482 شهيدا و76 ألفا و49 جريحا، وما يزال عَدّاد الموت مستمرا في اليوم 188 من الحرب العدوانية، التي يشنها الجيش الصهيوني على قطاع غزة المنكوب..!؟

..في غزة فقط، يردد الفلسطينيون، في أول أيام عيد الفطر اللا سعيد:
"عيدنا مقاومتنا.. عيدنا، نعود للمنازل.. عيدنا، توفر الغذاء والعلاج والدواء والأمان والسلام.. عيدنا، يُرفع الحصار..
عيدنا، نصرنا على العدو.. عيدنا، البقاء على قيد الحياة..
عيدنا الكبير، طرد عدوَّنا وتحرير أرضنا"، وفبأي حال عدت يا عيد في غزة..!

* المقال يعبّر عن رأي الكاتب